محمد زكى
جاء أبو بكر يوما” إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رفع طرف ثوبه ، فنظر إليه رسول الله ، وقال : أما صاحبكم فقد غامر (أي خاصم) ، فسلم أبو بكر ثم جلس ، وقال : يارسول الله ! إنه كان بيني وبين عمر شيء ، فأسرعت إليه ، ثم ندمت (أي تسرعت بالكلام) ، فسألت عمر أن يغفر لي ، فأبى علي ،، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يغفر الله لك ياأبا بكر (ثلاثا”) ، وجلس الصديق ..
* ثم إن عمر ندم على عدم قبول معذرته .. فذهب إلى بيت أبي بكر ، وقال : أثمّ أبا بكر ؟ فلم يجده .. فعرف أنه عند رسول الله (ليس له مكان آخر إلا عند رسول الله) ، فانطلق عمر إلى مجلس رسول الله ، فوجد الصديق عنده ..
* رآه رسول الله ، فتمعر وجهه عليه الصلاة والسلام (تغير غيظا”) ، حتى أشفق أبو بكر على عمر رضي الله عنهما ، فجثا أبو بكر على ركبتيه ، وقال : يارسول الله أنا كنت أظلم ، أنا كنت أظلم .. مع ذلك لم يلتفت إليه رسول الله ..
* وقال لعمر ولجميع الصحابة : إن الله بعثني إليكم ، فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صدقت ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي ؟، فهل أنتم تاركو لي صاحبي ؟،، فما أوذي بعدها ..
* كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ذا تواضع جم ، لا يتكبر على أحد و لا يستعلي عليه ، بل يتواضع للناس جميعهم .. فعن أبي صالح الغفاري أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزاً كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل فيستقي لها ويقوم بأمرها .. فكان إذا جاء وجد غيره قد سبقه إليها فأصلح ما أرادت .. فجاءها غير مرة كي لا يسبقه إليها فرصده عمر فإذا الذي يأتيها هو أبو بكر الصديق، وهو خليفة .. فقال عمر: أنت هو لعمري ..
* قال علماء السير: كان أبو بكر رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع بالخلافة، قالت جارية من الحي: الآن لا يحلب لنا منائحنا، فسمعها أبو بكر فقال: بلى، لعمري لأحلبنّها لكم، وإني لأرجو أن لا يغيِّرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه، فكان يحلب لهم ..
التعليقات