السبت - الموافق 27 يوليو 2024م

عندما تفقد العلا حجبت عنك دعوات السما .. بقلم طارق سالم

نحن نعيش في هذه الحياة كلنا أمل في أن تتعلق قلوبنا بالعلا في كل أمور حياتنا اليومية والعمرية وأعظمها هو تحقيق الأماني في الوصول إلى رضا المولى عز وجل بالسعي جديا بالفوز بالجنة وأعلى درجاتها ولكي يتحقق هذا الفوز لابد أن تحافظ على كل عباداتك وصلواتك وتعاملاتك أن تكون خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى دون سواه من مغريات الحياة الدنيا الفانية .
· والعلا هو المكان الذي جمله الله لك بشكله ووجهه الذي ينير لك كل ما سعيت من أجله ليسعد قلبك ويريح بدنك وتهدأ روحك وتسكن الطمأنينة بداخلها وكأنها تشبه طير جميل الشكل بألوانه التي تسر الناظرين ويطير فرحا سعيدا ومسرورا في جوف السماء وهو يغرد بأروع الألحان الربانية حتي يرشدك إلي العلا الذي هو حلم المنال لكل من بالحياة .
· عندما يتمنى كل منا الفوز بالعلا فلابد أن يسعى جيدا بالمقام الأول بأن يكون صافي النية وحسن الخلق والمعاملة مع من حوله ويشهد له الجميع بذلك وهنا يفوز برضا الله عز وجل ويرتقي أكيد إلى علا العلا بالدنيا والأخرة التي هي مقامنا الأخير لأنها هي الحيوان التي فيها كل السعادة والهنا والسرور تقودك إلى مكانك بجنة العلا التي فيها ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر وساعتها تكون من المقربين .
· فتعالوا بنا نسرد من هم اصحاب العلا بالدنيا . هم نوع من الناس أختصهم الله لقضاء حاجات الناس سواء من خلال تقليده منصب ما ومن خلال منصبه هذا لابد من أن يتقي الله أولا ثم من خلال تعاملاته المتواضعة والعدل بين من يعملون معه ويكون مثالا صالحا لمن حوله من أفراد المجتمع ويعلم جيدا أنه لا ينال العلا إلا اذا توافقت أموره كلها سواء بالخفاء أو العلن وأن يكون ما بداخله يوافق ظاهره وليعلم أن الله مطلع عليه اذا كان صادق أو غير ذلك وليعلم أن من خلال كل هذا يسكن مكانته بالعلا الذي شيده الله سبحانه وتعالى له بالأخرة وهذا هو الفوز العظيم .
· وهناك صنف من الناس يسعون إلى العلا بكل قوة سواء بحق أو غير حق حتي ينال مكانة حتى وإن كانت مكانة زائفة لا توافق قدراته وامكانياته بين أفراد المجتمع وكأن على رأسه الطير ويمشي بالأرض مرحا وأنه هو أحق بالعلا من غيره وهو يتوسل ويتقرب ويتمسح مع من بيدهم مقاليد هذا العلا الزائف حتى يحصل عليه وعندما يعمل لصالح من قام بتعينه وتقلده هذا العلا ولا ينظر إلى المكان الذي يجلس على كرسيه ولا ينظر إلى العمل للصالح العام وقد يكون لا يفقه حنى متطلبات هذا المنصب وهذا المكان ولكنه كل همه هو الظاهر العام والشكل الزائف ومجالسة من يطلق عليهم كبار المجتمع وللأسف كلهم من الجاهلين . وهنا لابد أن يعلم كل من على شاكلة هذا النموذج أنه فاز بالعلا الزائف بالدنيا وفقد الفوز بالعلا الحقيقي بالأخرة من هنا لا يعلم أنه حجبت عنه دعوات السماء .
نسأل الله لي ولكم جميعا العمل على أن نكون من الفائزين بالعلا الحقيقي بالأخرة وأن يعافينا الله عز وجل من الفوز بالعلا الزائف بالدنيا .

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك