بعد أن حمد الله نفسه فى بدايه سوره الكهف على تنزيل القرآن و هو أعظم نعمه على أهل الأرض، بعد ذلك بين لنا سبحانه قصه أصحاب الكهف ( أم حسبت أن أصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا) أى ليس أمرهم عجيب على قدرتنا،و قيل أن الرقيم الكتاب وهو لوح كتبوا فيه قصه أصحاب الكهف و وضعوه على باب الكهف كقوله تعالى(كتاب مرقوم).
(إنهم فتيه آمنوا بربهم)فتيه اى شباب و هم أقبل للحق من الشيوخ الذين انغمسوا فى الباطل.
و قوله (ربطنا على قلوبهم،أى صبرناهم على مخالفه مدينتهم و مفارقة ما كانوا فيه من العيش الرغيد إذ كانوا من أبناء ملوك الروم.
و ملخص هذه القصه التى ذكرتها الآيات الكريمة انه قد خرج فتيه مع قومهم فى عيد يعبدون فيه الأصنام فنظروا بعين البصيرة على ما يفعل قومهم فعلموا أن ذلك لا ينبغى إلا لله،فجعل كل واحد منهم يتخلص من قومه و يجلس تحت ظل شجرة،و لا يعرف أحدهم الآخر إنما جمعهم الإيمان كقوله-صلى الله عليه وسلم-(الأرواح جنود مجنده فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف)،ثم اتخذوا بعد ذلك معبد يتعبدون فيه فعرف قومهم و وشوا إلى ملكهم فتوصلوا إلى الهرب و هذا مشروع عند وقوع الفتن.
(و ترى الشمس اذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين و إذا غربت تقرضهم ذات الشمال و هم فى فجوة منه)ارشدهم الله إلى ذلك الكهف المتسع تدخله الريح و الشمس ولا تصيبهم فتحرقهم لتبقى ابدانهم.
(و تحسبهم ايقاظا و هم رقود و نقلبهم ذات اليمين و ذات الشمال)لما ناموا لم تغلق أعينهم لأن ذلك أبقى لها و هى معرضه للهواء والدليل أن ذلك نوم الذئب،و لو لم يقلبوا لاكلتهم الأرض.
(و كذلك اعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق) أى اطلعنا عليهم الناس لأن أهل ذلك الزمان شكوا فى البعث.
و عن فضل سوره الكهف:عن أبى الدرداء أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (من حفظ عشر آيات من أول سوره الكهف عصم من الدجال)،و عن أبى الدرداء أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ العشر الأواخر من سوره الكهف عصم من فتنه الدجال).
التعليقات