القاهرة – عمرو عبدالرحمن
خرج علينا أحد أشهر مشايخ الفضائيات بفتوي تنضم لسلسلة فتاوي العبث بالدين مثل (رضاع الموظف من زميلته لكي تحل لهم الخلوة بالمكتب) !، و(تساوي الرجل والمرأة في الميراث) !
زعم الفتوجي أن ” أبو لهب ” أحد أشد أعداء النبي صلى الله عليه وسلم .. احتمال يدخل الجنة !!
والسبب أن (ربنا رحيم) يعفو عن الكافر حتي لو مات كافرا حريصا علي قتل النبي وصحابته !
نفس الفكر الباطني أخرج لنا التلمود الزائف من عباءة التوراة بحجة تأويلها بمعاني بدون دليل سوي تحريف الكلام عن مواضعه.
وهو عدوان سافر علي قدسية السورة القرآنية ” المسد ” التي تنزلت خصيصا ضد عدو الله ورسوله وحددته بالاسم وتوعدته بالعذاب؛
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}.
.. إذن أبو لهب في النار حتي لو كان عم النبي صلى الله عليه وسلم.
.. وهو ليس أفضل من آزر أبو سيدنا إبراهيم عليه السلام، ولا من بعض ذريته الذين علمنا الله أن بعضهم من الظالمين:-
– {سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)}.
= خطورة الفتاوي الباطنية أنها تفتح أبواب التشكيك .. في جميع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبشر من مات مؤمنا بالجنة ومن مات كافرا بالنار .
وتطيح بعدالة الموازين القسط التي وضعها الله لحساب خلقه بالحسني لمن أحسن والعقاب لمن أساء، لتصبح الأمور ” سبهللة ” .. وتثير الشكوك في النفوس .. فلا أحد يدري هل حقا سيدخل المؤمنون الجنة ويدخل الكفار النار – أم العكس !!؟
= صحيح لا أحد يجرؤ علي الثقة في دخوله الجنة مهما عمل من حسنات ، حتي لو كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
بنص الحديث الشريف الصحيح؛ ((لن يدخل أحد منكم عمله الجنة قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا – إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة)).
ونص الآية الكريمة:- {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ).
= لكن ؛ هذا لا يعني هدم قاعدة العدالة الإلهية ؛ أن من مات مؤمنا دخل الجنة ومن مات كافرا دخل النار حسب كل رسالات السماء، من آدم نبي الله إلي محمد رسول الله – عليهما الصلاة والسلام.
= ببساطة هي فتوي تبشر النبي بأنه (احتمال) يقابل أبو لهب في الجنة بعدما اعتدي عليه وظلمه وسبه وحاربه ومات دون توبة !
وأن يتلفت سيدنا علي ابن أبي طالب ليجد أعداءه الذين قاتلهم حتي ماتوا كفارا بسيفه، ساكنين بجواره في الجنة !
وأن يفاجأ سيدنا موسي علي السلام بفرعون ملك الهكسوس الذي طارده حتي الغرق ، يشاركه طعام أهل الجنة !
= وبالمقابل بما إن (احتمال) أن يدخل أبو لهب الجنة، فاحتمال أن المبشرين العشرة بالجنة يدخلون النار معاذ الله !
– أي عدل هذا وأي إله ذاك الذي يسوي من مات مؤمنا بمن مات كافرا فاجرا مجرما ؟
– بين سيدنا عمر ابن الخطاب وقاتله الفارسي أبو لؤلؤة المجوسي الآري !
– بين القديسين بطرس ويوحنا ويعقوب وبين هتلر وشارون وبوش وبلير !
– بين سيدنا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – وبين ضابط الموساد أبو بكر البغدادي ” سايمون إليوت ” !!!
= يقول القرآن الكريم ؛ رداُ علي الفتوي السفيهة:-
{ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }.
{ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }.
{ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ }.
{ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ }.
{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.
{فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا}.
{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}.
{يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار، وبئس الورد المورود}.
{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى الله لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ}.
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}.
– الظلم؛ أن يعمل العبد صالحا حتي الموت فلا يدخل الجنة ويعمل السوء حتي الموت فلا يدخل النار.
= الباطنية نقلتها إيران الآرية الفارسية عن يهود الخزر، ودستها في بلاد العرب انتقاما من الفتح الإسلامي، وورثتها تركيا العثمانية، وفتحت الأبواب للفتن والفرق وسممت العقل المسلم بفتاوي تشكك في النصوص بالتأويل الفاسد حتي ترهل الدين وغرق في الدروشة.
= كانت النتيجة المضادة ظهور تيار التشدد والإرهاب الوهابي، والصهيوني المتأسلم محمد ابن عبد الوهاب وتابعه الصهيوني حسن البنا بأفكار الذبح والتكفير والتطرف.
= وكانت نقطة البدء باغتيال عمر ابن الخطاب علي يد الفرس.
حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أن موت عمر يفتح باب الفتن ووصفه بقوله؛
” هذا غلق الفتنة ، لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش “.
.. توالت الفتن باغتيال عثمان ابن عفان، ثم الخليفة الأخير / علي ابن أبي طالب – رضي الله عنه والصحابة أجمعين.
حفظ الله مصر.
التعليقات