يستطيع الإعلام أن يصنع حدثا مدويا من معطيات بسيطة وهو قادر علي تضخيم أي شيء وخلق حالة من الجدل حوله بل الأخطر انه يمكن أن يلوي عنق الحقائق لنجد أنفسنا أمام مغزي مناقض للحقيقة ، حدث إنساني بسيط كان يمكن أن يمر دون
ضجة وكانت الرسالة التي أرادها صانع الحدث ستصل إلي المستهدفين منها لكن أصابع الإعلام تلاعبت بالموضوع وفرغته من مضمونه القصة ببساطه كما قالها لي ” إسمى إسلام سالم ، كانت ليلة زفافي منذ أيام وأعددت أغنية لأمي كتبتها على لحن أغنية – مشاعر- لشيرين بعنوان ( شكرا يا أمي ) كما جهزت أغنيتين لعروستي في الفرح لأنني وجدتها أفضل مناسبة اعترف لأمي فيها بفضلها عليّ وأكرمها أمام كل المدعوين فهي التي كبرتني وعلمتني وجعلتني عريس وكانت أب وأم لأربع أبناء بعد وفاة والدي وهى في سن الـ35 في ريعان شبابها وجمالها ورفضت كل من تقدموا لها للزواج من ذوى المراكز والحال المتيسر وحرمت نفسها من متع الحياة من أجلنا ولأوصي زوجتي عليها لتحسن معاملتها وفعلا كانت مفاجئة أسعدتها في حفل زفافي وبعد نشر الفيديو كانت نسبة مشاهدته عاليه وخلق جدل واسع جدا بسبب العناوين التحريضية وسياسة بعض الصحف والمواقع الإخبارية في خلق جدل حول أي خبر لتحقيق مشاركة ومشاهده أعلى وإفساد القيمة الجميلة التي يمكن أن تصل للناس ..” انتهي كلام الأستاذ إسلام الذي اختلف الناس في تقييم ما فعلة فمنهم من أعجب بصنيعه حينما ترك عروسه ونادي علي أمه وغني لها وسط دهشة المدعوين الذين فوجئوا بكم المشاعر الإنسانية التي يحملها لها وذهبت عروسه إلي الأم لتحتضنها ولتعلم قدرها لدي زوجها لتصل الرسالة وكان يمكن أن ينتهي الأمر إلي حيث شاء العريس لكن بمجرد رفع الفيديو علي اليوتيوب وعمل شير له علي شبكات التواصل الاجتماعي أقحم الجميع نفسه مابين مؤيد ومعارض فالبعض يري انه ما كان له أن يفعل ذلك فالليلة هي ليلة عروسه و يجب أن تكون المشاعر المتدفقة من نصيبها هي فقط ، لكن الرجل لم يكن يقصد سوي التعبير عن حبه لامه في ليلة عمره وان اعترافه بجميلها أمام الجميع هو ابسط ما يمكن أن يقدمه لها وهي التي ضحت بمتع الحياة من اجله وأشقائه وما دخل الناس فيما حدث ؟ فالأم سعيدة بصنيع ابنها والعروس راضية ووصلتها الرسالة لكنه الإعلام كما أسلفنا القادر علي التدخل السافر في أدق خصوصيات الناس والأخطر هو حالة قلب الحقائق ، لكن هناك سؤال يطرح نفسه ويحتاج إجابات صادقة عندما يرفع مواطن فيديو علي اليوتيوب فهل يظل الفيديو أمر شخصي ؟ أري انه أصبح مشاع للجميع ومادامت إعدادات الخصوصية تسمح بالتعليق فهنا ناشر الفيديو قد قبل تعليق الآخرين الذين لا يمكن التحكم في عددهم ويتوقع أن من بينهم ثقافات مختلفة وآراء متعددة ، إن شبكات التواصل الاجتماعي عالم ينبض بالحياة يمارس فيه الأعضاء دورهم في النقد والنشر والتعليق و أصبحت أجهزة الإعلام تستمد مادتها الإخبارية من ما يتم نشره علي مواقع التواصل التي توفر إحصائيات دقيقة بعدد المشاهدات للمواد المرفوعة وكلما زاد عددها كان ذلك مؤشر علي نجاحها ومشجعا علي رفع المزيد ، وهناك شيء واضح وهو أن الفيديوهات قليلا ما تقبل التأويل فهي بالصوت والصورة ومن الصعب تحريفها خاصة مع إمكانية إضافة العلامات المائية والشعارات التي تحمي المادة الفيلمية المرفوعة وأخيرا أقول للعريس إسلام مادامت رسالتك وصلت فلا تلتفت للصخب الدائر فسرعان ما سينسي الناس ويبحثون عن شيء أخر يلهيهم فتلك عادات البشر.
رابط الفيديو
https://www.youtube.com/edit?video_id=6khZ7qQqJeQ&video_referrer=watch
التعليقات