تمت . هى كلمة وحيدة يتيمة تنتهى بها معظم القصص في العالم وبكل اللغات واللهجات ” تمت ” اليوم نضعها نهاية لعمل عظيم وهو حفر قناة السويس الجديدة وافتتاحها الخميس 6/8/2015 فى عرض من الاحتفلات لن يتكرر كثيرا فالاحداث الكبيره بطبيعتها لاتتكرر كثيرا . مبروك لمصر افتتاحها قناة السويس . مبروك للعالم ذلك الصرح العملاق الذي سيوفر له الكثير من المال والوقت . ولكن يبقى السؤال ماذا بعد .
عودتنا مصر في السنوات الاخيره ان نتوقف عن هذا السؤال وياليتنا تعلمناه منذ زمن بعيد لكان الوضع أصبح غير والوضع والظروف غير الظروف فربما كنا الان من اكبر دول العالم بهذا السؤال البسيط الذي يدعوا الى الحراك الدائم وعدم التوقف .
والأن في وجهة نظرى المحدودة على كل مصرى علي وجه العموم وكل سياسي علي وجه الخصوص أن يقرأ بعناية قصة «الثيران الأربعة» الشهيرة.
فهذه الحكاية التراثية الشهيرة جداً، قريبة الشبه بما ستشهده مصر في الفترة القادمة إن حاولت الاعلان الرسمى عن الانتخابات البرلمانية،وحتى لاأضيع عليكم الحكاية فاسردها ” وأدينا بنتسلى ” على رأى مفجر الثورة الاول الرئيس المخلوع ” مبارك ” بإعتبار ان ما قالة ” الديب ” صحيح بأنه ساند الثورة فلولامساندتة ربما ما سألنا سؤالنا الجميل ماذا بعد ؟
بيقولك يا سيدى : ان هناك فيل قد مات وترك من بعده ومن ضمن املاكه اربعه ثيران (ثور ابيض وثور احمر وثور اصفر وثور اسود . كانوا متوحدين بشكل كبير، مما جعلهم محصنين ضد هجمات الأعداء ..تشردت الثيران كثيرا ولان عله العبوديه لازالت بها اتفقت على ان تبحث على مليك جديد لها فدخلوا غابه كبيره كانوا في الاصل من سكانها قبل صك عبوديتهم الاولى للفيل الميت اخذوا يبحثون كثيرا فقالوا نبحث عن الاغنى ملكا والاقوى بدنا ليحمينا بغناه وقوته ( أوليس لديهم الغنى والقوه . فجأة سمعوا زئيرا تهتز له ارجاء الغابه فقالوا : هاهو من سنعطيه صكوكنا فهو يبدو من صوته العظيم انه عظيم هرولت الثيران لسيدها الجديد وبزئرة من السيد الجديد كانت الثيران قد ارخت ارجلها وايديها لتقدم فروض الطاعه والولاء للملك ,
قال الاسد للثيران : انقلوني من هذا الجزء الفقير من الغابه الى جزئكم الغني فانا اعرف الكثير من شوؤن الحكم لنجعل ذلك الجزء الغني اغدق عطاءا واكثر منفعه لنا جميعا . هرولت الثيران لتنقل على اظهرها مليكهم الجديد لضفه الغنى للنماء. وفي اليوم التالي كانت الثيران ترعى في المرعى والاسد المليك يرمق ثيرانه المملوكه بنظره يعرفها كثيرنا شط ونط أحد الثيران الأربعه عن المرعى مهرولا ليبدي طاعته واهتمامه بمليكه الجديد وهو الثور الاسود وقال لسيده : سيدي مابالك لاتأكل معنا فالمرعى وافر وحلالا طيبا .
قال الاسد العرمرم: انه منشغل في التفكير في طريقه لحمايه المرعى بحيث لايأت إليها غازياً. مال الثور الاسود لسيده فقال له : مرني ياسيدي ستجدني طائعا مطيعاً
قال الاسد : هامسا في اذن مقربه الاسود قائلا اصدقني القول ياوزيري الاسود اوليس لون صديقا الثور الابيض لافت للنظر بسطوعه وانعكاسه وخصوصا للصيادين لعل احدهم ياتي ويقضي علينا جميعا ، قال الثور الاسود : بلى بلى ياسيدي انه لافت للنظر ، مرني ياسيدي أأطرده من غابتنا الحبيبه ، قال الاسد : لا لا اريد ان يقال عني بأني ظالم اطرد من قومي دون سبب ، قال الثور الاسود فماترى ياسيدي قال المليك المعظم : اني لست جائعا الان لكن للضروره احكام كما تعلم … ( سآكله ) ولنقل لاخوته انه قد لحق بكم والى الان لم يعد ولعله ضاع او قتل ، قال الثور الاسود نعم الرأي ياسيدي ،فوثب الاسد الهزيل على الثور الابيض الوحيد فالتهمه من كبره في ساعه والثور الاسود ينظر لضرورات تبيح المحضورات .عادت الثيران من رحلتها سائله عن اخيهم المفقود فرد الثور الاسود بتحمس من ان اخاهم لم يعد ولعله تاه او مات وبعد أيام قليله كانت الثيران قد نست اخيها المفقود .وذات يوم لمع وبر الثور الاحمر فلمعت فكره في رأس الملك الغضنفر .فتأفف بتقزز مبديا امتعاضه امام وزيره الاول ( الثور الاسود) وقال كم كنت في زماني اهجم على ثيران حمر بسبب حمره ولمعان ظهورها . اني محتار ياوزيري ان رأه اسد غيري سوف ينتهك ملكي فنصبح طعاما سائغا لغيرنا وانت تعلم مدى وهني فاني لم اكل منذ فتره طويله فماتشير علي ياوزيري العزيز قال الثور الاسود كله كله ياسيدي لتتقوى وتحمينا في كنفك الحصين فأكل الثور الاحمر كأخيه غير مأسوف عليهما. مرت الايام عندما مر الثور الاسود ( الوزير ) فرأى سيده فقال له :مابالك ياسيدي مهموم لاتزمجر كالعاده فقال الملك افبغير رعيتي مشغول وانت ترى كيف آل حال مرعانا من غنى الى فقر مدقع اسمع ياوزيري المقرب :ان اناث شعبي ولودات وهذا يزيد من تدهور مرعانا وزيادة فقرنا ولابد من ايجاد طريقه تحد من كثره شعبنا العظيم . ولدي فكره اشركك فيها فاذا مااكلت ثورنا الاصفر المزواج ثم أوكل اليك مهمه الزواج من اناث شعبنا وانا اثق في انك ستنظم تلك العمليه وكبح عواطفك الوثابه ،صاح الثور الاسود مزهوا بنفسه (الله ، الله ) ياسيدي على رصانه فكرك وسداد حكمك .. كله.. كله ياسيدي ، قفز الاسد وافترس الثورالاصفر المزواج وآلت زوجاته للثور الاسود الوزير. وفي يوم وبينما كان الاسد بين ابنائه مر به وزيره الثور الاسود فسأله الاسد كيف اناثك ياعزيزي فقال الثور وهنت ولم استطع ان ارضيهن وقل شعبك يامولاي ،قال الاسد الملك ان كان قد قل فهذا افضل ولكن الافضل ان لاينجب شعبي اكثر من الاناث وانا واولادي الان اشد جوعا مما مضى وانك لشهي ايها الوزير ؟! فوثب مليكنا على ثوره الاسود ليأكله . وهنا صاح الثور الاسود الوزير قائلا : “أكلت يوم أكل الثور الأبيض”.. احتار الأسد فرفع يده عنه وقال له : ” لماذا لم تقل الثور الأصفر ، فعندما أكلته أصبحت وحيداً وليس عندما أكلت الثور الأبيض! ” فقال له الثور الأسود : ” لأنني منذ ذلك الحين تنازلت عن المبدأ الذي يحمينا معاً ومن يتنازل مرة يتنازل كل مرة ،فعندما أعطيت الموافقة على أكل الثور الأبيض أعطيتك الموافقة على أكلي”.
الخلاصة :كثيرون منا يعيشون بمبدأ أنا ومن بعدي الطوفان ويبحثون عن سلامتهم فقط وينسون أن الطوفان لا يرحم أحد. وهذه الانتخابات يتربص بها أسدان وليس أسد واحد يحاول كل منهما الانقضاض علي حكم مصر، الأول فلول الوطنى، والثاني فلول الإخوان.. وكلاهما يسعي لحسم الانتخابات البرلمانية المرتقبة لصالحه.. فهى الخطوة الأخيرة في خارطة الطريق ومن ينجح فيها سيفوز بالقاضية.
خطوة واحدة.. تفصلنا عن تحقيق كامل حلمنا.. اكتمال بناء مؤسسات الدولة التي حلم بها المصريون في برد ليلة شتوية سقط فيها نظام مبارك.. ثم عاودهم نفس الحلم ونفس الأمل في ليلة صيفية ساخنة أسقطت محمد مرسى وجماعتة. الانتخابات البرلمانية القادمة خطوة مصيرية وخطيرة لدرجة أنها يمكن أن تقذف بنا بعيداً عن الطريق الذي نود السير فيه وعن المستقبل الذي نتمناه لبلادنا. ترجع خطورة تلك الانتخابات لأسباب عديدة.. أولها أن أنصار الحزب الوطنى وأعضاء جماعة الإخوان، كلاهما استعدا تماماً للانقضاض علي السلطة مجدداً عبر تلك الانتخابات.. مما يعني أن ثورتى شعب مصر مهددتان. الأمر الثاني هو الدور الذي سيلعبه البرلمان في ظل الدستور الجديد، فمن يحقق الأغلبية في البرلمان سيكون من حقه تشكيل الحكومة وطبعاً سيكون باستطاعته أن يصدر قوانين حسب هواه، فالدستور الحالي يجعل من يسيطر علي البرلمان والحكومة أقوى من رئيس الدولة ذاته. الأمر الثالث أن قانون الانتخاب نفسه يفسح المجال لكي يفوز مرشحو الفردي بالأغلبية البرلمانية خاصة أن الانتخاب سيكون بالنظام الفردى بنسبة 80٪ ونظام القائمة بنسبة 20٪ فقط .ومن هنا نعتقد أن البرلمان القادم هو أخطر برلمان في تاريخ مصر الحديث، وعليه عبء تطبيق الدستور الجديد، والذي يعطي البرلمان السلطة الأعلى في الدولة، فسلطة البرلمان تبعاً لدستور مصر الحالى أكبر من سلطة كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ولأن مصر في مرحلة بناء حقيقي فيما بعد ثورتين، فلا يجوز أن يكون في مصر أكثر من 100 حزب سياسى. وأحد الخبثاء يقول .. لماذا لا نترك الحكم للشعب ونرضي بمن ينتخبه المصريون دون دعوة لتحالفات أو غيره ؟
والاجابة في رأيي : أن البرلمان الذي سيتم انتخابه سيضع الأسس والقوانين التي ستحدد مستقبل مصر، والأمر الثاني هو أن الإخوان والوطنى يعتبران أن تلك الانتخابات مسألة حياة أو موت.والكل يعلم ان الاثنان يخوضان الانتخابات بالرشاوى المادية والعينية.. فالوطنى يشتري أصوات الفقراء بالفلوس، والإخوان يشترون الأصوات بالفلوس والزيت والسكر والبطاطين، ومثل تلك الانتخابات لا يكون الحكم فيها لاختيارات الشعب، وإنما تكون الأموال هي صاحبة الكلمة العليا وهنا مكمن الخطورة،
ولكن الاخطر هو الائتلافات الضعيفة، فالائتلافات القوية لا تأتي إلا عن طريق أحزاب قوية والطريق الوحيد لذلك هو اندماج الأحزاب في عدد أقل مما هي عليه، فحتى فوزالائتلافات الضعيفة سيأتي بحكومة ضعيفة وهشة تسقط عند أول مواجهة لها مع المعارضة في البرلمان. ومصر في أمس الحاجة لحكومة قوية تؤدي دورها في المرحلة الراهنة طوال فترة حكم الرئيس، وتنقذ مصر من الوقوع في الفوضي.
فكم أتمني أن تخوض الأحزاب المدنية الانتخابات القادمة، من خلال تحالف واحد يضم تلك الأحزاب جميعاً حتي لا يحدث تفتيت في أصوات الناخبين وهذا التفتيت لا يصب سوي في مصلحة الفلول والإخوان الذين يسعون إلي الفوز بأكبر عدد ممكن من مقاعد البرلمان.
وللأسف نعترف بفشل الأحزاب المدنية في الانضمام لتحالف واحد، لأن بعضها فضل مصالحه الحزبية الضيقة علي المصالح العليا للوطن ظهر ذلك واضحا فى الانتخابات الملغاه والتى لن تتغير كثير اذ لم يكن للاسوأ فكانت النتيجة أن الأحزاب المدنية كونت فيما بينها عدة تحالفات انتخابية، جميعها هش لا يرقى لمستوى الفوز بينما حزب النور سعي إلي تكوين تحالف انتخابى يضم بعض الأحزاب المدنية وهو تحالف ايضا ليس بالقوى في حين أن الإخوان أيضاً سيخوضون الانتخابات البرلمانية القادمة بتحالف مع احزاب كالبناء والتنمية وسيترشحون بشكل موسع علي المقاعد الفردية.وبما أن الوضع منتهى بمقولة عدم استبعاد أي مرشح بدعوي انتمائه للحزب الوطنى طالما أنه لم يتورط في فساد أو أعمال عنف أو جرائم في حق المجتمع من حقه خوض الانتخابات وليس هناك ما يحول دون ترشحه في الانتخابات. ويبدوا انه لم ينتبه احد أن البرلمان القادم سيكون له دور كبير في التشريعات، خاصة بعد إجراء دستور جديد . مشدداً علي ضرورة حسن اختيار العناصر الممثلة للأحزاب والقوي السياسية، لإعادة بناء الوطن علي أسس التعاون والتناغم.فالبرلمان القادم لن يشهد أغلبية لأي حزب أياً كان، فالأحزاب لم تتفق حتي الآن علي تحالفات سياسية، وكلها حوارات ولقاءات، ولكنها لم تصل لمرحلة اتفاق، مشيراً إلي أن أى تحالف بين الأحزاب لابد أن يكون مبنيًا علي أهداف ومصالح مشتركة. فعدم وجود أيديولوجية موحدة بين الأحزاب أحد أسباب فشل تشكيل التحالفات، ومع احترامي للشخصيات الكبري التي تسعي لزعامة التحالفات حالياً إلا أنه ليس لها تواجد شعبى. كما أن هناك انتهازيون يحاولون استغلال الوضع الحالي لتحقيق مصالح سياسية وظهور إعلامى.ربما يأتى بهم الى البرلمان. الحديث عن البرلمان وعن تأسيس جبهة معارضة اصبح صعباً لأننا أمام رئيس جديد بفكر ورؤية جديدة، علاوة على أن حالة الشارع المصرى لا تسمح بوجود تيارات الإسلام السياسي في الشارع، فحزب النور مثلاً لن يحصد اكثر من10٪ من مقاعد البرلمان المقبل.
وحتى هذه ال 10% ما كان سيحصل عليها لولا ردائة الحالة الحزبية في مصر . فيجب ألا يتجاوز عدد الأحزاب عشرة أحزاب وهذا هو الطريق الوحيد لتكوين برلمان قوى بنواب غير تقليديين، فالكارثة التي تكمن في تعدد الأحزاب التي تخوض الانتخابات القادمة هي تفتيت أصوات الناخبين، والنتيجة ستكون لصالح حزب بعينه قد يكون له توجه معين يسطو علي السلطة، ويستغل تعدد الأحزاب لسرقة الثورة من جديد.
التعليقات