انا الأم بوجا امرأة كاثوليكية من أب آسيوى وأم إسبانيا ، كم كان العمار يسري فى وريدي بنشوة الربيع الأخضر ، أيام من عمر الصبا منذ أن اتينا مقاطعة كاليفورنيا ، ذاب النسيم ولم يذوب الوفاء فى سيكو ، سيكو ايها الكلب المسكين ، هل تحب الأم بوجا ؟!
الأم بوجا التى تلاقت بها الأقدار وحيدة بليدة المشاعر تجاة القسوه ، سيكو ، أين تذهب ايها الشقى ؟! نعم ، هاهو الباب يعلن عن الزائرين ، سيكو تمهل .
من الطارق ؟! هل تلتمس العذر لى ايها الشاب ، الأم بوجا العجوزة أصبحت لا ترى بعيونها النواعس.
كيف حالك أيتها الأم بوجا ؟!
عينيك تتحدثان كثيرا ، هل انت جندى ؟! إنما انتهت الحرب يا بنى .
الأم بوجا ، انا حارس ب نقطة هذا المكان .
ما اسمك ايها الحارس ؟!
جولدمان.
أعبر أعبر ايها الشاب تعالى معى ، هنا توجد كل الاشياء فى بيت الأم بوجا .
لكن اراكِ وحدك سيدتى .
لا ، لا ايها الشاب ، انا لست وحدى ، هاهو الكلب اللطيف سيكو ، رفيقي .
سيكو هوب سيكو هوب ، انا جولدمان .
الآن اصبحتم اصدقاء .
نعم ، هو كذلك الأم بوجا .
هاهو الساخن والباردة .
اخيرا الكاس يدفق الدماء فى ليالى الشتاء .
هل تعلم جولدمان ؟! كان يجلس ماركوس هنا يمارس طقوس القراءة فى ليالى الشتاء ، أحيانا على أضواء الشموع ، أحياناً على ضوء المصباح الضعيف الأخضر ، كان رومانسي جدا .
ماركوس ؟! اذا هو إبنك ، لكن ، أين هو الآن ؟!
هو ، هو فى مكان ما جولدمان .
تسمحى لى ، هل هو غائب .؟!
حاضر دائما جولدمان ، فى قلب الأم بوجا ، قلبي لا يعرف الغضب ياعزيزى .
انتِ عظيمة أيتها الأم ، هل تسمحين لهذا الشاب المسكين أن يكون إبنك .
يا عزيزى ، كم انتَ لطيف .
سيكو اقترب سيكو ، هاهو الفرد الثالث فى العائلة ، كم مرت السنوات فى ذكرى العائلة ، كانت تعظم أمى ابى وكانت تقدرها ، هل تعلم جولدن ؟! ابى لم يتركنا ابدا ، لم يتركنى وحدى .
الأم بوجا ، هل تفتقدين ماركوس ؟!
تلك الأشجار ذات الخشب الأحمر فى الساحة لم تعوضني عن ماركوس، وأشجار الصنوبر الخشن ، النخيل ، وشجيرة الكريوزوت كلهم كلهم جولدمان . لم يعوضونى عن ماركوس .
الأم بوجا ، هناك ساحل يمتاز بمناظر خلابة ، مصبات الأنهار ، والشواطئ الصخرية .
هل تعلم ؟! كم داهم الوقت حالى ، اجلس على هذه الأريكة أخاطب القدر ، كيف سمحت ل ماركوس بالرحيل .
لن يتركك لحظة انه سفر عابر وسوف يعود .
حتى الآن لم يعود ، جولدمان ، اللحظة تشهد والوقت يمر ، يعمل ويعيش بين أبناء وزوجة ، لقد تنساني جولدمان ، إبن ينسي أمه ، يا اللهى ، كم هذا مؤلم .
الأم بوجا ، انا معكِِ ، حقا ساقول لكِ أمى ، أنتِ أمى ، انت امى الحبيبة .
هل تعتقد ذلك جولدن ؟!
نعم اعتقد .
لا تبكى يا بنى لا تبكى .
لن أبكى لا تبكى سيكو ، الآن الأم بوجا تنتظر ماركوس .
ها هنا استريح ، معك جولدن ، معك سيكو ، يا رفاقِ الأعزاء ، كم انتم لطفاء .
انت ايضا الأم بوجا انت ايضا ، لطيفة للغاية ،
لكن
سيدتى العزيزة ،
الأم بوجا ،
ماذا حل بكِ ؟! سيكو ، سيكو يا عزيزى ، يا اللهى ، انها انها ، رحلت الأم بوجا ، رحلت المسكينة ، رحلت ، و ، كانت تنتظر ماركوس ، يا للقدر ، وداعا يا حبيبتى ، وداعاً ايتها الأم بوجا وداعا .

التعليقات