الإثنين - الموافق 23 ديسمبر 2024م

فى طريق الهدايه ومع خامس الخلفاء الراشدين ” الجزء الأول” إعداد / محمـــد الدكـــرورى

إن الإنسان يعيش بنعمة الله عز وجل غارقا في ألطاف الله، لكن أمرا ونعمة هي أجل من كل النعم وهي أعظم من كل النعم، إنها نعمة الهداية، نعمة الهداية إلى الإسلام، نعمة الهداية إلى الإيمان، نعمة الهداية إلى معرفة الحنان المنان ذلك أن الله تبارك وتعالى قد جعل للناس في هذه الدنيا مهمة واحدة بيّنها فقال تعالى فى سورة الذاريات ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون” وإن نعمة النعم أن تعبد مولاك، ونعمة النعم أن تسير في طريق النجاة في طريق الآخرة في طريق الجنة ذلك أيها السادة أن هذه الدنيا دنيا فانية، والنجاة هو السبيل، فالدنيا فانية، والآخرة هي الحقيقة، والدنيا باطلة والجنة هي الأرقى، وإن الهداية هى مصير الآخرة لأن الهداية تعني الإيمان، ولأن الهداية تعني الطاعة، ولأن الهداية تعني القيم.
ولأن الهداية تعني الأخلاق، ولأن الهداية تعني الإسلام، ولأن الهداية تعني علاقة صحيحة مع إله الكون عز وجل، فالدنيا لها ثلاثة أوصاف، أولا أنها فانية ما صفا وُدها لأحد، ولن تبقى لأحد ثم هي متبدلة، ثم هي لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فالذين يتعلقون بالدنيا يتعلقون بوهم، يتعلقون بسراب، يتعلقون بشيء لا يساوي عند الله جناح بعوضة، والمطلوب أن ينجو الإنسان، لو أعطينا إنسان ملك فرعون ومال قارون وقوة شمشون، وجمال يوسف، ثم سحبنا منه نعمة الإيمان ماذا تساوي هذه الدنيا؟ فاسألوا من كان يتمتع بالشباب كيف خارت منه القوى، اسألوا أهل المناصب يوم تركوها بحسرة في قلوبهم، اسألوا وستجدون أن الآخرة هي خير وأبقى، وأنها الحقيقة التي ما بعدها حقيقة، فإن المؤمن يبحث عن الهداية لأن الهداية هي طريق السلامة.
ولأن الهداية هي طريق النجاة، المؤمن يبحث عن الهداية فمن يملك الهداية؟ الله هو الذي يملك الهداية بجوده وكرمه وإحسانه وتوفيقه، الله الذي يمنح الهداية فيقول تعالى ” ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء” ويقول في آية أخرى ” فمن شاء أتخذ إلى ربه سبيلا” ولن تشاء بقدرتك، ولن تشاء بعقلك، ولن تشاء بفطرتك، ولن تشاء بثقافتك من هو أذكى منك يعبد اليوم بقرة في الهند أو صنما في الصين أو صليبا في كل مكان، ومن هو أذكى منك عطل عقله وعبد من دون الله ما لا يُعبد، فإن الهداية توفيق من الله، والله تبارك وتعالى يقول في الحديث القدسى “يا عبادي” يخاطبكم يكلمكم يبصركم “يا عبادي كلكم ضالّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم” فالهداية من الله يملكها الله ولا يملكها أحد، فينبغى أن نتمسك بهذه الهداية.
فإن فقدناها فقدنا سعادة الدنيا ونجاة الآخرة، والقضية ليست الآن، فليعش الناس كما يريدون أن يعيشوا، وافعلوا كما تشاءون، لكن انتظروا يوم تنزلون في القبر، وربنا سبحانه يخاطبنا بذلك، والدين يخاطبنا بذلك، والدنيا تقول هذا تقول لنا، افعلوا كما تشاءون، لكن انتظروا النتائج يوم تنزلون في القبور، ويوم تخرجون إلى النشور، ويوم تمرون على الصراط الدقيق، ويوم تستلمون الصحائف ويوم يناقشكم الله بغير ترجمان، ويوم ينادى فريق إلى الجنة وفريق إلى السعير، فالهداية شيء عظيم، والهداية أن يثبت قلبك على ما يرضيه، والهداية أن يحببك بالإيمان، اللهم إهدى وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، وإن الخلافه الراشده هي أولى دول الخلافة الإسلامية.
التي قامت عقب وفاة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول فى السنة الحاديه عشر من الهجره، وهي دولة الخلافة الوحيدة التي لم يكن الحكم فيها وراثيا بل قائم على الشورى، وكان ذلك عكس دول الخلافة التالية التي كان الحُكم فيها قائما على التوريث، وقد توالى على حكم الدولة أربع خلفاء من كبار الصحابة، وجميعهم من العشرة المبشرين بالجنة وهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وقيل أنه يضاف إليهم الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب الذي يعد البعض عهده القصير في الحكم متمما لعهد الأربعة الذين سبقوه، وقد اشتهر الخلفاء الراشدون بالزهد والتواضع، وقد عاشوا حياتهم دون أي أبهة وبشكل مماثل لباقى الناس.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك