محمد زكى
أكد سفير مصر السابق لدى تل أبيب حازم خيرت أن إسرائيل ستعدل عن فكرة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ولاسيما إلى شبه جزيرة سيناء حتى لا تفقد السلام الذي تقيمه مع مصر.
وأوضح خيرت في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن “إسرائيل أدركت أن مصر، قيادة وشعبًا، تقف بالمرصاد في وجه هذا المخطط”.
وقال: “هذا ما أكده رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى أمام مجلس الشعب ، إذ حذر من أن محاولات التهجير مرفوضة قطعًا ، وأن تصدير الأزمة لمصر والمساس بأمنها القومى خط أحمر غير قابل للنقاش”.
وتوقع السفير حازم خيرت أن تشهد المرحلة المقبلة تحديات كبيرة في ظل تصريحات الحكومة الإسرائيلية ولاسيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول استمرار الحرب حتى القضاء على حركة حماس وإعادة كل المختطفين وخلق واقع جديد في قطاع غزة.
وأضاف أن “مصر لم تدخر وسعًا للتوصل إلى هدنة إنسانية بقطاع غزة، ومستمرة في جهودها المكثفة التي لم تنقطع منذ نحو خمسة أسابيع حتى تتوقف الحرب الإسرائيلية اللاانسانية نهائيًا ضد الشعب الفلسطيني الشقيق”.
وأردف أن “نجاح مصر في الوساطة يرجع إلى قدرتها على التواصل مع كل من حركة حماس والحكومة الإسرائيلية، وعلاقتها المتوازنة مع كافة الأطراف، بالإضافة إلى خبرتها الطويلة في هذا الملف وفي التعامل مع الجانبين”.
وذكر في هذا الصدد بمساعي الدولة المصرية في كافة ملفات القضية الفلسطينية: “من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1976 وعاصمتها القدس الشرقية، و ملف الأسرى والمعتقلين بالسجون الإسرائيلية، وملف اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، علاوة على ملف المصالحة الفلسطينية، منوهًا بأنه لا توجد دولة بالعالم قدمت ما قدمته مصر لفلسطين وشعبها”.
ورأى السفير حازم خيرت أنه “يتعين على الدول العربية بذل جهد جماعي وتكاملي إزاء القضية الفلسطينية ولصالح الفلسطينيين، واصفًا التعاون والتنسيق المصري القطري في هذا الشأن مثالًا يحتذى به عربيًا، إذ يسير في طريق واحد ويصب في مصلحة واحدة، مثمنًا في الوقت ذاته الجهد الكبير الذي تقوم به اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، لنصرة شعب فلسطين ووقف الحرب والدفع بتجاه حل الدولتين.
ونوه إلى أهمية الاستفادة و البناء على تغير موقف عدد من الدول الغربية بشكل إيجابي لصالح الفلسطينيين، تحت ضغط من شعوبهم والرأي العام العالمي الرافض لحجة “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” عبر عقاب جماعي أودى بحياة نحو 14 ألف فلسطيني، ودمر أرضهم وبيوتهم وشرد الأطفال بلا مأوى أو ملجأ يعانون الجوع والعطش والمرض والبرد.
وأكد ضرورة ممارسة المزيد من الضغط على الدول الغربية لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف الحرب، لاسيما في ضوء خروج شعوب العالم الحر إلى الشوارع والميادين لاستهجان سياسة الفصل العنصري التي تنتهجها إسرائيل، بجانب ذبح المدنيين الأبرياء لاسيما الأطفال، واستهداف المنشآت والمدارس والمستشفيات ودور العبادة ومراكز الايواء والصحفيين و موظفي الأمم المتحدة المعنيين بالجهود الإنسانية والإغاثية.
التعليقات