السبت - الموافق 27 يوليو 2024م

من سيدفع ؟ …..بقلم :- محمد زكي

علي زهرة التحرير

صخب إعلامي واحتفالات عارمة ببدء تشغيل قناة السويس الجديدة يجابهه تشكيك في جدواها وأننا لم نكن بحاجة إليها ، البعض يعتبرها مشروع القرن وهدية مصر

للعالم وآخرين يصفونها بالترعة أو التفريعة بل ذهب الشيخ وجدي غنيم ابعد من ذلك واعتبر أن طشت الوالدة أوسع منها !! علي أنغام الأغاني الوطنية التي تلهب المشاعر تم الافتتاح في يوم خاص جدا للمصريين اتجهت أنظار العالم إلي أم الدنيا وهي تضيف شريان جديد سيغير خريطة العالم وجغرافيا الكون حضر من حضر وغاب من غاب وتم دعوة من يستحق ومن لا يستحق ومر اليوم عظيما وتدفقت الآمال مع سريان السفن علي صفحة قناتنا الجديدة لكن المحب للرئيس السيسي يهلل للمشروع العظيم ولا يستمع لمن ينتقدون ، والآخرون يرفضون أي هبة أو عطاء مادام في عهد من يعتقدون انه حطم أحلامهم واستولي علي حكم مصر من الجماعة التي كانت تعد نفسها للبقاء خمسون عاما علي سدة الحكم ،  وبعد انتهاء الاحتفالات ظهر الخبراء لكنهم يملؤهم الميل والغرض فمن النادر أن تجد من يفتي بغير هوي لكن المهندس  عمرو علي من الذين لا يميلون فهو يتحدث بلغة الأرقام ،  يجتهد يصيب كثيرا وربما يخطئ أحيانا أخري فما هي رؤية الاستشاري لمشروع قناة السويس الجديدة ؟ يجيب فيقول ” الحكومة اقترضت 64 مليار جنية من الدائنين ( المواطنين ) تعهدت الحكومة بسداد فائدة سنوية ثابتة بمعدل 12% سنويا ولمدة 5 سنوات وتصرف ربع سنوي ، إجمالي التزام الحكومة تجاه الدائنين لسداد الفائدة = 64 مليار جنية × 12% × 5 سنوات = 38.4 مليار جنية ، أصل الدين سيسدد بعد 5 سنوات كاملة بنفس المبلغ وهو 64 مليار جنية ، إذن تكلفة المشروع لا تساوى ما حصل عليه شركات الحفر ولكن تكلفة المشروع = أصل القرض + فائدة القرض = 64 + 38.4 = 102.4 مليار جنية –  الحكومة ملتزمة بسداد هذا المبلغ في 5 سنوات وهو 102.4 مليار جنية – ( كل وسائل الإعلام المؤيدة والمعارضة و 99.999% من الناس أهملوا فائدة القرض وحسبوا أصل الدين ولم يتطرق كل المحللين إلى فائدة الدين !! ) هيئة قناة السويس اقترضت عدة قروض دولاريه في حدود مليار دولار للإنفاق على شركات التكريك وذكرت تفاصيلها في الأهرام والمصري اليوم بدون تفاصيل واضحة ، جزء من القرض الدولارى من البنك الأهلي وآخر من البنك الدولي وإجمالي القرض الدولارى المعلن هو مليار دولار سيسدد في أحسن الظروف بمقدار 10 مليار جنية على الأقل ، إذن إجمالي التكلفة تساوى أصل الدين ( 64 ) مليار جنية + فائدة الدين ( 38.4 ) + القرض الدولارى ( 10 مليار ) جنية ، إذن إجمالي التكلفة = 64 + 38.4 + 10 = 112 مليار جنية ، مبلغ الـ ( 38.4 ) مليار جنية تم إغفاله تماما بشكل عجيب ، إذا لم تدر القناة الجديدة دخلا في خلال الـ 48 شهرا القادمة بما يغطى الـ 112 مليار جنية ستضطر الحكومة لاقتراض مبلغ 64 مليار جنية من بنوك القطاع العام لسداد أموال الدائنين وستقترض الحكومة قرضا جديد بفائدة جديدة على عدة سنوات جديدة لنحتسب 38 مليار جنية أخرى وهكذا إلى أن يتم سداد أصل الدين ” وأراد المهندس عمرو أن يوضح أهمية حساب فائدة الدين فقال ” لو أن مواطن اقترض من البنك 3 مليون جنية لبناء مصنع بفائدة 12% على 5 سنوات ، المصنع تكلف 3 مليون جنية إنشاءات ولكن المقترض عليه سداد 4.8 مليون جنية للبنك ، تصبح  تكلفة المصنع 3 مليون أم 4.8 مليون جنية ؟”

علي زهرة التحرير

مهندس عمرو غلي

وواصل ” إذا حققت القناة الجديدة دخلا يساوى 112 مليار جنية في الـ 48 شهرا القادمة من عدد السفن الزائدة المرتبطة بالتجارة العالمية فستكون الحكومة بذلك سددت أصل الدين ولكن ما هو العائد الذي سيعود على الموازنة الحكومية لتفي باحتياجات الناس ؟ الإجابة = صفر ، الحكومة كل همها أن تسدد إجمالي الديون وهى 112 مليار جنية في الـ 48 شهرا القادمة وإذا زاد الإيراد عن ذلك ستكون الحكومة قد حققت إيرادا صافيا للموازنة وإذا لم تحقق فستكون الحكومة لم تحقق أي شئ يذكر وستكون النتيجة صفرا .. هل ستزيد التجارة العالمية في الفترة القادمة وهل ستزيد السفن المارة ؟ من الممكن أن تدخل على مواقع التجارة العالمية لتعرف أن حجم التجارة العالمية لن يزيد طبقا لكل التوقعات ، نقطه هامه أشار إليها الاستشاري عمرو علي ” قوة استيعاب القناة القديمة 74 سفينة في اليوم وأعلى معدل وصلنا له كانت 56 سفينة ،  المتوسط السنوي لكل يوم سنة 2007 و 2008 قبل الأزمة العالمية والآن المتوسط السنوي لكل يوم هو 49 سفينة فقط وفى بعض الأيام وصل عدد السفن المارة إلى 79 سفينة في اليوم طبقا لجريدة الأهرام وطبقا لموقع الهيئة وبالتالي هل كنا في احتياج للقناة الجديدة ؟! أيضا هل نحتاج لحفر قناة جديدة لإقامة منطقة لوجستية وصناعية ؟ لا بالطبع ، من الممكن أن نحول ساحل البحر الأحمر كله من حلايب لبورسعيد ومن العريش للسلوم لأكبر منطقة صناعية في العالم لكي نصدر لكل العالم ، المهندس المعماري نيتنياهو منذ أن تولى رئاسة وزراء إسرائيل اهتم بالصناعة والتصدير من خلال ميناء واحد على البحر الأحمر وآخر علي البحر الأبيض وعدد سكان إسرائيل 8.4 مليون إنسان وحقق إجمالي صادرات 100 مليار دولار في السنة !!  لو اهتمينا بالصناعة والتصدير من خلال البحرين الأحمر والأبيض وطبقا لعدد السكان 90 مليون مصري سيكون لدينا إجمالي صادرات تساوى تريليون دولار في السنة وهذا الرقم يجعلنا من الثمانية الكبار ونسحق إسرائيل ، ونقرض دول الخليج بعدها ونصبح من أهم أعضاء البنك الدولي لكي نقرض أمريكا كل سنة ” وعندما سألته هل لايوجد أي مردود ايجابي لقناة السويس الجديدة ؟ أجاب ” أكيد كل مشروع له إيجابيات وأكيد المشروع سيسبب فرحة للناس وسيدفعهم للعمل ولكن هذه الايجابيات تسمى مردود سياسي أما عن دراسة الجدوى الاقتصادية فإن الأمور لها معايير مختلفة تماما وأوعى تنسى الـ 38.4 مليار واسمها فائدة الدين ومصاريف الدين وأوعى تنسى إن التكلفة الحالية المعلنة طبقا لأصل الدين وفوائده هو 112 مليار جنية ” انتهي كلام الرجل البعض سيراه محبط   لكن بعيدا عن المشاعر نحن نحتاج لإعادة قراءة ما قيل برؤية اقتصادية بحته ، شخصيا يملؤني التفاؤل في أن ما حدث خطوة علي الطريق ستتلوها خطوات ربما تعيد لنا مجد الفراعنة المفقود وتضيف للموقع الجغرافي الفريد مزايا وثراء ، وغدا لناظرة قريب.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك