الجمعة - الموافق 25 أبريل 2025م

لغز الخادم الذي عينه سعد زغلول في البرلمان ! بقلم :- محمد محمد عبد الغني باحث في التاريخ الحديث والمعاصر

 

قام سعد زغلول وهو رئيس وزراء ، بتعيين خادمه في وظيفة في البرلمان بعشرين جنيهاً في الشهر  ، مما ادي إلي حملة شرسة من الهجوم عليه من صحف المعارضة ومن أنصاره ، لدرجة أن بعض أعضاء الجهاز السري لثورة 1919  (كان أعضاء الجهاز السري وخلاياه السرية لم يكن يعرف بعضها البعض ) ذهبوا إلى رئيس الوزراء سعد زغلول وقالوا له  : كيف تعين خادمك بمرتب عشرين  جنيها في الشهر ؟! فابتسم وقال : أنتم لا تعرفونه وعندما تعرفونه ستطلبون له أكثر من ذلك المرتب البسيط !.

 

إذن فمن هوا هذا الخادم الذي عين في البرلمان بأمر من رئيس الوزراء سعد زغلول ؟

هو عضو الجهاز السري لثورة 1919 والذي إنضم للجهاز في بداية إنشاءه في بداية الثورة، هو الأستاذ محمد الأنصار فكان يعمل كاتباً أول في القوات الجوية البريطانية ، وكان مقرها في منشية البكري (خلف البيت الذي سكنه الرئيس جمال عبد الناصر) .

وفي 11 نوفمبر سنة 1918 ذهب سعد زغلول إلى دار الحماية وطلب بإسم الشعب المصري الاستقلال . وبدأت وقتها عملية التنظيم السري تحت الأرض علي الفور .

 

مهمتة في التنظيم السري

وإنضم إلى الجهاز في قسم المنشورات . وتحددت مهمته في توزيع المنشورات علي الجنود المصريين داخل الأورطة الربعة التي تحرس المطار ومخازن التموين للجيش البريطاني .

وقام بالعديد من العمليات مثل حرق طائرتين من طائرات الإحتلال وسرقة التقارير التي كان يكتبها الطيارين عن طلعاتهم الجوية وإرسالها إلى سعد زغلول لإستغلالها في عملية التنديد والتشهير بعدوان الإحتلال .

وبعد تنفيذه العديد من المهام جاءت معلومات من الجهاز السري للثورة ، بأن يستحسن أن يترك مكانه في قيادة الطيران البريطاني لأنه أصبح موضع شبهة !… واستقال في يونيو سنة 1919 ، وتم يعيينه في سكرتارية الوفد.

 

أما النقطة الفاصة في حياته

أما النقطة الفاصة في حياته ، عندما أبلغة الأستاذ كامل سليم سكرتير سعد زغلول ، أن هناك مهمة خطيرة وأنه متردد في عرضها عليها ، وكانت المهمة هو أن يتنكر في زي سفرجي ويسافر إلى سعد زغلول في منفاه بجبل طارق ، وأن مهمته هى كتابة تعليمات سعد زغلول السرية . فقبل المهمة على الفور وقام بتغيير ملامحة وإمتنع عن تناول الطعام، حتى يشحب وجهه ويظهر الفقر والبؤس على ملامحه ، ثم ارتدي جلابية وجاكت وحذاء قديماً وطربوشاً قديماً وأصبح من الصعب معرفته .

ثم ذهب بهذه الهيئة إلى قلم تحقيق الشخصية بباب الخلق ليحصل على تصريح من المندوب السامي للسفر إلى جبل طارق للعمل كسفرجي لسعد زغلول .

وظل مرافقا لسعد زغلول طوال فترة منفاه في جبل طارق ، يتلقي ويرسل الرسائل السرية  بين سعد زغلول وقادة التنظيم داخل مصر وفي جميع العواصم الأوروبية ، حتى صدر قرار بالإفراج عن سعد بعد تدهور حالته الصحية وسافر إلي ميناء طولون بفرنسا ، ومنها إلي مارسيليا وطلب منه سعد زغلول أن يلحق به في مرسيليا .

 

ملحوظة

( تلك كانت رواية محمد النصاري نفسه ، ذكرها بعد أن ذكر إسمه في مذكرات سعد زغلول  وقد تطابقة رواية الأنصاري مع رواية سعد زغلول في المذكرات أو لنقل اليوميات.

 

في المقال القادم “ما لاتعرفة عن الجهاز السري لثورة 19”  

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك