أعزائى متابعي برنامج اسأل تُجَبْ أهلا ومرحبا بكم مجددا في اللقاء الأسبوعى مع فضيلة الشيخ محمد شرف ليجيب على استفساراتكم وأسئلتكم التي أرسلتموها ويسعدنا في بداية لقاء اليوم أن نقدم التهاني لفضيلة الشيخ محمد شرف بمناسبة صدور ثلاثة دواوين فى الشعر له … ديوان حياتى توهان وديوان آهات ورباعيات وديوان من الصحابة المقربين وسوف نتحدث فى الحلقات القادمة ان شاء الله عن كل ديوان على حدة وننظر ماذا جاء فيه ، والآن تعالوا معنا لنجيب على أسئلتكم واستفساراتكم والله الموفق .
س / دخلت المسجد والإمام جالس في التشهد الأول ، فدخلت معه في الصلاة ، ولكن نسيت هل كبرت تكبيرة الإحرام أم لا ؟.
ج / تكبيرة الإحرام ركن من أركان الصلاة ، لا تسقط بالنسيان ولا بالجهل ، ولا يقوم غيرها مقامها ، فمن تذكر في صلاته أنه نسي تكبيرة الإحرام ، أو شك في الإتيان بها ، لزمه أن يستأنف الصلاة ، وأما من حدث له الشك بعد الفراغ من الصلاة ، فلا يضره ذلك ؛ لأن الشك بعد العبادة لا يؤثر فيها .
والدليل على أن تكبيرة الإحرام ركن من أركان الصلاة : ما رواه البخاري ومسلم في حديث المسيء صلاته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ) ثم قال له : ( إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا ، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاتِكَ كُلِّهَا ).
وما رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مِفْتَاحُ الصَّلاةِ الطُّهُورُ ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ ). وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
قال النووي رحمه الله : ” فتكبيرة الإحرام ركن من أركان الصلاة لا تصح إلا بها .
ومن شك هل كبر تكبيرة الإحرام أم لا ، فإنه يعتبر نفسه لم يكبِّر . قال الشيخ ابن باز : ” إذا نسي تكبيرة الإحرام أو شك في ذلك فعليه أن يكبّر في الحال ، ويعمل بما أدرك بعد التكبيرة ، فإذا كبّر بعد فوات الركعة الأولى من صلاة الإمام اعتبر نفسه قد فاتته الركعة الأولى ، فيقضيها بعد سلام الإمام ، وإذا أعاد التكبيرة في الركعة الثالثة اعتبر نفسه قد فاتته ركعتان ، فيأتي بركعتين بعد السلام من الصلاة ، هذا إذا كان ليس لديه وسوسة ، أما إن كان موسوساً فإنه يعتبر نفسه قد كبر في أول الصلاة ولا يقضي شيئاً مراغمة للشيطان ومحاربة لوسوسته ، والحمد لله
************************
س / ما حكم الشرع فى مسابقات ملكات الجمال ؟
ج / فلا يجوز إقامة هذه المسابقات؛ لأنها تنتهك فيها الحرمات، وتظهر عورات الفتيات، ويتم تشجيعهن على عدم الالتزام بالحياء، وبالأخلاق الإسلامية القويمة؛ وقد قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} سورة الأعراف الآية 27.
ولا يخفى ما في عرض الفتيات لأجسادهن من كشفٌ لما أمر الله عز وجل بستره، وحجبه عن أعين لصوص الأجساد.
قال الله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ … } سورة النور الآية31،
وقال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} الأحزاب الآية 59.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل؛ ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة. رواه مسلم.
وقد حذرنا الله عز وجل أن نسير وراء هؤلاء الذين يسعون إلى تدمير البقية الباقية من ديننا، وأخلاقنا، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}
سورة آل عمران الآية 100.
واذا كانت هذه المسابقات محرمة، فإنه يحرم على أولياء الأمور السماح بالمشاركة فيها بأي صورة من الصور، ومن يسمح لبنته ،أو أخته بالمشاركة فيها، فإنه يخشي عليه أن يكون ديوثا.
وقد ورد في الحديث عن ابن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثةٌ لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث.
وجاء في رواية أخرى: ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء. رواه أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم وقال صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
والديوث هو الذي لا يغار على أهله. كما في لسان العرب.
وقال العلامة علي القاري: والديوث الذي يُقرُ: أي يُثبتُ بسكوته على أهله، أي من امرأته، أو جاريته، أو قرابته، الخبث: أي الزنا أو مقدماته، وفي معناه سائر المعاصي كشرب الخمر، وترك غسل الجنابة ونحوهما، قال الطيبي أي: الذي يرى فيهن ما يسوؤه ولا يغار عليهن، ولا يمنعهن، فيقر في أهله الخبث. اهـ من مرقاة المفاتيح.
وكل ما يجرى على عارضة الأزياء المتبرجة يجرى على عارضة الأزياء المحجبة فتدهن وجهها بالمساحيق وتظهره وكفيها للناس وترسم عيونها رسماً فرعونياً وتكحلها مما يلفت نظر الناس إليها وتمشى وتتبختر أمام الناس ذهاباً وإياباً ….. فلا يجوز ذلك البتة .
مع أننا ممكن أن نوافق على مسابقات ملكة جمال المحجبات بدون زينة تشجيعاً للبس الزى الاسلامى ، وكذلك لسحب البساط من تحت أقدام ملكات جمال الشواطئ والقاعات المغلقة ، فتكون جائزة من هذا المنطلق فقط .
*****************************
س / ما معنى الفقه ؟
ج / إن للفقه العديد من المعاني اللغوية، فيقول صاحب لسان العرب أن الفقه هو: « العلم بالشيء، والفهم له، وغلب على علم الدين لسيادته وشرفه وفضله على سائر أنواع العلم… »، ففي هذا التعريف بيان أن الفقه هو مطلق العلم والفهم بالشيء، بمعنى أنك إذا علمت أو فهمت شيئًا فقد فقهته، وقد بين صاحب التعريف السابق أن الفقه يغلب على علم الدين لسيادته وشرفه وفضله، وهذا الكلام صحيح، فمن المعروف أن الفقه غالبًا ما يُعنى به الفقه في الدين، فهذا ما جرى عليه العرف، وأن الذين لديهم فقهٌ في الدين يسمون بالفقهاء.
وعرفه مرة أخرى صاحب لسان العرب بمعنى الفطنة، والفطنة هي قوة الفهم، والبصيرة وبعد النظر والحذاقة.
وللفقه تعريف آخر رجحه بعض العلماء هو: الفهم الدقيق للشيء، وهذا التعريف هو التعريف الصائب والله أعلم.
ما سبق هو تعريف الفقه لغةً .
أما تعريفه في الاصطلاح الشرعي، فهو كما عرفه الإمام الشافعي رحمه الله بأنه: « العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية. »، فالفقه في الدين هو أن يعرف الفقيه الحكم الشرعي لمسألة شرعية ما عن طريق النظر في الأدلة التفصيلية التي توجد في الكتاب والسنة.
والفقه الإسلامي يُعنى بأفعال المكلفين، من حيث مطالبة الشارع الحكيم لهم بها، فتكون هذه المطالبة إما فعلًا كالصلاة والصيام، أو تركًا كالكذب والسرقة والزنا، أو تخييرًا وهي الأمور المباحة للمكلف فله أن يفعلها أو يتركها. والمكلفون هم المسلمون البالغون الراشدون العاقلون، الذين تتعلق الأحكام الشرعية بأفعالهم.
وللفقه الإسلامي أصلان أساسيان وهما القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، والأصول الأخرى من إجماع وقياس وغير ذلك ترجع جميعها إلى الكتاب والسنة.
وقد تطور الفقه الإسلامي ونشأ تدريجيًا ومر بعدة أطوار منذ بعثة النبي، فالطور الأول هو طور النبي صلى الله عليه وسلم، والطور الثاني هو طور الصحابة رضوان الله عليهم، وقد برز القياس في هذا الطور، والثالث هو طور التابعين الذي برز فيه القياس أكثر من الطور السابق، ثم جاء الطور الرابع وهو طور التدوين والأئمة المجتهدين، حيث ازدهر الفقه الإسلامي في هذا الطور، وبدأت المذاهب الفقهية الأربعة بالنشوء والتطور، وهذه المذاهب هي: المذهب الفقهي الحنفي، والمالكي والشافعي، والحنبلي، ونشأ في هذا الطور ما يعرف بـ (علم أصول الفقه) الذي يُعنى بالمناهج والقواعد التي تساعد الفقيه على استنباط الأحكام الفقهية، فعلم أصول الفقه هو الذي يساعد الفقيه على الوصول إلى فقه الأحكام التفصيلية من الكتاب والسنة.
وهناك أطوار أخرى مر بها الفقه الإسلامي منها ما كان مزدهرًا، ومنها ما شاع فيه الجمود والتقليد.
ولو أردنا التفصيل في الكلام عن الفقه الإسلامي لطال الكلام وضاق المقام، فلذا نكتفي بهذه النبذة السريعة عنه، والتي سبقها الكلام عن تعريف الفقه في اللغة والاصطلاح الشرعي، ونسأل الله أن ينفع بما قدمنا، والحمد لله رب العالمين.
وفى نهايه لقاء اليوم نتوجه بالشكر لفضيله الشيخ محمد شرف نفعنا الله بعلمه
منتظرين اسئلتكم واستفسراتكم ليجيب عليها فضيلته فى الاسبوع القادم
اترككم فى رعايه الله وامنه

التعليقات