من ارشيف الكاتب الصحفي محمد زكي
نرتبط جميعا ببرامج اكتشاف المواهب التي تبثها بعض الفضائيات ولكن أحيانا ينازعنا شعور خفي بان هناك شيء ما في عملية التصويت وان البقاء أحيانا لا يكون للأفضل التقت ” الفراعنة ” الفنان الشاب احمد شادي ليكشف لنا ما وراء الكواليس في احد هذه البرامج وهو ” كيلر كاريوكي ” حيث قال ” اسمي احمد شادي
فنان مصري عمري 24 سنة قمت بعمل دراسات حرة في الموسيقي وبعدها قدمت فيديو كليب يحمل اسم حرية تم نزوله وقت انتخابات الرئاسة السابقة وبعدها حالي كحال أي فنان في أول طريقه بدأت رحلة البحث عن فرصة ,محاولاتي في الغناء أو التلحين لغيري كانت ومازالت مستمرة إلي الآن والمانع من وصولي لشيء ملموس بشكل كبير هو ظروف الإنتاج المعروفة وقلة إنتاج الكاسيت وبالنسبة للتلحين لغيري أتمني ذلك وبالفعل يوجد لدي أغاني من تلحيني تناسب الكثير من المطربين واعتقد أنها ستكون تطور حقيقي لمسيرتهم الفنية ولكن أين هي الفرصة؟ فأنا وللأسف شأني شأن أي مبتدئ علاقتي ضعيفة في المجال الفني فماذا افعل؟ فكرت في النزول للغناء في بعض الفنادق أو المطاعم لأبحث عن فرصة مناسبة للغناء ولكن الحال ليس كما كان قبل الثورة تراجعت بشدة الحفلات في الأماكن السابق ذكرها وتراجع الاهتمام بالفن في ظل الظروف السياسية المتلاحقة بالإضافة لانتشار الكثير من الفن الهابط والذي وللأسف لقي رواجا عند بعض الناس .. وهنا ألح علي السؤال وبشدة ماذا افعل في ظل كل هذه الظروف السلبية وأنا ليس لدي حلم أو اختيار أخر غير فني, جاءت فكرة الاشتراك في المسابقات الغنائية لعلها تكون فرصة جيدة ليصل صوتي للجمهور وفي هذا الوقت اتصلت بي معدة من برنامج كيلر كاريوكي وعرفتني بنفسها وقالت أنها تريدني أن اشترك في البرنامج طبعاً أبديت موافقتي وكان كل هذا قبل عرض أي حلقة من حلقات البرنامج وقالت لي انه برنامج غنائي يحمل شكل جديد فما كان مني إلا الموافقة والدعاء إلي الله أن تكون فرصة حقيقة تغير حتى القليل من الواقع الصعب الذي أعيشه وفعلا قمت بالسفر إلي بيروت لتصوير الحلقة وهناك تعرفت علي المطرب محمد الأمين وهو شاب مصري مثلي في مقتبل حياته الفنية والمطربة مي شطا موهبة مصرية تبحث عن فرصة وكان تعارفنا داخل الأوتيل الذي أقمنا به, و سرعان ما تغيرت نظرتي بعد مروري ببعض المواقف أولهم حوار كان يدور بين شخصين أثناء وجودي وهما بيير خوري مرافق المجموعة أثناء فترة التصوير وهنادي من فريق إعداد البرنامج … كانوا يعتقدون أني استمع للموسيقي من خلال الهاند فري وبالفعل كنت افعل ذلك ولكن كان يمكنني سماعهم بوضوح أيضا وكان سؤال هنادي.. شو اسمها المشتركة اللبنانية اليوم ؟ قال لها مابتعرفيها انها كرستيان قالت له مين هي كرستيان ؟ قال لها كرستيان صاحبت (فولان) … هي الفائزة اليوم !!! وكان هذا قبل تصوير الحلقة بساعات وكانت الصدمة ..فهل يمكنني التراجع أو الاعتذار عن التصوير وكانت الإجابة لا فهذا غير ممكن بعد إمضائي لعقد تصوير الحلقة .. قلت في نفسي سأقوم بالتجربة حتى لو لم أكن الفائز تحملاً مني لمسئولية كلمتي وسأكون الأفضل من غيري حتى ولو كان أمام نفسي فقط , وجاءت الصدمة الثانية فأثناء تحضيري للتصوير رفض كل الأشخاص في البرنامج الإفصاح عن تفاصيل سكريبت البرنامج قبل التصوير وكان الرد الدائم ستعرف في وقتها وجاء وقت التصوير و لا أجد من كلمات أو عبارات تعبر عن كم الحزن والغيرة التي بداخلي علي المجال الفني الذي أصبح عبثاً بين أيدي رجال أعمال كل ما يهتمون به جمع المال وليس الارتقاء بالفن ولا بالمواهب التي أنا شخص منها فكلمة استهزاء أو استهتار أو اهانة ليست كافية لوصف مايحدث للموهوب أثناء تصوير هذا البرنامج ولسوء حظي كان ميعاد تصويري قبل إذاعة أي من الحلقات فلم اعرف هذا إلا وقتها و لن أطيل عليكم في وصف الاهانات التي يتعرض لها المطربين فالبرنامج موجود ويمكنكم رؤية هذا بأنفسكم ولفت نظري شيء آخر أن الجمهور داخل الاستديو ليس له حق التصويت كما يشيعوا واكتشفت هذا أثناء التصويت عندما نظرت لأجد 6 أشخاص فقط هم من معهم أجهزة تصويت يقوم المصور بتصويرهم ليعكس للمشاهد أن الجمهور داخل الاستديو له حق التصويت , وفي كل مره يقوم 6 أشخاص أخريين بالإمساك بأجهزة التصويت وتصويرهم أيضا لعكس الواقعية للمشاهد وعلي عكس مايقال أن شعار البرنامج أوعي تبطل تغني , قال لنا شخص من إدارة الإنتاج أهم شيء أثناء التصوير إظهار الرهبة والصراخ والضحك وقت اللزوم لتصوير حلقة قوية يعجب بها الجمهور عند إذاعتها وكان هذا قبل التصوير بلحظات فاستغربت الكلام !! ما هذا البرنامج هل هو برنامج غنائي أم سيرك ؟ و اتضح لي بعد ذلك وللأسف أن كل هذا كان لغرض واحد فقط هو الربح المادي من خلال زيادة الإعلانات علي البرنامج والاتجار بالموهوبين الذي ليس لهم حول ولا قوة والسؤال الآن الذي يطرح نفسه هل هذه إنسانية و أسلوب يناسب فنانين صغار يسعون لحلمهم وهل هذا العبث يناسب أن يعرض علي قناة مصرية لها اسمها ؟!
“.
التعليقات