كتبت :- غادة مبارك
في إحتفالية ثقافية وفنية رائعة أقام صالون هويدا عطا للحرية والإبداع ندوة حول الابداع المصرى الافريقى وقد حضرالندوة لفيف من رجال السياسة والفن الذين أعربوا عن أهمية أفريقيا لمصر وأيضا أهمية مصر لإفريقيا .
وكان من الحاضرين الدكتورة أمينة داوود حاتم مستشار مصر الإعلامي لدولة جنوب أفريقيا والتي تحدثت عن الفن الإفريقي وتفرده وتميزه نظرا لتميز القارة الإفريقية بما لا يتواجد في أي مكان غيرها
وأوضحت د. أمينة أن من أهم سبل التقارب والتفاهم بين الشعوب هو معرفة فنها والثقافة السائدة لديها حتي نتعرف علي دواخل الشخصية التي من خلالها تتضح أطر التعاون المشترك والتودد الإنساني فإذا أختلفت اللغات فللفن لغة مشتركة تجمع الكل وأكدت أنه يجب علينا كمصريين النظر إلي إفريقيا علي أنها قارة المستقبل الواعدة وأن مصر هي قلبها .
وحضر أيضا السيد اللواء بهاء الدين حسن مساعد وزير الداخلية الأسبق الذي أكد علي دور أفريقيا الرائد في المرحلة القادمة كما شدد بهاء الدين علي أهمية التواصل والتقارب بين مصر وجميع الدول الإفريقية فالعلاقة والمصالح متبادلة فالمستقبل المشرق يحتاج الي تاريخ مجيد وأرض خصبة للتعاون والإنتاج وثمن سيادته الدور الذي تلعبه السفيرة د هويدا عطا في تقريب وجهات النظر من خلال الحلول الناعمة بالثقافة والفن الجميل .
وبدوره القى الدكتورالسيد العيسوي، شاعر وناقد، مدير صالون متحف أمير الشعراء أحمد شوقي قائلا:في البداية أحب أن أتوجه بالشكر لكل القائمين على أمر هذه الحدث المهم، والذي يضفي دلالات سياسية واجتماعية وثقافية مهمة على الواقع، ويتصل بقضايا الأمة ولا يبدو مجرد احتفالية عابرة، وأخص بالذكر الأديبة هويدا عطا سفيرة النوايا الحسنة،راعية مهرجان افريقيا فى عيون الفنان والفنان سيد جمعة والصحفية مها الحمصي، ورئيس المهرجان أ.عمر غريب، وكل القائمين على بيت السناري..
كلمتي هي : “إفريقيا جرح الواقع والقلم” وهي كلمة تنحو منحى ثقافيا مكملا لهذا المحفل متنوع العناصر.. ألقي فيها الضوء على الأدب المصري الإفريقي، وأحب أن أركز على محورين مهمين:
الأول: ظهور ما يسمى بالأدب الإفريقي وقضاياه وبعض سماته في العصر الحديث.
الثاني: ما يجب أن يفعله أصحاب القرار السياسي في ما يخص هذه القضية بشكل عملي يصب في ما يسمى القوة الناعمة للدول.
أما عن الأدب الإفريقي، والشعر الإفريقي بخاصة، ونقصد به الشعر الذي يتحدث عن قضايا هذه القارة السمراء بكل آلامها وآمالها، فيعد هذا الشعر كظاهرة تستحق الدراسة، حديثًا نسبيًا، وذلك راجع إلى ما يلي:
- استغلال الإنسان الأبيض للإنسان الأسود في هذه القارة، أو استغلال الاحتلال للمناطق التي يحتلها، أو ظهور ما يمكن تسميته الرق السياسي، وأعني به أن تسعبد أمةٌ أمةً بأكملها من خلال السياسة وأطماعها، ومن ثم انتفضت الشعوب دفاعًا عن حقها، وتصدى الشعراء للقضية مع نبض الواقع.
- ظهور حركات التحرر المصري والعربي والعالمي الذي منح هذه القارة وقضاياها كينونة، وشجعها على الانتفاضة في وجه الغاصب المحتل، والذي بدأ بثورة 1952 التي كانت النموذج والنبراس الذي تم احتذاؤه في المحيط العربي والإفريقي.
- ظهور الأدوات الإعلامية الجيدة التي مهدت لظهور هذه القضية وكرست لها من صحف ومجلات وملتقيات وندوات بالإضافة إلى بعض الأدباء والشعراء الكبار الذين اكتسبوا عطف الكثيرين، ومنحوا القضية بعدًا إنسانيًا، بحيث صارت دفاعًا عن قضايا الإنسان في الحرية والكرامة ونيل الحقوق والحياة السوية بعامة كالناقد والشاعر عبده بدوي والشاعر الكبير محمد الفيتوري ساحر إفريقيا الأعظم من وجهة نظري.
وقد جعل كل هذا القضيةَ الإفريقية تظهر على السطح كما منحها سمات فنية خاصة، من حيث الموضوع والشكل، كالحديث عن معاناة الإنسان، والفوارق الطبقية، وحقوق الإنسان، والبحث عن جوهر الإنسانية وسط ركام الصراع، وتمجيد قيم الانتصار، ثم الشعور الوطني الجارف، واستفزاز المتلقي، والصور ذات الطابع الأسطوري المجنح لما تمتلئ به هذه القارة من أساطير وتعاويذ يمكن استغلالها شعريا جيدًا، والصبغة الإنسانية العامة لا الذاتية للصور والخيال، أو ما يمكن تسميته نشاط الخيال الجمعي، والعمق الوجودي والرؤيوي، كما نجد في شعر محمد الفيتوري، والذي يحلو لي أن أسميه ساحر إفريقيا الأعظم. وخير مثال على ذلك هو قصيدته الرائعة “تحت الأمطار”:
تحت الأمطار
ثم اختتمت هويدا عطا فعاليات الصالون داعية الى وحدة التقار ب الابداعى الفنى الثقافى الانسانى بين مصر وافريقيا قائلة:تحية من القلب الى القلب فى رحاب الابداع والفن المصرى الافريقى
اهلا بكم ضيوفا كرام من افريقيا السحر والجمال،لحن نهر النيل الخالد
افريقيا هى مهد التقاء الحضارات الانسانية القديمة المتعاقية من حضارة اغريقية وفرعونية ورومانية وعثمانية واللاتى تركن اثر كبير فى تكوين صورة جمالية فنية ثرية باشكال والوان واثار بشرية متعددة الاجناس والغايات ،مما اضفى عليها غموض ساحر لايتكرر الاقليلا
فهناك خيط رفيع واحساس عالى متدفق يربط مابين مصر ام الدنيا بكل سحرها وفنونها وتميزها وحميمتها المتفردة وافريقيا الام سمراء الكون …جذور قديمة جديدة …تسرى دائما بينهما كسريان مجرى نهر النيل الحالم فى دمائنا
هذه هى مصر وهذه هى افريقيا كعلاقة الروح بالجسد وستبقى هكذا دائما …لحن نهر النيل الخالد موروفا بالمحبة والحكايات الساحرة القديمة
وسلاما على من جاءنا محبا للندوة والمكان
وقد عزف عازف الكمنجة الدكتور ساملى الروبى معزوفتين وغنى المطرب على شبانة بعض الاغنيات الوطنية وقدم الندوة الاعلامى الشاهر اشرف برهان
هذا وقد إختتم الصالون فعالياته بتكريم حشد كبير من الفنانين التشكيلين والشعراء والاعلاميين وشخصيات شهيرة من الدول العربية المختلفة وتكريم عدد كبير من نجوم الثقافة والسياسة في مصر، بتقديم الدروع والشهادات التقديرية لهم ، خارجا بمشهد اسطورى شهد له الجميع بالنجاح الباهر
التعليقات