الثلاثاء - الموافق 10 ديسمبر 2024م

نبذ التعصب الرياضي ..بقلم الدكتور عادل عامر

تعـد ظـاهرة التعصـب الرياضـي مـن الظـواهر التـي كانـت تمـارس فـي حـدود ضـيقة مـن قبـل ولكــن فــي هــذا العصــر أصــبحت ظــاهرة شــائعة بــين الفــرق الرياضــية وجماهيرهــا، وأصــبح ظــاهرة التعصب الرياضي شائعة في الأوساط الإلكترونية والممارسـة المتاحـة أمـام الجميـع، ولعـل مـن أبـرز التقنيـــات التـــي ســـاهمت وكرســـت مفهـــوم التعصـــب فـــي الشـــارع الرياضـــي هـــي شـــبكات التواصــل الاجتماعي والتــي منهــا توتير، وفــيس بــوك، واليوتيــوب، وبــرامج المحادثــات الفوريــة ، و هــذا ألشــك نتيجـــة الظــروف والـــدوافع الاجتماعية والنفســـية والثقافيـــة والعالمية كمـــا تمـــنح شـــبكات التواصــل الاجتماعي للمستخدمين في ظل التغيرات الاجتماعية المعاصرة الدور الكبير الـذي تؤديـه فـي تغذيـة التعصب الرياضي في كافة المجتمعات.

فالتعصب حالـة يتغلـب فيهـا الانفعال علـى العقـل ممـا يـؤدي إلـى التوصـل لحتميـات ال تقـوم على المنطق، ويعمي التعصب الحاد البصيرة إذا تملك مـن الفـرد بحيـث تعجـز كـل الحقـائق الدامغـة عن زلزلته والتعصب الرياضي حاله حال أنواع التعصب الأخرى فهـو فكـرة خطـأ يصـاحبها انفعـال زائـد يتبعه في كثير من الأحيان سـلوكيات عدوانيـة ضـد مـن يعارضـون هـذه الفكـرة، والمشـكلة هنـا عنـدما تتسع دائرة التعصب لتشمل مجموعات بدال من الأفراد، وبالتـالي تتولـد لـدى أفرادهـا مشـاعر الـبغض والكره والعدوان تجاه مشجعي الفرق الأخرى المعارضين لتلك المجموعة في أراءها وأفكارها ولعل ما حدث في مصر في ملعب مدينة بورسعيد فـي الأول مـن فبرايـر عـام ،2512 فـي مبــاراة لكـرة القــدم بــين فريقـي الأهلي والمصـري، يعكـس النتيجــة النهائيــة التــي يمكــن أن يصــل لهــا التعصـب الأعمى بـين مشـجعي كـرة القـدم، فقـد تـوفى 74 مـن مشـجعي نـادي الأهلي داخـل المـدرج نتيجـة الشـحن والتعصـب بـين مشـجعي الفـريقين، فـي واحـدة مـن أسـوأ حـوادث كـرة القـدم فـي العـالم، ومازلنـا إلـى وقتنـا هـذا نـدفع ثمـن هـذه الواقعـة مـن مشـاعر الكـره بـين مشـجعي الفـريقين، وكـذلك عـدم دخـول الجمـاهير إلـى ملاعب كـرة القـدم إلـى الآن بشـكل كامـل ممـا كـان لـه الأثر فـي عـدم تنظـيم مصر لكثير من الأحداث الرياضية، وانعكاس ذلك على السياحة في مصر، مما كان له الأثر على الاقتصاد المصري

وبالرغم ما يعانيه الشـباب مـن ظـروف وضـغوط اجتماعيـة ودوافـع اجتماعيـة وأسـرية ودوافـع عالمية والتي يجب أن تكون دافع للشباب نحو الانتماء والولاء للمجتمع والبحث عن نفسية وثقافية والتحقيـق الـذات والتطلـع لمزيـد مـن الطمـوح وتحقيـق النجاحـات المتعـددة فـي مجالات العمـل المختلفـة، إلا أن هـذه الضـغوط والـدوافع سـواء الاجتماعية أو النفسـية أو الثقافيـة تمتـزج مـع شـبكات التواصـل الاجتماعي والوسـط الاجتماعي والعالمي والثقـافي والتـي تـؤدي الـي نشـوء ظـواهر خطيـرة والتـي منها ظاهرة التعصب الرياضي ، والتي تشكل خطورة على تماسك المجتمع وتوسع الفرقة بين أبناء المجتمـع الواحـد ، بـدالً مـن الانتماء والعمـل علـي تحقيـق التماسـك الاجتماعي كمـا تعمـل علـي مزيـد من التعصب لبعض الفرق الرياضية ونزيد من السخرية من الفرق المنافسة الأخرى

. ولما كانت مهنة الخدمة الاجتماعية تتعامل مع الأفراد والجماعات والمجتمعات والمؤسسات بهدف إحداث تغييرات اجتماعية مرغوبة ومتطلبة تؤدي إلى النهوض بالمجتمع، ولمـا كانـت تتعامـل مـع وحـدات متفاعلـة ومتغيـرة او تمـارس فـي مجتمـع سـريع التغيـر، فـإن عليهـا أن تتغيـر مـن وقـت لأخر حتــى تواكــب المجتمــع وتــتمكن مــن تحقيــق الأهداف المجتمعيــة

وطريقـة خدمـة الجماعـة كإحـدى الطـرق المهنيـة للخدمـة الاجتماعية تقـوم بـدور فاعـل فـي التفاعـل والتجـاوب مـع المشكلات الاجتماعية المعاصـرة مـن خلال مسـاعدة الأفراد كأعضـاء فـي الجماعـات علـى التعامـل مـع طبيعـة هـذه المشكلات واد ارك خطورتهـا، بهـدف مسـاعدتهم علـى التغييـر وادائهـم أدوارهم الاجتماعية بنجاح، من خلال الجماعة باعتبارها أداة ووسيلة إحداث عملية التغيير

ويمكـن لطريقـة العمـل مـع الجماعــات المسـاهمة بفاعليـة فــي التعامـل مــع ظـاهرة التعصــب الرياضي لدى الشباب، وذلك من خلال أساليبها المهنية المتنوعة، وأنشطة البرنامج المختلفة. ولخطــورة التعصــب الرياضــي لــدى الشــباب والتــي تغذيــة الــدوافع الاجتماعية والنفســية والعالمية والثقافية في المجتمع على التماسك والسلم الاجتماعي للمجتمع حيـث يـؤدي مزيـد مـن التعصـب إلـى مزيــد مــن التفرقــة والانقسام فــي المجتمــع وبالتــالي تعمــل علــى القضــاء علــى الانتماء والولاء فــي المجتمـع ولـذا تحـددت مشـكلة هـذه الدراسـة فـي محاولـة التوصـل إلـى تصـور لخدمـة الجماعـة فـي التعامــل مــع العوامــل المؤديــة إلــى التعصــب الرياضــي لــدى الشــباب وخاصــة العوامــل الاجتماعية، والعوامـل النفسـية ، والعوامـل الثقافيـة والعالمية وكيفيـة التغلـب علـى هـذه العوامـل إيجاد مجتمـع رياضـــي متســـامح يغلـــب عليــه الــروح الرياضـــية بـــين جمـــاهير الأندية المتنافســـة فـــي المســـابقات الرياضية.

ولتحقيق هذا الهدف تم سحب عينة من الشباب المصري الذي يتراوح عمره من 18-35 عام قوامها 277 مفردة وکانت أداة جمع البيانات هي استمارة الاستبيان. وجاءت اهم النتائج انه في ظل العولمة والإعلام الجديد الذي يستقطب الشباب أکثر فاکثر يوما بعد يوم لما يحققه لهم من اشباعات والانفتاح الکبير الذي يشهده العالم في عصرنا الحالي يجب ان تعتمد البرامج الرياضية على أساليب المشارکة والاتصال التفاعلي ومنح الجمهور الحق في التعبير عن رأيه مع فتح نوافذ جديدة على العالم ليتعرف الجمهور على کل ما هو جديد فى المجال الرياضى وليرى العالم ما وصل إليه المجتمع من انجازات وتقدم في المجال الرياضي. کما انه من أهم أسباب ظاهرة التعصب الرياضي عدم وجود وعي کافي بين الجماهير وبالتالي لابد من نشر الوعى الرياضي في برامج التليفزيون في المنافسات الرياضية المختلفة . و من أهم أساليب التغلب على الشغب والتعصب من خلال البرامج الرياضية والإعلام الرياضي على اختلاف أشکاله توعية اللاعبين بأهمية الرياضة، وتعريف الروح الرياضية واللعب النظيف ولابد من الترکيز على السلوکيات الايجابية في الملاعب وإعطاء مساحه وافره لها في البرامج الرياضية.

واوصت الدراسة إلى ضرورة وقف البرامج الرياضية التي تعمل على إثارة الجماهير والتسبب في أحداث العنف في الملاعب الرياضية, مع تحديد جهة للأشراف على الأداء الإعلامي الرياضي ومتابعته وخاصة عند حدوث الأزمات الرياضية ان تفاقم ظاهرة التعصب سببها الجمهور والإعلام معا وليس أحد الطرفين ، لان دور الإعلام يتمثل في الالتزام بالحيادية والموضوعية دون تحيز لأي طرف ، وإنه يتعين وضع خطوط حمراء يلتزم الإعلامي بعدم تجاوزها، مطالبا الإعلاميين بالعمل في مجال الإعلام وفقا قواعد المهنة وليس من أجل إرضاء الجمهور.

 

ويجب على الإعلاميين بضرورة الالتزام بالحيادية والموضوعية في تغطيتهم لأي أحداث رياضية والحرص على عدم تجاوز الخطوط الحمراء والالتزام بضوابط صارمة لنبذ ظاهرة التعصب، ودعا في هذا الصدد الإعلاميين إلى توقيع ميثاق شرف إعلامي للحد من التعصب الإعلامي في مجال الرياضة. أن التعصب الرياضي يؤدي إلى حدوث مشاكل بين مشجعي الفريق وأحيانا تصل إلى ضرب بعضهم البعض، ما ينتج عنه إصابات بالغة، وإلى جانب الإصابة بأمراض نفسية مثل ارتفاع ضغط الدم والأزمات القلبية، الإضرار بالمنشآت العامة والخاصة، وهذا يكلفه ماديا، وهذا التعصب يجعل صاحبه منبوذا وغير مرغوبا فيه. تأثير سلبي على العلاقات الشخصية: التعصب الرياضي يمكن أن يؤثر سلبًا على العلاقات الشخصية، خاصة إذا كانت الأفراد في نفس الدائرة الاجتماعية أو الأسرة يدعمون فرق متنافسة. قد يؤدي التعصب الشديد إلى توترات ونزاعات بين الأفراد وتقسيم العلاقات.

من المهم تشجيع الروح الرياضة النبيلة والتعايش السلمي بين المشجعين، وعدم الانجرار إلى التعصب الرياضي السلبي الذي يؤثر على الفرد والمجتمع.

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك