البحث ضروري لحياتنا اليومية. يساعدنا ذلك على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن كل شيء من الطعام الذي نتناوله إلى الأدوية التي نتناولها. كما أنه يتيح لنا فهم العالم من حولنا بشكل أفضل وإيجاد حلول للمشاكل. باختصار ، البحث ضروري لصحتنا وسلامتنا ورفاهيتنا. بدونها، سنعيش في عالم من الجهل والمعلومات المضللة.
إن دراسة أساليب البحث العلمي تعني أن نستخدم الأسلوب العلمي في التفكير، ولا يستطيع أحد أن يستغني عن التفكير العلمي في حياته وفي عمله، وتزودنا بالوسائل العلمية الضرورية لتحسين أساليب حياتنا وتحسين عملنا وتطوير أنفسنا عن طريق التنمية الذاتية.
كل يوم، نستفيد من ساعات البحث التي لا تحصى التي أجراها العلماء والعلماء حول العالم. من لحظة استيقاظنا في الصباح إلى وقت ذهابنا إلى الفراش ليلاً، نعتمد على الأبحاث لتحسين حياتنا بعدة طرق. على سبيل المثال، العديد من العناصر التي نستخدمها كل يوم، مثل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، هي نتيجة سنوات من البحث والتطوير.
وعندما نرى خبرًا إخباريًا عن اختراق طبي جديد أو كارثة طبيعية، غالبًا ما يكون نتيجة بحث تم إجراؤه على مدار فترة زمنية طويلة. باختصار ، تؤثر الأبحاث على حياتنا اليومية بطرق لا حصر لها ، كبيرة وصغيرة. بدونها ، سنعيش في عالم مختلف تمامًا. إن البحث العلمي يقوم على الدراسات التي تهدف إلى إثبات أو تعزيز أو نفي الأبحاث والنظريات العلمية السابقة، كما أنه قد يهدف للوصول إلى اكتشافات جديدة أو حلول مبتكرة لظاهرة أو مشكلة علمية ما، علماً أن الباحث العلمي ملزم بتقديم الأدلة التي تؤكد صحة النتائج التي توصل اليها.
كان للدراسات والأبحاث العلمية دور كبير للغاية في تقدم البشرية وتطورها منذ قديم الزمان، ومع مرور الزمن وبعد الكثير من الدراسات والأبحاث والتجارب، بات للبحث العلمي قالب أكاديمي محدد، يساعد الباحث العلمي على الوصول إلى النتائج المنطقية الدقيقة خلال مدة زمنية أقصر، وبأقل مجهودات ممكنة. ومع وجود هذا الكم الهائل من الأبحاث العلمية التي تعتمد على ذات الخطوات العلمية الأكاديمية، فإن المشكلات والصعوبات التي تواجه البحث العلمي وطرق حلها باتت متشابهة في الكثير من الأحيان.
وبالتالي فإن اطلاع الباحث العلمي أو الطالب على ما يذكره الباحثون السابقون من صعوبات ومشاكل تعرضوا لها، وعن كيفية تخطيهم لها، يساعده على تجنب الوقوع بمثل هذه الأخطاء، أو تجاوزها بسهولة في حال الوقوع بها، وصولاً بالدراسة العلمية إلى بر الأمان.
صعوبات البحث العلمي الحالية
يهدف الطالب أو الباحث العلمي إلى التعرف على أبرز المشكلات والصعوبات التي تواجه البحث العلمي وطرق حلها، فيها الأمر سيكون عامل أساسي كي يتمكن من تجنبها، أو أن يتخطاها في حال تعرضه لها. تتعدد المشكلات والصعوبات التي قد يواجهها الباحث العلمي، في إطار سعيه لإعداد دراسته العلمية، ومن أبرز هذه المعوقات:
أن لا يمتلك الباحث العلمي الإمكانيات المعرفية أو الإبداعية أو المالية التي تسمح له بدراسة موضوع البحث العلمي الذي ينوي دراسته، مما يؤدي إلى عدم قدرته على الوصول إلى النتائج المنطقية الصحيحة، ولتجاوز هذه العقبة يفترض من الطالب أو الباحث العلمي، ان يختار الموضوع الذي يمتلك المعلومات الكافية لحله، مع امتلاكه القدرات المعرفية والمادية للوصول به إلى النتائج المنتظرة.
عدم امتلاك الباحث العلمي للطرق والأساليب التي تساعده على القيام بالدراسة بالشكل الأمثل، فهذا الأمر سيبقي الكثير من المعلومات والبيانات مبهمة بالنسبة له.
أبرز المشكلات والصعوبات التي تواجه البحث العلمي وطرق حلها:
تتعدد المشكلات والصعوبات التي قد يواجهها الباحث العلمي أثناء رحلته البحثية، ومن أهم هذه المشكلات يمكننا أن نذكر:
عدم وجود مصادر كافية للدراسة العلمية:
من أبرز المشكلات والصعوبات التي تواجه البحث العلمي قلة الدراسات السابقة المرتبطة كلياً أو جزئياً بموضوع الدراسة، فهذا سيؤثر بالتأكيد على جودة البحث العلمي، وعلى قدرة الباحث إثراء دراسته بما تحتاجه من مصادر ومراجع.
ولذلك فإننا ننصح أي طالب أو باحث علمي قبل بدء مراحل البحث التنفيذية، بأن يتأكد أن المصادر والمراجع للبحث كافية، وفي حال لم تكن كافية الاتجاه لدراسة موضوع آخر.
عدم القدرة على الوصول إلى مجتمع البحث:
قد يكون البحث العلمي بحاجة إلى اختيار عينة دراسية يتم اختيارها من مجتمع البحث، وفي بعض الأحيان قد يكون الوصول إلى هذا المجتمع أو العينة الدراسية فيه صعباً لسبب أو لآخر، كوجود كارثة طبيعية في المنطقة، أو اندلاع الحروب فيها، أو بسبب الظروف الجوية، أو غير ذلك من الأسباب التي تعيق عمل ا عدم امتلاك الباحث للإمكانيات الإحصائية اللازمة:
إن ضعف قدرات الباحث الإحصائية ستشكّل مشكلة وعقبة أساسية في وجه دراسته البحثية، فعدم التحليل الدقيق للمعلومات أو البيانات بالشكل السليم سيوصله إلى نتائج خاطئة أو غير دقيقة، ولذلك يفترض على الباحث العلمي ان يحرص على أن يتعلم على الطرق الإحصائية وكيفية استخدامها.
انتماء الباحث لمجتمع غير علمي:
من ابرز المشكلات والصعوبات التي تواجه البحث العلمي وطرق حلها، انتماء الباحث لمجتمع لا يعطي الباحث العلمي أو الدراسات البحثية الأكاديمية الأهمية التي تستحقها، فهذا قد يشعر الباحث بالإحباط، لأنه يدرك أن مجهوداته البحثية لن تلقى التقدير الذي تستحقه من المجتمع الذي يعيش فيه.
عدم امتلاك الوقت الكافي للبحث العلمي:
قد يكون الطالب أو الباحث العلمي يتناول ظاهرة أو مشكلة تحتاج إلى مدة معينة من الدراسة حتى تخرج بالشكل الأمثل، لكنه قد يكون مضطراً لتقديم البحث خلال مدة أقل من الفترة التي يمتلكها، مما قد يدفعه إلى الإسراع أو التسرع في العمل وهذا ربما يوصله إلى نتائج غير دقيقة، أو يؤثر سلبياً على جودة الدراسة العلمية.
وفي هذه الحالة فإننا ننصح الباحث العلمي بأن يحرص على اختيار الموضوع البحثي الذي يمكن إنجازه بأعلى جودة ممكنة، وخلال الوقت الذي يمتلكه لتقديم الدراسة.
عدم امتلاك القدرات المادية اللازمة:
من أكثر المشكلات والصعوبات التي تواجه البحث العلمي وطرق حلها هي المصاريف المادية التي تحتاجها الدراسة العلمية.
فلكل موضوع أو مشكلة بحثية مصاريف مالية يجب إنفاقها للوصول بالبحث إلى الحل الأمثل والنتيجة الأدق، ولذلك يفترض على الباحث من خلال خطته البحثية أن يقوم بدراسة لتكاليف بحثه العلمي، فإن وجد نفسه غير قادر على تغطية هذه التكاليف، فيفترض إما التوجه إلى دراسة موضوع آخر يمكن تغطية تكاليفه، أو إيجاد شخص أو جهة تقتنع بأهمية البحث وفائدته، وتقبل تمويل دراسته.
عدم اختيار المشرف المناسب على البحث:
إن اختيار المشرف المناسب هو عامل أساسي في وصول الطالب إلى بحث علمي عالي الجودة، ولذلك يجب ان يكون اختيار المشرف صحيح ومنطقي، فلا يكفي اختيار أهم رجال العلم في تخصص البحث ليكون هو المشرف على الدراسة ليصل الطالب إلى البحث المطلوب، بل عليه ان يتأكد من ان المشرف يملك بالإضافة إلى الإمكانيات العلمية الكبيرة، الوقت الكافي للجلوس مع الطالب والاطلاع على الدراسة، ليعطي هذا الطالب الملاحظات والتوجيهات التي تساعده على تقديم بحث علمي عالي الجودة.
عدم إجادة اللغة الإنجليزية:
وهي تعتبر من أهم المشكلات والصعوبات التي تواجه البحث العلمي وطرق حلها الأساسية تكون بتطوير الذات، والدخول في دورات ودروس تمكّن الباحث من إجادة هذه اللغة التي تعتبر اللغة الأولى في البحث العلمي بالعالم أجمع، حيث تنشر بهذه اللغة مختلف الدراسات والأبحاث العلمية ذات الأهمية الكبيرة ومن مختلف التخصصات العلمية.
الاختيار الخاطئ لموضوع البحث العلمي:
من الأمور الأساسية التي يتوقف عليها نجاح البحث العلمي من عدمه اختيار الموضوع العلمي، الذي يفترض أن يكون قابلاً للدراسة والحل، وأن يحقق الفائدة للمجال العلمي الذي ينتمي اليه أو للمجتمع بشكل عام، مع ضرورة اختيار الموضوع غير المكرر، حتى لا تكون الدراسة مجرد إضاعة للوقت والجهد.
كيف يتم حل مشكلات ومعوقات البحث العلمي؟
أن معوقات البحث العلمي متشابهة إلى حد كبير في جميع أنحاء الوطن العربي فالمعوقات التي تواجه الباحث أثناء إعداد بحثه العلمي لا يمكن أن يتغلب عليها بمفرده، ولكن يجب أن يرتبطوا كل من الباحث والمشرف على بحثه من أجل أن يتغلبوا على هذه المعوقات.
وقبل التعرف على كيفية التغلب على معوقات البحث العلمي يجب أن نذكر ما هي خصائص البحث العلمي وأهداف البحث العلمي والمعوقات التي تواجه البحث العلمي.
يوجد هناك مجموعة من الخطوات التي إن قام الباحث بها فسوف يكون قادرا على تجاوز مشكلات البحث العلمي ومعوقاته، وبالتالي سيكون قادرا على الوصول ببحثه العلمي إلى بر الأمان.
ومن هذه الخطوات تحديد المشكلة أو موضوع البحث العلمي، ويعد هذا الأمر من أهم الأمور التي يجب أن يحرص الباحث عليها، ويساعد هذا الأمر في كتابة الباحث لبحثه العلمي بطريقة صحيحة.
جمع المصادر والمعلومات الكافية عن البحث العلمي الذي يقوم به الباحث: ويعد هذا الأمر من أهم الأمور التي يجب أن يقوم بها الباحث، حيث يجب أن يعود إلى المكتبات ومواقع الإنترنت، وغيرها من الأماكن وذلك لكي يكون الباحث قادرا على جمع كافة المعلومات التي تتعلق وترتبط ببحثه العلمي.
كما يجب أن يقوم بوضع بدائل لحل المشاكل التي يقوم بها، ويتم هذا الأمر بعد أن ينتهي الباحث من مسألة جمع البيانات، وذلك لأن الباحث يكون قد اكتسب عددا كبيرا من الفرضيات والمعلومات، ويقوم بربط هذه الفرضيات مع المعلومات التي حصل عليها وذلك من أجل وضع الحلول والبدائل للمشكلة.
وهكذا نرى ما هي مشكلات وصعوبات البحث العلمي وأن هناك مجموعة كبيرة من المشكلات التي تتعلق وترتبط بالبحث العلمي الذي يقوم به الباحث، ويجب أن يكون الباحث على أهبة الاستعداد للتغلب على هذه المشكلات ومعالجتها.
وفي ختام مقالنا عن المشكلات والصعوبات التي تواجه البحث العلمي وطرق حلها، نذكركم بأن موقعنا يمتلك اهم المختصين القادرين على تقديم أفضل الخدمات الجامعية عالية الجودة. لباحث العلمي وجمعه للمعلومات البحثية المطلوبة.
—
التعليقات