تشتاق أحياناً إلى رؤى صغيرة من واحات استشرافية جميلة، تتسامى إلى شيء من الإنعتاق اللامتناهي الجميل .. دوماً يعيش الإنسان بين نفسه ونفسه يحادثها بشيءٍ من التأنيب والترغيب والموسيقى لأن الغياب من الألم لحظة سعيدة شاردة.
يرتشف القهوة أحياناً ليكتشف أن العوالم والأزمنة قد هربت منه ، يحاول العودة لها، ولكنّ حصان الأمل شاخ،رحل عالمه الأوحد حضن أمه، تركه الشباب والفتاء ،انكسر فيه خيول العنفوان والشموخ وأغاني الأصيل ، تقهقرت فيه جيوش الرغبات والأمنيات والليالي الراقصات،اصفرّت في عينيه ذاك الشيء الذي يراه أخضر دوماً.
كبرت “آمنة” ، بدأت تهرب من لمسات يدي، تتوارى من نظراتي الحانية، تبني لها بيتاً من طين وأهزوجة، تركض من عيني لأن نظراتي شاخت وشاخ معها المناظر ، بدأ الشباب يقول شيئاً ، وبدأت طواحين الشتاء الباردة تضرب ضلوعي بدفوفٍ باردات ، لا استطيع أن اتنفس شيئاً جديداً،غير مواويل لبحّارٍ عجوز ترك البحر ، وبدأ بمواله يشدو ، شرعت حكاياه تقتل الثواني في ذاكرتي، تقتل رشفات الشاي في واحاتي.
كم هوبارد هذا الجسد في ظهيرةٍ قاسية تصهر حتى مشاعر الحديد، تُذيب ليلاً من سواد ، كم هو مؤلم أن تُترك بين مدائن باردة من المشاعر والزوايا، وتفترشُ أرضاً ، أدمنت ليل إثر ليل ،، والجسد المنهك ظل ينتظر فجراً جديداً ليرى الطفلة “آمنة” لعلها تعود وتعطيني فيضاً من المشاعر ، فيضاً من الإنعتاق لعلّها أعود فارساً من جديد، أعود أباً فوق الأحلام والأنهار والأشجار …
طالب غلوم طالب
21/08/2016م
التعليقات