السبت - الموافق 27 يوليو 2024م

رواية الجريمة و الغموض .. فاطيمة ..الجزء الاول .. بقلم عبير صفوت محمود

كانت الأجواء صامتة بلا حراك أو من حتف لصوت تصطك إمامة رشاشات المدافع ، يخلف دائما خلاف الحروب الباردة حروب متوهجة ملتهبة قصدها الإنتصار و تنكيس راس الحق وعلو رأس الرذيلة بإسم الفضيلة .
لهس بانفاسة المتقطعة حين صعد التل ورأى ذلك البيت البعيد فى صورة مصغرة ، بينما كان يتحرك بجوارة هناك الظل الاسود ، طهق الإنتظار ضالتة وجهر رجل التل بصوت مرتفع تردد فى البراح : يا صاحب الظل الأسود من تكوووون ؟!
لم تمر لحظات حتى هربت أنفاس الرجل ولاح الوعى عن اوقاتة ، اهتزت جفونة بارتعاشة ، حتى ناورة صاحب الظل الأسود :
أيها الرجل استفيق .
ارتفعت جفون الرجل نحو زاوية المنزل البعيده بعيونة قائلا بهزيمة نفسية ودموع باقية من المحاولات القاسية التى أضناها طوال النهار والليل ، بصوت يكاد لا يسمع :
من انت ايها الرجل ؟!
قال صاحب الظل الأسود ، يحملة عائدا إلى البيت البعيد : الإجابة بعد العودة .
ابتهج الرجل المقييد حين رأى اكواب العصير والأطعمة وزرفت دمعة قاسية من عيونه متهتها بحنين :
انها المره الأولى التى أرى بها الطعام والعصائر منذ أن اتيت ، ثم قال بصوت مذلول : هنا .
قال صاحب الظل الأسود كأنة لم يستمع لكلمات الرجل :
تعطلت سيارتى وانا أمر بالجوار .
ملاء الرجل المقيد فمة بالطعام وتجرع العصير حتى كاد يختنق وهو يقول :
أنا عامل بسيط فى بعض الأماكن الهامة ، ههههه يقولون ذلك ، إنما من انت ؟!
صاحب الظل الأسود :
رشدى الشرقاوى ، الملقب بابو ملك ، اعمل فى تجارة البضائع .
انتهى الرجل المقيد من تناول الطعام ، وشعر بشيء من الراحة و بتهدم جسده قائلا وهو يتثاوب :
اه يا صديقى ، قد أتت القيلولة ، هل تسمح لى .
اشار ابو مالك إلى الرجل بعيونة نحو زواية اليمين مبتسما بسخرية ، حتى تفهم المقييد ماوراء الإشارة مجيبا على سؤال سابق : عماد ، أسمى عماد الأطرش .
مرت ساعات طويلة وربما أيام ، حتى سمع عماد الأطرش بعض الأصوات الغريبة من حولة ورأى بعض الصور مشتتة الرؤيا :
عماد ، عماد ، استفيق يابنى ، سامح ينادى عليك يا ابنى ، يصرخ عماد : ابتعدوا عنى سوف اذهب ، سوف اذهب لعالم اخر ، اتركونى ايها العالم ، يصرخ سامح صديق عماد ووجه يكاد يلامس وجه عماد قائلا :
لا تفعل يا عماد لا تفعل يا صديقي أنهم يخدعونك ، يجهر عماد و كأن شيء يبعده تائها : اتركونى اتركونى اتركونى.
يتململ عماد فى مركدة ويثرثر : فاطيمة ، فاطمية ياحبيبتي ، سأذهب إلى أرض الاحلام واعود ، حتما ساعود ،
ينتبة عماد على يد توقظة تلامس وجه تقول برقة :
لابد انك حالم ورقيق ، كل هذا الوقت وأنت نائم ، اناجيك بلا تيقظ واحدثك بلا إجابة منك ، هههههه أين كنت ايها الشجاع ؟!
ينتبة عماد ويتصلب فى الاعتدال نحو الجلوس لبقاية نعاس منسدل على جفونة متسائلا :
من أنتِ ؟! واين رشدى الشرقاوى الملقب ابو مالك ؟!
تضحك المرأة الشقراء بصوتها الرفيع المرن تقول : من؟! من هو ابو مالك ؟! انا هنا منذ ايام .
يعتبر عماد من صحة كلام المرأة متسائلا بحذر : من انتِ اذا
تجيب المرة بدلال وكأنها تعزف على الكمان : نادية اسمى نادية .
يحتدم عماد فى كلمات قائلا بعنف :
هذا رائع جدا ، ياتينى رجلُ ببلدى ويدفع بطموحى للإقتناع بالذهاب إلى أرض تحقيق الحلم ، يتركنى ايام فى الخلاء و فى هذا البيت الذى يقطن فى الصحراء ، اموت من الجوع والعطش ، ياتى صاحب الظل الأسود الملقب بابو مالك ، ثم انعس من شدة التعب استيقظ أرى امرأة تقول انها نادية ، هل تعلمين ؟! ماذا تريد نادية منى ؟!
تبتسم المرأة بحنان بالغ وتقترب من عماد بالحب والشجن تتحدث بالهمس وتلقى راسها على إحدى منكبية بعفوية تقول : ايها الحبيب ماذا حدث لكى تنسانى ؟!
يبدو على عماد التأثر متسائلا :
اذا ذكرينى ، ربما نسيت .
تقول نادية بصوت ملائكى : اه يا حبيبي زوجتك .
يتفاجأ عماد صارخا : متى وكيف ؟!
تخرج نادية بعض صور الزفاف وتشير وهى تقول :
ها انت وها أنا وهاهى ليلة الزفاف فى موكب العرس وفوق التخت وعند النافذه وعلى بوابة بيتنا هذا .
يخرج عماد متلجلجا عن صمته :
نعم نعم إذ اين الضيوف ؟! المعازيم .
تقول نادية بحالة العشق التى بها وهى تداعب إحدى شفتى عماد : انت قلت لا داعى للحضور، ثم قالت بخجل ، يكفى انا وانت فقط .
يحاول عماد أن يتذكر لكن بلا فائدة ، تمر الايام بين عماد ونادية ، من خلال ذلك كان يتذكر حبيبتة فاطيمة .
فى صباح ذات يوم صرخت نادية : عماد ، عماد ، استيقظ ، الصباح سيكشفنا.
عماد يتثاوب ، قد بدى علية التعود وتقبل الأمر ، حتى تساءل فى ارتخاء: ها عن ماذا تتحدثين ؟!
صرخت نادية وهى تقول : أتحدث عن جريمتك وتلك الجثة بالخارج ، استمع ، الطائرات تحوم فى السماء ، رما وصل لهم شيء مما حدث .
عماد يهب واقفا : ماذا الذى حدث ؟!

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك