الخميس - الموافق 05 ديسمبر 2024م

هوس المصريين بالكتب الخارجية بقلم :- محمد زكي

تناولت في مقالي الأسبوع الماضي موضوع ” مافيا الكتب الخارجية ” والحقيقة انه ترك انطباعا وتساؤلات لدي بعض المهتمين ومنهم من سألني ” وماذا بعد ؟ ” فدائما الإعلام يلقي الضوء ويعرض

المشكلة لكن ” ما الحل ؟ ”  رغم إيماني أن الإعلام ليس ملزما بتقديم حلول وان مجرد إلقاء الضوء علي المشكلة  فيه تحفيز واستثارة للمختصين والمسئولين للبحث عن الحل إن مشكلة الكتب الخارجية مزمنة ومتراكمة وتستفحل عاما بعد الآخر وأصبحت جزء من ثقافة المصريين فالوزير الذي كان نابغا في دراسته مدين بما وصل إلية للكتب الخارجية التي تؤدي دورا هاما في العملية التعليمية أمام عجز المسئولين عن إيجاد البديل فما يطرحه أي وزير قادم إلي كرسي الوزارة ما هو إلا تخيلات وتصريحات جوفاء لا يمكن تطبيقها علي ارض الواقع علي الجانب الآخر عملية إصدار الكتب الخارجية تتولاها عقول متمكنة تدرك خطواتها جيدا بداية من شكل الغلاف مرورا بالمضمون ودراسة السوق والمرونة والتغيير بناءا علي متطلبات الدارس  وانتهاءا بدينامكية التوزيع وفقا لاعتبارات الزمان والمكان الغلاف يحرضك علي اكتشاف ما بالداخل والمحتوي ثري تسير عملية السرد بتصاعد وتناغم في يسر وسهولة  لا يجد الدارس صعوبة في الفهم ويستطيع أخر كل وحدة أن يجد ملخص لمحتواها ثم تمارين متنوعة ونماذج إجابة ترسخ عرض الموضوع ناهيك عن الاختبارات المتنوعة والملاحق المجانية التي تضم امتحانات مكثفة في  محاكاة لامتحانات منتصف وأخر العام الدراسي  علي مدار تاريخ العملية التعليمية في مصر يعزي المتفوقون أسباب تألقهم إلي الكتب الخارجية التي يساعد علي انتشارها استخدام مدرسو الدروس الخصوصية لها فتقلصت المذكرات التي كان يعدها هؤلاء وأصبحت الكلمة العليا للكتاب الخارجي الثري بالمعلومات في حين يضن كتاب الوزارة بالمعلومة علي الطالب ويحتاج لتوضيح المعلومات المختصرة المبهمة من قبل مدرس الفصل في حين أصبح الكتاب الخارجي يوفر اسطوانات شرح تغني حتى عن الدرس الخصوصي ان جودة خامة الورق المستخدم في الكتب الخارجية وتعدد الألوان ووجود مساحات للإجابات كلها عوامل جذب للكتاب الخارجي إن المصريين ينفقون حوالي  17 مليار علي الدروس الخصوصية  و7 مليارات علي الكتب الخارجية وهي أرقام تقريبية فليس هناك رصد دقيق بالأرقام للظاهرة  فهل يتحمل الاقتصاد المصري المتهالك هذه الأرقام الاستفزازية وكيف لا تقوم الحكومة بدراسة ظاهرة عزوف الطلاب عن استخدام الكتاب المدرسي ونقل تجربة الكتب الخارجية إلي قطاع الكتب بوزارة التربية والتعليم وبهذا نوفر مليارات تضيع هباءا كل عام وربما تكون الحلول بسيطة لكنها تحتاج إرادة نعم كل ما نحتاجه لحل معظم مشاكلنا ” الإرادة ” وأيضا ” السلطة ” القادرة علي فرض الحلول لكن المطلوب حلول تراعي العاملين في مجال طباعة وتوزيع الكتب الخارجية ولا نريدها حلولا علي شاكلة القنوات التعليمية التي فشلت في تحقيق الهدف المرجو منها وقد كانت فكرة رائعة لكننا دائما نفشل في التنفيذ فلا توجد إرادة ولا تفيدنا العقول التي اعتلاها الصدأ ولم تعد قادرة علي الإبداع فليتم الاستعانة بهؤلاء الذين يبدعون في مجال الكتاب الخارجي لإنقاذ الكتاب المدرسي من كبوته  فهي مهمة قومية لو نجحت لوفرت المليارات التي يمكن توجيهها للبناء والتنمية أتمني أن يهتم السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بهذه القضية الجوهرية وان تضعها وزارة التربية والتعليم علي رأس أولوياتها ولو فعلوها لحفروا أسمائهم بحروف من نور في قلب كل مصري أثقلته الأسعار المرتفعة للكتاب الخارجي وحتى نضع حدا لهوس المصريين بالكتاب الخارجي .

 

 

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك