الجمعة - الموافق 26 يوليو 2024م

إلي أين نحن ذاهبون ؟ .. بقلم :- محمد زكي

أراد صاحبنا شراء طابعة لمكتبته الصغيرة حيث انهالت علية الطلبات من قبل التلاميذ  طالبين منه صور ملونه مطبوعة من علي شبكة الانترنيت لتقديمها كنشاط للمدرسين الذين أصبحوا يرفضون الأبحاث والأنشطة التي  بالأبيض والأسود فهرع إلي احد

توكيلات الطابعات ذات الاسم الرنان والشهرة الواسعة فالماركة عالمية وجيده لكنهم اخبروه أنهم لديهم فقط نوعين من الطابعات الحبر رخيصي الثمن فاختار طابعه ثلاثة في واحد للنسخ والطباعة والاسكانر وجلس في مكتبته مزهوا بما حصل علية وشرع في إعداد الطابعة للعمل ففوجئ أنها بلا كابل usb  وهناك لم يخبروه بضرورة شرائه منفصل لكنه نزع كابل طابعته الأبيض والأسود واستخدمه في الطابعة الجديدة وما هي إلا وريقات قليله وجاءته رسالة بنفاذ الحبر فاتصل بالتوكيل قالوا له إن الكميه المشتراه داخل الخراطيش ماهي إلا للاختبار فذهب إليهم فاخبروه أن الأحبار نفذت وليذهب للشراء من أي شركه فملأ حسب الإرشادات ووضع الخرطوشتين لتأتيه رسالة أن إحداهما تدمرت ولم تعد صالحه للعمل ولم يمر سوي يوم علي شرائها من الوكيل فاتصل بالفرع الذي باعه الطابعة اخبروه أن الخرطوشتين فقط للاختبار  test وان الشركة الشهيرة تريد الربح فتضع الخرطوشتين فقط للاستخدام مرة واحده حتي تبيع منتجها من الخرطوشات والحل أن يذهب لشراء واحده جديدة بدلا من التي تدمرت فاتصل علي المركز الرئيسي لهذا التوكيل الذي له 19 فرع بجمهورية مصر العربية فأكدوا كلام الفرع بضرورة شراء خرطوشه فذهب إلي الفرع للشراء قالوا له أخر واحده تم بيعها منذ قليل ابحث لدي الآخرين وعندهم اكتشف انه اشتري منتج في السوق كتجربة ولا توجد له قطع غيار وان يستعوض الله في أمواله التي دفعها ويكتفي باستخدامها اسكانر !! القصة اختصرتها ربما يعتبرها البعض أمر خاص بشخص معين لكنني أراها ماساه ودليل قوي علي ما وصلنا إليه فغياب الرقابة وتقاعس المسئولين وخراب الضمائر سيوصلنا لكارثة لم يعد احد يهاب القانون واستشري النصب حتي طال اعرق الأسماء التجارية ماذا يفعل المواطن البسيط مع هذه المافيا لو سألتهم عن الضمان سيقولون لك انه لا يسري علي الخرطوشات والأحبار إنهم جاهزين محنكين صقلتهم الأيام والتجارب ورسخت داخلهم قيم سلبيه فاسدة المجتمع يتجه إلي أن يأخذ كل فرد حقه بنفسه أتذكر وأنا مسافر  من القاهرة للمنصورة في الموعد قبل الأخير لأتوبيسات شرق الدلتا التي تقلع من محطة القللي بان الركاب الذين حجزوا   vip فوجئوا بالكراسي مبعثرة ومكسورة والتكييف يلفح بالحرارة فصرخت السيدات وصاح الرجال وطلبوا  من السائق التوقف والعودة بهم للمحطة فأوقف الأتوبيس علي جانب وقال انه موافق علي العودة لكنهم مهما فعلوا أقصي مايمكن أن يحصلوا عليه هو قيمة التذكرة وان ذلك حدث مرارا وتكرارا فهل يفضلون البقاء في شوارع القاهرة حتي الصباح أم تحمل مشاكل الأتوبيس والعودة لأسرهم سالمين وكانت الرحلة التي تستغرق علي أقصي تقدير ثلاث ساعات قطعها الأتوبيس السيئ في خمس ساعات واضطر للتوقف في الطريق لالتقاط الأنفاس كما فتح الركاب الشبابيك ليستنشقوا الهواء الأكثر بروده من التكييف  أين حقي كمواطن في هذا البلد ولماذا تهدر كرامتنا إلي هذه الدرجة وعندما نهان بالخارج نثور ونطلق الكلمات الحنجورية عن الكرامة  رغم أننا لا نري المهانة  إلا  داخل بلدنا  إلي أين نحن ذاهبون  ؟ أصبحت أخشي علي أولادي من هذا المناخ وهم يرون معي تغير كبير في القيم العامة للمجتمع المصري وجنوحه  نحو الأسوأ .. لنا الله .

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك