ونكمل الجزء الثانى عشر مع لله على الناس حج البيت، ويعتبر الشيعة زيارة المدينة المنورة من المستحبات المؤكدة لديهم، وهناك يجب زيارة النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وزيارة السيدة فاطمة الزهراء التي لا يعرف الشيعة قبرها بالتحديد ولكن يزورونها عن بعد من أماكن مختلفة، وكذلك زيارة مقبرة البقيع المدفون فيها أربعة من أئمة الشيعة، بالإضافة إلى الكثير من الشخصيات التي يعظمها الشيعة من الصحابة وغيرهم، إلى جانب طقس الجد إلى الكعبة في مكة، يقوم المسلمون الشيعة بشد الرحال إلى مراقد وقبور الأئمة، وزيارة قبر علي بن أبي طالب، ابن عم النبى الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وولده الحسين بن علي، والوقوف عند هذه المراقد والدعاء، ومما ورد عن استحباب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والأئمة.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أتى مكة حاجا ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة، ومن أتاني زائرا وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة، ومن مات في أحد الحرمين مكة والمدينة لم يعرض ولم يحاسب، ومن مات مهاجرا إلى الله عز وجل حشر يوم القيامة مع أصحاب بدر” ويذهب الشيعة إلى جواز طواف الحاج ببيت الله الحرام نيابة عن الأئمة فعن محمد بن يعقوب، عن أبي علي الاشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن مهزيار، عن موسى بن القاسم قال الحج في الإسلام قلت لأبي جعفر الثاني، قد أردت أن أطوف عنك وعن أبيك، فقيل لي إن الاوصياء لا يطاف عنهم، فقال بلى، طف ما أمكنك، فإن ذلك جائز، ثم قلت له بعد ذلك بثلاث سنين إني كنت استأذنتك في الطواف عنك وعن أبيك.
فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ما شاء الله، ثم وقع في قلبي شيء فعملت به، قال وماهو؟ قلت طفت يوما عن رسول الله، فقال ثلاث مرات صلى الله على رسول الله، ثم اليوم الثاني عن أمير المؤمنين، ثم طفت اليوم الثالث عن الحسن، والرابع عن الحسين، والخامس عن علي بن الحسين، واليوم السادس عن أبي جعفر محمد بن علي، واليوم السابع عن جعفر بن محمد، واليوم الثامن عن أبيك موسى، واليوم التاسع عن أبيك علي، واليوم العاشر عنك يا سيدي، وهؤلاء الذين أدين الله بولايتهم، فقال إذا والله تدين الله بالدين الذي لا يقبل من العباد غيره، فقلت وربما طفت عن أمك فاطمة، وربما لم أطف، فقال استكثر من هذا فإنه أفضل ما أنت عامله، إن شاء الله، وعن جابر رضي الله عنه,أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام , وصلاة في المسجد الحرامِ أفضل من مائة ألف صلاة” رواه أحمد وابن ماجه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره من المساجد، إلا المسجد الحرام” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي” رواه البخاري ومسلم، وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من تطهر فى بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كان له كأجر عمره” رواه أحمد والنَّسائي وابن ماجه، وعن عبد الرحمن بن حميد قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول لجلسائه ما سمعتم في سُكنى مكة؟ فقال السائب بن يزيد سمعت العلاء أو قال العلاء بن الحضرمي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يُقيم المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثا ” رواه البخاري ومسلم.
ولقد استجاب الله تعالى دعوة نبيِه إبراهيم صلى الله عليه وسلم وجعل الكعبة البيت الحرام مقصد الملايين من المسلمين يؤمونها كل عام من كل فج عميق، من مشارق الأرض ومغاربها على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وألوانهم، لا فرق بين فقير وغني وكبير وصغير ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى فيقول الله تعالى ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يُغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج” رواه البزار وابن خزيمة والحاكم إلا أنهما قالا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج” ويقول صلى الله عليه وسلم ” الحجاج والعمّار وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم”
التعليقات