في حياتنا اليومية نحتاج إلي اتخاذ العديد من القرارات، منها القرارات المصيرية مثل تغيير طبيعة العمل، اختيار كلية بعد النجاح في الثانوية العامة، اختيار بين وظيفة حكومية، وفرصة العمل بالخارج أو اختيار شريك
الحياة، ومنها القرارات البسيطة مثل استخدام وسيلة الموصلات للوصول للعمل، اختيار طبق اليوم علي العشاء، اختيار رابطة عنق مناسبة للخروج، بالطبع تأخر القرار وإن كان صحيح يؤدي الي نتائج وخيمة وخير مثال علي ذلك تأخر إعطاء الدواء المناسب للمريض يؤدي الي مضاعفات يصبح معها الدواء غير ذي فائدة وتتعقد المشكلة ولذلك تظهر أهمية اتخاذ القرار الأمثل في الوقت المناسب، وبناء على ما سبق كانت هنالك أهمية لظهور علم دعم اتخاذ القرار، وهذا يظهر جليا في قولة تعالي (وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ ) الشوري 38.
بوجه عام لايوجد إنسان مهما بلغ من الذكاء والعلم والخبرة أن يصل للإلمام بكل جوانب المشكلات ويجد الحل المناسب بدون مساعدة، ولكن ماهي قيمه هذا العلم إن لم يمكن متخذ القرار من الوصول إلي القرار المثالي الذي يحقق الهدف المنشود في الوقت المناسب؟
للوصول للهدف المنشود يجب علينا أن نفرق بين متخذ القرار وصانع القرار، ودائما هناك خلط كبير بينهما وتداخل الاختصاصات وخلط الأوراق يؤدي الي الفشل في الوصول للقرار في الوقت المناسب ويمكن توضيح الفرق بينهما علي النحو التالي:
متخذ القرار “المدير او الرئيس” هو الرجل الأول والذي يتحمل المسئولية كاملة ويرجع له الفضل في النجاح أو تحمل مرارة الفشل، وواجبات الرئيس واضحة وهي أولا: تحديد الهدف المنشود للمشكلة المعروضة وأن يكون الهدف قابل للقياس والبعد عن الشعارات الرنانة، مثل “محاربة الفساد والمحسوبية في المؤسسة”، واتخاذ القرار المناسب هو ربط الأجور والمكافآت بمعدلات الإنتاج بشكل قابل للقياس.
ثانيا: شرح القيود المفروضة عليه بشكل مبسط قدر الإمكان، وذلك يخلق مناخ الشفافية داخل المؤسسة، ثم يحسن اختيار صانعوا القرار طبقا لطبيعة كل مشكلة من المختصين، فلو تخيلنا أننا داخل مجلس إدارة يناقش قرار شراء ماكينات جديدة لمصنع بدلا من القديمة وكانت الخلفية العلمية لأعضاء المجلس هم مهندسين ومحاسبين وقانونيين وأطباء وصيادلة، يختار الرئيس فى هذا الموقف صانعوا القرار من المهندسين لأنهم الأمهر في الجانب الفني.
أما صانع القرار، وهو المرؤوس للمدير في المؤسسة، لذلك كلا منا هو صانع قرار في حياة الآخرين ودوره هو شرح أبعاد المشكلة وجوانبها الفنية والتقنية، وواجبات صانع القرار هى شرح السيناريوهات المختلفة لحل المشكلة المعروضة وان يكون حيادي لا يتعصب لقرار، ففي مثال شراء ماكينات جديدة لمصنع بدلا من القديمة علي صانع القرار عمل سيناريوهان الأول يشمل المميزات والعيوب التي تعود على المصنع في حاله شراء ماكينات حديثة، والثاني يشمل المميزات والعيوب التي تعود علي المصنع في حاله استمرار المصنع بالماكينات القديمة.
من ابرز أوجه التقدم في المجتمعات المتحضرة هو وضوح دور وطبيعة العلاقة بين صانع القرار ومتخذ القرار وألا يكون هناك اختلاف يصل للمتلقي علي كافة مستويات المجتمع، ببساطه عزيزي القارئ أنت رئيس مجلس إدارة حياتك. فأنت متخذ القرار الأول في حياتك وكل من تعرفه هو عضو مجلس إدارة في حياتك تستطيع استشارته، المهم هو كيفية اختيار الشخص المناسب للموقف المناسب، وقد أصبحت الآن فرص دعمك فى اتخاذ قرارك أسهل وأدق، ويمكنك أن تستخدم عدة طرق لدعمك فى اتخاذ قراراتك مثل الانترنت، وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج التكنولوجية المتخصصة والكتب المتخصصة.
التعليقات