الجمعة - الموافق 22 نوفمبر 2024م

أتاكم شهر رمضان ” جزء 2″ بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثاني مع أتاكم شهر رمضان، وأيضا التهجد وطول القيام فالأصل أن يعتاد المسلم على طول القيام والتهجد في شعبان حتى لا يمضي رمضان وهو لم يعتد على ذلك بعد، والجدير بالذكر أن قيام الليل من أفضل الطاعات عند الله سبحانه وتعالى، فقال النبى صلى الله عليه وسلم “أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن” وكان حال السلف فى الاستعداد لرمضان فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى للسلف الصالح في كافة جوانب الحياة في المعاملات، والعبادات، والصلاة، والصيام، وغيرها من صالح الأعمال، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعد لشهر رمضان المبارك بالأعمال الصالحة، ومنها الصيام فقد ثبت أنه كان يصوم شهر شعبان استعدادا لقدوم شهر رمضان.
وقد وضح ابن رجب رحمه الله في كتابه لطائف المعارف أن صيام شعبان يُعد تمرينا على الصيام في رمضان وذلك حتى لا يشعر الصائم بالتعب والمشقة أثناء صيامه رمضان، بالإضافة إلى أن الصائم يجد حلاوة الصيام في شعبان، فيبدأ صيام رمضان بنشاط وقوة، ومن صور استعداد السلف الصالح رحمهم الله لاستقبال رمضان أنهم كانوا يقضون ما عليهم من صيام قبل دخول رمضان، وثبت أيضا أنهم كانوا يستعدون لاستقبال شهر رمضان المبارك بالدعاء، كما قال يحيى بن أبي كثير رحمه الله، كان من دعائهم “اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه منى متقبلا” وكان السلف الصالح يفرحون لقدوم شهر رمضان المبارك فرحا شديدا، وذلك لأن صيامه ركن من أركان الإسلام، ومن أحوال السلف الصالح رحمهم الله في رمضان.
أنهم كانوا يعودون أنفسهم خلاله على صيام النافلة فيما بعد وذلك لأن الصيام سبب لاجتناب عذاب جهنم وكانوا يدربون أنفسهم على قيام الليل، فقال سعيد بن المُسيِّب “إن الرجل ليصلى بالليل، فيجعل الله في وجهه نورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط، فيقول إني لأحب هذا الرجل” ومن هديهم في رمضان الإكثار من تلاوة القرآن الكريم فقد رُوى أن البخاري رحمه الله كان يختم القرآن الكريم في رمضان كل يوم، وكان سفيان الثورى يترك الأعمال كلها في رمضان، ويقبِل على تلاوة القرآن الكريم كيفية استقبال شهر رمضان يجدر بالمسلم أن يحسن استقبال شهر رمضان المبارك، ويمكن تحقيق ذلك بعدة أمور، يذكر منها سؤال الله تعالى بلوغ شهر رمضان بالصحة والعافية، والإعانة على الاجتهاد والنشاط، بالعبادة فيه شكر الله تعالى وحمده على بلوغ رمضان.
والفرح والسرور بقدوم شهر رمضان، والابتهاج بدخوله وحلوله على المسلمين، والتخطيط الجيد للاستفادة من رمضان، والعزم على الجد فى الطاعات والعبادات فيه، وتعلم أحكام رمضان وأحكام صيامه، فلا يجوز للمسلم أن يجهل فرائض الله تعالى، بل يجب عليه أن يعبده على علم وبصيرة، وقراءة بعض الكتب والرسائل وسماع بعض المحاضرات الدينية حول رمضان المبارك، وما فيه من فضائل وأحكام استعدادا نفسيا لاستقباله، الإعداد للدعوة إلى الله تعالى، في شهر رمضان المبارك، وإن أهمية استقبال شهر رمضان تكمن فى أن شهر رمضان المبارك هو شهر الصيام والعبادة، وشهر السمو بالأرواح، والارتقاء بها عن كل ما يلوثها، فالله تعالى قد شرع الصيام فيه ليطهر به أراوح العباد، ويحفظهم من طغيان شهوات الجسد، لا ليعانوا فيه من آلام الجوع والعطش.
وقد شرع سبحانه فيه الإكثار من ذكره، وتلاوة آياته، والتهجد بين يديه في الصلاة، ولذلك كله يجدر بالمسلم، أن يعد العدة لاستقبال رمضان، فيحاسب نفسه على ما مضى، ويسأله التوفيق، ولقد فرض الله تعالى على المسلمين صيام شهر رمضان المبارك في السنة الثانية للهجرة النبوية الشريفة، وذلك في شهر شعبان منها، فصام الرسول صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات في حياته، وصيام رمضان ركن ثابت من أركان الإسلام كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقد دلت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة على وجوبه في حق المسلمين، كما أجمع العلماء على كفر من أنكره، وقد ميّز الله شهر رمضان بالعديد من الفضائل، فهو الشهر الذي نزل فيه القرآن الكريم، وجعل فيه ليلة القدر، التى هي خير من ألف شهر، كما خصه بإجابة الدعاء، والعتق من النيران.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك