خاص: مسقط
تشكل الاستراتيجية العُمانية للسياحة 2016 ـ 2040 أحد أهم الأعمدة الرئيسية في رفد الاقتصاد الوطني بما تتيحه من آفاق واعدة للاستثمار، إذ تستهدف في حال طبقت توفير أكثر من 500 ألف فرصة عمل، وزيادة حجم الاستثمارات المتوقعة خلال الفترة (2016 – 2040م) لتصل إلى ما يقارب 19 مليار ريال عماني 12% منها استثمارات من القطاع العام.
فالقطاع السياحي العُماني بإمكانه أن يكون من مصادر الدخل المحلي للبلاد ونمو هذا القطاع سيساهم في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة، حيث تهدف هذه الاستراتيجية لتعزيز مكانة السلطنة عالميا وجعلها تسير على طريق التحول إلى وجهة عالمية للضيافة المتميزة إلى جانب تعزيز التنويع الاقتصادي وإيجاد فرص العمل وجذب الاستثمارات ورفع قيمة المعالم الطبيعية والثقافية واستدامتها وتحقيق المنافع الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الإيرادات الضرورية لحفظ وحماية واستدامة التراث وحماية البيئة، حيث تكمن أهمية هذه الاستراتيجية في أنها ستكون بمثابة خارطة طريق لهذا القطاع الواعد خلال الفترة من2016 ـ 2040م.
يأتي الاهتمام العُماني بقطاع السياحة انطلاقاُ من أن السياحة العالمية ستصبح بعد عشر سنوات من الآن المحرك الاقتصادي الرئيسي للتوظيف على المستوى العالمي بأكثر من 11% وستساهم في الناتج المحلي الاجمالي العالمي بأكثر من 9%، مستقطبة أكثر من مليار رحلة دولية.
مؤهلات الجدارة
ولا شك أن سلطنة عُمان بها من المقومات التي تـؤهلها لتتبوأ مراكز متقدمة في المجال السياحي من خلال المواقع والمعالم السياحية والتي تشمل مقومات طبيعية كالنباتات والحيوانات منها المها، الفهد، الماعز البري، أشجار التبلدي، الحديقة النباتية، إضافة إلى ذلك الجبال والتكوينات كجبل شمس، الجبل الاخضر، كهف الكتان، عيون ولاية نخل الساخنة، الطريق المعلق في وادي بني عوف، حديقة الصخور، والوديان كوادي شاب، وادي غول، بني خالد، دربات، السحتن، والصحاري كرمال الشرقية، الربع الخالي، والساحل الممتد من رأس مركز إلى مسندم شمالا ومحمية جزر الديمانيات، أما الثقافة والتراث فتشمل العديد من المدن والقرى كنزوى، مسقط، المسفاة، منح، كمزار وغيرها من المواقع الثقافية العمانية.
وعلى صعيد مواقع التراث العالمي فالسلطنة تحوي العديد من المفردات في هذا المجال كالري بالأفلاج، العازي، إضافة إلى ذلك التراث الثقافي كالحصون والقلاع وقرى أوبار، قلهات، مواقع العصرين البرونزي والحديدي، وإبراء.
ويؤكد خبراء التحليل الاقتصادي أنه إذا ما طبقت الاستراتيجية العُمانية في مجال السياحة بحرفية تامة ستؤتي بفوائد تتمثل في زيادة عدد الوظائف المرتبطة بالقطاع حتى عام 2040م ، توفير أكثر من 500 ألف فرصة عمل، كما يأمل الخبراء زيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2040م وفقاً لمنهجيات مختلفة من (6 – 10%) أضف إلى ذلك تنمية الاقتصاد المحلي وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مستهدفة أن تبلغ هذه المؤسسات 1200 مؤسسة صغيرة ومتوسطة حتى عام 2040م.
أهداف الاستراتيجية
لعل من أهم الأهداف التي تسعى الاستراتيجية لتحقيقها تحسين نوعية الحياة لمستقبل أفضل للمواطن العُماني، وتقوية الاعتزاز بالهوية العمانية، وضرورة تحسين مساهمة السياحة بشكل إيجابي نحو ازدهار السلطنة، من خلال إيجاد الميزة التنافسية.
تم إعداد الاستراتيجية على عملية تشاركية حيث شارك أكثر من 700 شخص بأدوار بارزة، بغرض تحقيق عدة أهداف تتضمن تحسين نوعية حياة المواطنين العمانيين، مع تحقيق فوائد للجهات المعنية الأخرى في الوقت نفسه، من خلال ترسيخ ثقافة السلطنة، وتراثها وتقاليدها، إلى جانب الحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان استدامتها، حيث لا تنشد الاستراتيجية العمانية للسياحة جذب الأعداد الكبيرة من السياح، بل توجه الاهتمام نحو دعوة أعداد أقل من الزوار المتميزين الذين يتوقع أن يقيموا لفترات أطول، وينفقوا أموالاً أكثر، محققين بذلك فوائد أكبر دون ترك تأثيرات سلبية على الثقافة والبيئة.
التعليقات