الجمعة - الموافق 14 مارس 2025م

الحلقة 14 من سيرة أبو بكر الصديق رضي الله عنه :

محمد زكى

لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عظمت مصيبة المسلمين ، فكانت عائشة رضي الله عنها تقول : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب ، واشرأبت (ارتفعت وعلت) اليهودية والنصرانية ، ونجم النفاق ، حتى جمعهم الله على أبي بكر ..
* لما ارتدوا قال بعضهم : نصلي ولانزكي ،، وقال بعضهم : لانصلي ولانزكي ..
* أجمع أبو بكر على قتالهم .. فقال له عمر : كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لاإله إلا الله .. فمن قال لاإله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه ، وحسابه على الله .. فقال : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ،، قال عمر : فقلت : ياخليفة رسول الله ! تألّف الناس وارفق بهم ،، فقال : جبار في الجاهلية خوار في الإسلام ؟، فبماذا أتألفهم ؟ أبشعر مفتعل أو بشعر مفترى ؟، قبض النبي صلى الله عليه وسلم وارتفع الوحي ،، فوالله لو منعوني عقالا” كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم على منعه ، قال عمر : فوالله ماهو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر ، فعرفت أنه الحق ،، قال : فقاتلنا معه ، فكان والله رشيد الأمر ..
** تدوين القرآن الكريم :
* نظراً لأهميّة هذا الكتاب العظيم، ومكانته السامية الشريفة، وحاجة الناس إلى نصوصه في كلّ زمان ومكان، فقد توكّل الله تعالى بحفظه إلى يوم يبعثون؛ فهو كتاب غير قابل للدس، أو الإضافة، أو الحذف، أو تغيير الكلمات، أو أيّ شيء آخر، باختصار هو كتاب ثابت على امتداد الزمان، وتغيّر المكان ..
* مراحل تدوين القرآن الكريم : بدأت عمليّة جمع القرآن العظيم منذ عهد الرّسول الأعظم –صلى الله عليه وسلم-؛ حيث كانت آيات الكتاب التي تتنزّل على قلبه الطاهر الشريف طوال اثنين وعشرين عاماً تحفظ في صدور المؤمنين، كما وكانت تحفظ على المواد التي كانت تستعمل في تلك الأوقات للكتابة والتدوين كالأكتاف، والعسب، واللخاف، وما إلى ذلك .. عُرفت مجموعة من الصّحابة الكرام باسم كتبة الوحي، وهم الصحابة الّذين كان الرسول الأعظم يأتمنهم على مهمّة كتابة الآيات القرآنيّة التي تتنزّل عليه من خلال الملك جبريل –عليه السلام- مباشرةً فور نزولها، ولعلَّ أشهر هؤلاء الصحابة؛ عبد الله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، وأبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وغيرهم الكثير ..
* بعد وفاة الرّسول –صلى الله عليه وسلم- وقعت حروب الردة، والتي استطاع أبو بكر وأدها والقضاء عليها، إلّا أن المسلمين دفعوا ثمن هذه الحروب باهظاً؛ فقد استشهد عدد كبير من الصحابة من حفظة القرآن العظيم؛ فخشي عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق –رضي الله عنهما- على القرآن من الضياع، فقرّر الصديق بإلحاح من الفاروق جمعه، وقد وكّل الصديق الصحابي الجليل زيد بن ثابت –رضي الله عنه- بهذه المهمّة العظيمة، وقد اتبع الصحابي الجليل منهجيّةً صارمة في جمعه للمصحف الشريف ..
* أي ظل القرآن الكريم مفرقًا غير مجموع في مصحف واحد ،، إلى أن كانت خلافة أبي بكر، فواجهته أحداث جسيمة، وقامت حروب الردة، واستحرّ القتل بالقراء في وقعة اليمامة – سنة اثنتي عشرة للهجرة – التي استشهد فيها سبعون قارئاً من حفاظ القرآن ..
* هالَ ذلك عمر بن الخطاب، وخاف أن يضيع شيء من القرآن بموت حفظته، فدخل على أبي بكر، وأشار عليه بجمع القرآن وكتابته خشية الضياع، فنفر أبو بكر من مقالته، وكَبَرَ عليه أن يفعل ما لم يفعله النبي، فظل عمر يراوده حتى اطمئن أبو بكر لهذا الأمر .. ثم كلف أبو بكر زيد بن ثابت بتتبع الوحي وجمعه، فجمعه زيد من الرقاع والعسب واللخاف وصدور الرجال ..
* حرص زيد بن ثابت على التثبت مما جمعه، ولم يكتفِ بالحفظ دون الكتابة، وحرص على المطابقة بين ما هو محفوظ ومكتوب، وعلى أن الآية من المصدرين جميعًا. فكان ذلك أول جمع للقرآن بين دفتين في مصحف واحد .. واحتفظ أبو بكر بالمصحف المجموع حتى وفاته ، ثم أصبح عند حفصة بنت عمر ..

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك