مشكلة كثير من العلمانيين والليبراليين أنهم ينصرون رأيهم في مسائل ما، قد يكون بعضها قال به فقهاء وقد لا يكون، ويجنبون المخالف نهائيا ويرهبونه، ويحاربونه فكريا وقانونيا.
ومشكلة كثير من السلفيين والجماعات أنهم ينصرون رأيهم في مسائل ما، أكثرها قال به بعض الفقهاء، وقد يكون بعضها قاله قلة، وكثير منهم يرهب المخالف ويسفهه، ويشغل الأمة ويعرقل مسيرتها.
والحق أن مسائل الفروع الفقهية إذا لم تكن إجماعا؛ فهي من مسائل الخلاف، يرجح فيها المجتهد ما يراه، ويقلد العامي أعلم من يراه، ويظل الاحترام والخلاف قائما، ويسع المسلمين الخلاف، ومن أخذ برأي منها وسفه الآراء الأخرى التي تستند على أدلة ولو كانت ضعيفة في نظره؛ فهو جاهل يسعى في فتنة وتفرقة، وهذا هو الغلو بعينه بل هو التطرف!
ومن هنا أتت مدرسة اهل النظر الفكرية؛ لتجدد المفاهيم، وتجمع شمل الأمة على أصول وقواعد أصيلة عقلية وشرعية.
التعليقات