من أرشيف الكاتب الصحفي محمد زكي
تتعرض الدولة لحرج كبير هذه الأيام اثر واقعة اعتداء بعض أمناء الشرطة علي أطباء بمستشفي بالمطرية ، وهذه ليست المرة الأولي التي يضع فيها ( بعض ) الأمناء الدولة في هذا الموقف
الصعب ، سبقتها وقائع عديدة في المحاكم وأقسام الشرطة ، وكان الضحايا محامين ، وتم إغلاق الملف حينها تارة باعتذار الرئيس عبد الفتاح السيسي للمحامين وأخري بالصلح ، حيث لعب نقيب المحامين الأستاذ سامح عاشور دورا كبيرا في إخماد الفتنة ، لكنها لم تمر مرور الكرام فتركت رواسب في النفوس ، بإحساس المحامون بالظلم وأنهم المجني عليهم وان حقهم قد سلب ، جاءت حادثة مستشفي المطرية لتؤجج المشاعر ولتندس بعض الشخصيات الداعية للفتنة وسط جموع الأطباء المحتجين في جمعيتهم العمومية الطارئة الحاشدة ، لترفع سقف ووتيرة الغضب ولا يمكن أبدا أن نلوم الأطباء في دفاعهم عن كرامتهم لكن يؤخذ عليهم المبالغة في المطالب ورفع سقفها إلي أقصي درجة بفعل المندسين والزخم المصاحب للقضية ، فالأمور لا تجري هكذا إن كنا قد ارتضينا العيش في دولة تحترم القانون والدستور فليس من حق الأطباء ونقيبهم ومؤججي الفتن أن يقرروا بينهم بوازع من غضب عارم أن يمتنعوا عن العمل حتى يكون الكشف والعلاج مجاني علي المواطن ، كلنا يعلم أن الرسم رمزي وان الأطباء لا يعملون مجانا فمن أين أذا يحصلون علي رواتبهم ؟ وان كانت مشاعرهم مرهفة إلي هذا الحد تجاه المواطن فلم يعاملون المرضي هذه المعاملة الجافة في الوقت الذي يرحبون ويبتسمون ويتناقشون معهم في عياداتهم الخاصة ؟! هل من حق الطبيب ” الذي تعلم مجانا علي نفقة الدولة ومن دماء الشعب ويحصل علي راتبه كاملا جراء سويعات يقضيها في لهفة واستعجال وتجهم في المستشفي الحكومي ” أن يمتنع عن أداء عملة ويريد إقناعنا أن قلبه علي المريض إي يمتنع عن أداء عملة بحجة أن له مطالب في صالح المريض ؟! علي الجانب الأخر إن بعض أمناء الشرطة يسيئون للداخلية وللدولة ولا يتركون أحيانا مجالا للتعاطف ونحن نمر بمرحلة حساسة وفارقة من عمر الوطن وهم حراسة فماذا تركوا للأعداء ومشعلي الفتن !! يجب أن تتعامل الدولة بحكمة مع ثورة الأطباء فلو تنازلت ستجد كل النقابات تحذو حذو الأطباء وتضيع هيبة الدولة وسيادة القانون ، إن المحامين يقفون متربصين يتابعون ما سوف تسفر عنة المواجهة ليرتبوا أوراقهم من جديد وربما يري البعض أن نقابة الأطباء انتفضت وان نقيبهم مثال لما يجب أن يكون علية النقيب في حماية الأعضاء ، وان تعاملت الدولة بعناد وصلف مع القضية سوف تخسر كثيرا فالأطباء ليسوا وحدهم بل يساندهم الآخرون الذين تعرفهم الدولة جيدا ، لم تعد أي فئة تتسامح في حقها فلقد علمتهم الثورة إن الحقوق لا يمكن نيلها بالتمني بل تؤخذ غلابا ، كانت الحرائق الصغيرة تخمد ويسيطر عليها في مهدها من قبل الأهالي أو عربة مطافئ واحدة ولكننا الآن نجد من يهرعون إليها يسكبون البنزين عليها حتى تشتغل ، يريدونها تأكل الأخضر واليابس انتقاما من شعب جرب الإرادة ونجح في تقرير مصيره بيده ، لكنها الفتن المتتالية التي يصنعها أعداء الاستقرار وهنا لا يجب أن نوجه بأنفسنا السكين إلي قلوبنا فالأمناء مطلوب منهم أن يكونوا أمناء وألا ينجرفوا صوب بركان من العداوات سوف تحرق الجميع ، يجب أن يرفقوا بالدولة وبالرئيس الذي راهن عليهم وراهنوا علية إن لم تدعم مؤسسات الدولة الاستقرار فمن سيدعمه .. حمي الله مصر من كيد الكائدين .
التعليقات