الإثنين - الموافق 23 ديسمبر 2024م

السمية واعتبارات الصحة والأمان

المبيدات سموم تستعمل لقتل الآفات. ونظرا لتشابه العمليات الحيوية في الإنسان مع مثيلاتها في الآفات فإن المبيدات قد تؤدي إلى إلحاق الضرر

بالإنسان. وبعض المبيدات فائقة السمية للإنسان لأن قطرات قليلة منها بالفم أو على الجلد قد تؤدي إلى تسمم شديد أو إلى الموت. وتساعد المعادلة التالية على تقدير الخطر المحتمل عند تداول أو استخدام مبيد.

الخطر = السمية × زمن التعرض

تقاس السمية بمقدار الأثر السام للمبيد ويقدر التعرض بالزمن الذي يتعرض خلاله شخص ما للتلامس مع المبيد والكمية التي تصل منه إلى داخل جسمه أو على جلده. وينتج الخطر من الأثر المتجمع لهذين العاملين.

كيف يدخل المبيد إلى جسم الإنسان؟

تدخل المبيدات إلى جسم الإنسان خلال طرق أو مسارات:

تعرض الجلد:                   وصول المبيد إلى الجلد أو العين

التعرض بالاستنشاق:        دخول المبيد إلى الرئتين بالتنفس عن طريق الأنف أو دخوله عن طريق الفم.

التعرض عن طريق الفم: ابتلاع المبيد عن طريق الفم

   المخاطر التي تواجه من يستعمل المبيد الزراعي:

    المخاطر:

إن الخطر الفعلي للمبيدات الزراعية يتعلق بسمية المبيد والكمية التي يتم التعرض لها ومدة التعرض. وعلي ذلك فإن تعريف الخطر الفعلي للمبيد الزراعي هو مصدر الخطر مرتبط بإمكانية التعرض إلى كميات مضرة من المبيد. بالمقابل، من الممكن أن يكون للمبيد درجة سمية متدنية ولكن في نفس الوقت يشكل خطر فعلي عند استعماله في تركيبته المركزة، مما يؤدي إلى استنشاقه أو امتصاصه خصوصاً عندما يستعمل من قبل أشخاص قليلو الخبرة أو غير مجهزين بما يلزم للتعامل مع المبيدات.

من جهة أخرى، إن إمكانية حدوث الخطر لمن يستعمل المبيدات أو للبيئة قابلة للتغير على عكس الخطر الفعلي وذلك إثر استعمال اللباس الواقي (الوسائل التي تحد من التعرض) .

إن سمية المبيد قد تكون مباشرة أو مزمنة، والتسمم قد يكون من خلال التعرض للمبيد عبر البشرة، أو بالفم، أو بالاستنشاق.

تؤدي السمية المباشرة إلى أضرار تظهر سريعاً بعد عملية التعرض المباشر لكمية واحدة من المبيد (أو عدة مرات في فترة قصيرة كبضع ساعات أو يوم على الأكثر)، مثلاً عند مزج أو رش المبيد تكون هذه السمية عالية جداً إلى درجة قد تؤدي إلى الموت ولو بكميات ضئيلة، وتكون مصحوبة مع أعراض تختلف حسب طريقة التعرض.

تؤدي السمية المزمنة إلى مخاطر من جراء التعرض المتواصل إلى كميات من المبيدات ذات تركيز منخفض، مثلاً عند التلوث المتوصل للملابس الواقية أثناء الرش، فإن المخاطر التي تتأتى عن هذه السمية قد لا تظهر في وقت قصير، وقد تأخذ عدة سنوات لتظهر أعراضها بعد التعرض الأول للمبيدات. فإن على الناس أن تعي ما قد ينجم عن هذه السمية المزمنة من مخاطر صحية جسيمة:

ازدياد خطر سرطان الدم وسرطان (الرئة، الدماغ، الأعضاء التناسلية، الغدد) والأورام الخبيثة.

ازدياد في الإجهاض التلقائي.

ازدياد في التشوه الوراثي (تشوهات عند الولادة).

تدني الخصوبة.

تشوه الكبد والبنكرياس.

اختلال في جهاز المناعة (ربو، حساسية، …).

تزداد هذه الاحتمالات خصوصاً لدى الصغار والكبار على السواء اللذين يعانون من الربو، والكبار في السن، كذلك المرضى وعمال الصناعات الكيماوية أو المزارعين الذين يتعرضون لكميات عالية من المبيدات على مر السنين.

   التعرض للمبيدات عن طريق الامتصاص بالبشرة:

في حالات العمل الأكثر شيوعاً، يكون التعرض للمبيد عن طريق الامتصاص بالبشرة الأكثر احتمالاً في حوادث التسمم، إن الكمية التي تمتصها البشرة تختلف باختلاف أعضاء الجسم، إن درجات الامتصاص المذكورة لاحقاً مقارنة بتلك التي تكون على مستوى الأيدي: يكون الامتصاص للمبيد من خلال فروة الرأس 15 مرة أكبر. بعض الأعضاء في جسم الإنسان كالأعضاء التناسلية مثلاً تمتص المبيد بسرعة وبسهولة، ومن السهل نقل رواسب المبيد عن غير قصد من اليد إلى الجبين حيث الامتصاص 4 مرات أكبر، أو إلى الأعضاء التناسلية عند دخول الحمام من دون الاغتسال، حيث سرعة الامتصاص تكون 11 مرة أكبر (في سرعة امتصاص كهذه تكون خطورة المبيد أكبر منها في حال ابتلاعه. كذلك إن الجرح على البشرة يشكل خطراً كبيراً إذ يزيد من سرعة امتصاص المبيد.

على الناس وخصوصاً المزارعين أن يعوا أن مثل حالات الامتصاص هذه للمبيد الزراعي تحصل من جراء تطاير المبيد عند سوء استعماله أثناء المزج أو النقل أو الرش أو حتى من جراء التعرض إلى رواسب المبيدات على أدوات الرش، اللباس الواقي أو في الأماكن المعالجة.

إن درجة السمية عن طريق التعرض للمبيد بالامتصاص بالبشرة تتعلق بتركيبة المبيد، موضع ومدة التعرض علماً بأن الخطر الفعلي يزداد عندما يقوم المزارع بعملية مزج المبيدات الزراعية كونه يتعامل مع مواد كيميائية مركزة تحتوي على نسبة عالية من المواد الفعالة.

     التعرض للمبيد عن طريق أخذ الجرعة بالفم:

من الممكن أخذ الجرعة من المبيد بالفم عن طريق الخطأ أو الجهل. العديد من الناس خصوصاً الأطفال يتعرضون للتسمم من خلال شرب مبيدات تم حفظها في زجاجة مرطبات. كذلك فإن الراشدين قد يشربون عن طريق الخطأ من عبوات تحتوي على مبيدات أو يتسمموا من خلال شرب الماء من مستودعات مياه ملوثة بالمبيدات. أيضاً أن الذين يتعاملون بالمبيدات أو أدوات الرش قد يواجهون نفس الحوادث في حال لم يغسلوا أيديهم جيداً قبل الأكل أو الشرب.

   التعرض للمبيدات عن طريق الاستنشاق:

إن استنشاق رذاذ المبيدات يحدث أضراراً جسيمة في الأنف، والحنجرة، والرئتين، ويتم انتقالها من خلال الرئتين إلى الدم. ولذا يسبب رذاذ المبيدات الخطر الأكبر كون أجزائه صغيرة الحجم وخفيفة الوزن ويصعب مشاهدتها أو ملاحظتها، وبالتالي تتأثر الرئتين إثر تعرضها للمبيدات عبر استنشاق حبيبات مسحوق المبيد، أو الرذاذ أو البخار المتطاير في الهواء. بعض المبيدات تكون سامة بتركيباتها الجافة أو السائلة، يتصاعد منها بخار مضر بصحة كل من يستعملها وبمحيطه (مثلا المواد الفعالة التالية: فنسولفوتيون fensulfothion، ديميتون  demeton، ميفينفوس mephenofos ، ديازينون diazinon ، ديسولفوتون disulfoton ، كربريل Carbaryl ، باراثيون Parathion ، كلوربيريفوس Chlorpyrifos ، ….) ويتزايد الخطر الفعلي في الأماكن المغلقة التي تفتقد لحركة الهواء. فمثلاً كميات عالية من الدخان المتصاعد قد تنتج من جراء تلويث غرفة المخزن أو مكان رش ضيق كصوبه بلاستيكيه. لذلك فإن تيار الهواء يساعد على حمل الرذاذ البخاري الذي تسببه المبيدات بعيداً.

مع ازدياد درجة الحرارة تزداد كميات البخار الناتج عن كثير من المبيدات لذلك يستحسن الرش عندما تكون الحرارة دون الـ 30 درجة مئوية.

إن العمل بالمبيدات ذات تركيبة المسحوق المرطب يشكل خطر فعلي كبير إذ من الممكن أن تستنشق خلال عملية المزج، وهي تحتوي عادة على مواد فعالة ذات تركيز عال. من جهة أخرى إن الخطر الفعلي يكون عند استنشاق الرذاذ وعند استعمال آلات تنشر المواد بطريقة الرش الفائق الصفر في الحجم Ultra Low Volume (ULV)، هذا لأن هذا الرذاذ يكون بهيئة ضباب يمكن أن ينتقل إلى مسافات بعيدة في الهواء مسبباً التسمم لكل من يستنشقه.

 

المخاطر التي تهدد الأسرة:

إن أفراد الأسرة هم معرضون إلى التلوث بالمبيدات الزراعية من خلال المأكولات (متبقيات المبيدات في الفاكهة والخضار) والاستعمال المنزلي لها.

   المخاطر الناتجة عن متبقيات المبيدات في الفاكهة والخضار:

إن عبارة متبقيات المبيدات في المحاصيل تشير إلى كمية من مواد كيميائية من مبيد تبقى في المحصول بعد معالجته، معظم المستهلكين هم غير معنيين مباشرة في الزراعة أو الإنتاج النباتي، ولكن يجب أن يبقوا متنبهين لموضوع المتبقيات الكيميائية في المحاصيل، لذلك عند وجود شكوك من ناحية نظافة المحصول أو مصدره (فاكهة، خضار أو حبوب) يجب التوجه إلى اختيار منتج آخر كبديل.

    أكل الفاكهة، الخضار أو لحوم الحيوانات الأليفة والأسماك، المعرضة لكميات زائدة من المبيدات، هو بمثابة تعرض المستهلك إلى السمية المزمنة، مما قد ينتج عنه:

ازدياد خطر سرطان الدم وسرطان (الرئة، الدماغ، الأعضاء التناسلية، الغدد) والأورام الخبيثة.

ازدياد في الإجهاض التلقائي.

ازدياد في التشوه الوراثي (التشوهات عند الولادة).

تدني الخصوبة.

تشوه الكبد والبنكرياس.

اختلال في جهاز المناعة (ربو، حساسية).

تزداد هذه الاحتمالات لدى الصغار والكبار اللذين يعانون من الربو، والكبار في السن، كذلك المرضى والعمال في الصناعات الكيميائية أو المزارعين الذين يتعرضون لكميات عالية من المبيدات على مر السنين.

إن التواصل بين مستهلك المحصول والمزارع حول موضوع المبيدات أمر مهم، إذ أنه يساعد المستهلك على بناء الثقة في منتج معين يبتاعه من منطقة معينة. على المستهلك أن يعي أن المزارع يستعمل المبيدات فقط عند الضرورة، وأن هذا الأخير هو ملم باستعمال تلك المواد بشكل سليم. لذلك فعلى المزارع أن يخبر المستهلك عن الخطوات المتبعة في مزرعته بغية حمايته من المتبقيات الكيميائية، جاعلاً بذلك سلامة المنتج أولوية عند انتقائه المبيد.

المخاطر الناتجة عن الاستعمال المنزلي للمبيدات الزراعية:

إن الناس معرضون للمبيدات في كل مكان خصوصاً عندما يكون الأمر متعلقاً بالمبيدات المستعملة في المنزل، كتلك التي تستعمل للتنظيف المنزلي أو لمكافحة الصراصير والقوارض وغيرها من الحشرات، أو لصيانة ورش حديقة المنزل، مثل تلك المبيدات تخزن بشكل شائع وعشوائي في المطبخ أو في الحمام.

إن الأطفال هم معرضون أكثر من غيرهم لأخطار المبيدات، وذلك لأسباب عدة:

هناك مراحل حساسة في نمو الطفل حيث التعرض إلى مبيد من الممكن أن يغير طريقة عمل النظام البيولوجي في جسمه.

يمكن للمبيدات أن تؤذي تطور الطفل من خلال قطع الطريق على امتصاص المكونات الغذائية المهمة للنمو الطبيعي، ومن خلال التخزين في جسمه إذ لا يكون النظام الإفرازي قد اكتمل.

أن أعضاء الأطفال الداخلية هي في طور النمو، كذلك الأنظمة الأنزيمية والهضمية وجهاز المناعة مما قد يوفر للطفل حماية أقل مما هو عليه الأمر في الحالات الطبيعية، مما يزيد من احتمال حصول التسمم المزمن.

يتعرض الأطفال أكثر من الراشدين إلى أخطار المبيدات وذلك بسبب استهلاكهم كميات أكبر من الغذاء (بوحدة الوزن للجسم) مثل الخضار، الحليب، العصير…

يلعب الأطفال عادة على العشب في الحديقة، على الأرض… حيث احتمال وجود رواسب بقايا مبيدات، مع الميل إلى وضع أشياء مختلفة في أفواههم مما يزيد من احتمال تعرضهم للتسمم.

إن المبيدات المستعملة في الحدائق المنزلية أو الحدائق العامة تزيد من حالات التسمم المزمن بالمبيدات.

يعتبر الجلد أكثر أجزاء جسم الإنسان تعرضا للمبيد وتعتمد كمية المبيد الممتصة عبر الجلد (والعينين) على:

المبيد نفسه ومادة تخفيفه، فالمركزات القابلة للتحويل إلى مستحلب سهلة الامتصاص أما المبيدات الجافة وتخفيفاتها (المساحيق القابلة للبلل) فهي أقل قابلية للامتصاص. وتقل قابلية المستحضرات الجافة للامتصاص (مبيدات التعفير والمبيدات الحبيبية) بالمقارنة بالمبيدات السائلة.

الجزء المعرض من الجسم: من أكثر أجزاء الجسم قدرة على الامتصاص فروة الرأس والجبهة والأذنين والعينين.

حالة الجلد: فالجروح والخدوش والطفح الجلدي تسمح للمبيد بالاختراق بسهولة، والجلد الساخن المتصبب عرقا يمتص المبيد أسرع من الجاف البارد.

الوسائل المعتادة للتعرض للمبيد:

الأساس في الأمان هو تحاشى التعرض للمبيدات:

    يمكن تحاشى التعرض للمبيد بقصر الاستعمال على الحالات الضرورية واتباع احتياطات الأمان وتجهيز وتطبيق الجرعة الصحيحة وارتداء الملابس الواقية وغسل اليدين والوجه بعد تداول أو استعمال المبيد ومراعاة فترات إعادة الدخول إلى الحقل المرشوش وآخر معالجة بالمبيد قبل حصاد المحصول.

ينبغي الترويج لاستخدام معدات الوقاية الشخصية الملائمة والممكن تحمل تكاليفها.

ينبغي اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية العمال والقريبين منهم والمجتمعات المحيطة البيئة.

آثار حساسية: تفاعلات تظهر على أجسام بعض-وليس كل- الناس بعد التعرض للمبيد. وعادة ما يتطلب ظهور الحساسية التعرض للمبيد لأكثر من مرة. ومن الآثار النمطية صعوبة التنفس والطفح الجلدي وحساسية الأنف والعينين.

   الآثار الضارة للمبيدات

    يمكن أن تؤدى المبيدات إلى ثلاثة أنواع من الآثار الضارة:

آثار حادة: وهي تلك التي تحدث فور التعرض خلال دقائق أو ساعات. وبالإضافة إلى الآثار السامة قد تحدث آثار جسمانية مثل حرقان الفم والحلق والمعدة مما يجعل الأكل والشرب صعبا. ومن الممكن أن يحدث هذا الحرقان في الرئتين مما يجعل التنفس صعبا أيضا. ومن الممكن أن تتسبب المبيدات في حساسية الجلد وتشققه أو ظهور بثور عليه. وإذا تعرضت العينان للمبيد فإنهما قد تصابا بالعمى المؤقت أو الدائم.

آثار مؤجلة: أمراض أو أضرار لا تظهر فورا وقد تحتاج إلى مرور عدة سنوات لكي تظهر. وتنتج تلك الأمراض أو الأضرار بالتعرض المتكرر لمبيد أو مجموعة مبيدات أو توليفة من عدة مبيدات لفترة طويلة أو التعرض لمرة واحدة لمبيد له آثر ضار لا يظهر إلا متأخرا. ومن الآثار المؤجلة تكون السرطانيات والأورام والعقم والتشوهات الخلقية وأضرار لأجهزة الجسم (الدم-الكبد-الكلى-المخ-الرئتين)

في حالة مبيدات معينة يتسبب التعرض لجرعة واحدة كبيرة إلى أثر حاد بينما يؤدي التعرض المتكرر لجرعات أصغر إلى أثر مؤجل. على سبيل المثال يؤدي التعرض للمبيدات من نوع الفوسفات العضوي والكربامات لتثبيط مركب كيميائي (إنزيم) هو كولين استيريز بالجهاز العصبي للإنسان. ويؤدي التعرض لجرعة كبيرة وحيدة إلى مرض حاد مفاجئ. ومن ناحية أخرى يؤدي الرش المتكرر إلى تكرار التعرض مما قد ينتج عنه نقص كمية كولين استيريز بالجسم رغم عدم ظهور الأعراض. هذه الحالة قابلة لمعالجتها بواسطة الجسم الذي يستطيع تعويض ما يفقده عند توقف التعرض للمبيد. ولكن إذا وصل الإنزيم إلى مستوى منخفض جدا في الجسم فإن أي تعرض إضافي ولو لكمية ضئيلة من المبيد يؤدي إلى مرض شديد مفاجئ.

    الأعراض العامة للتسمم الحاد بالمبيدات

يحدث التسمم بالمبيدات عندما يدخل مبيد ما جسم الإنسان ويسبب ضررا لأجهزته وعملياته الحيوية. ويتشابه الكثير من أعراض التسمم الحاد بالمبيدات مع أعراض أمراض أخرى مثل الأنفلونزا. وينبغي على كل من يتداول أو يستخدم المبيدات وتظهر عليه أعراض مشكوك بها أن يراجع الطبيب – مصطحبا معه بطاقة المبيد أو عبوته.

يعتمد ظهور الأعراض على نوع المبيد ودرجة (زمن) التعرض له. وقد تظهر أعراض مفردة في أوقات مختلفة بعد التعرض. ومن الممكن أن يبدأ ظهور الأعراض ما بين نصف ساعة إلى 24 ساعة من التعرض. وفيما يلي بيان بالأعراض النمطية للتسمم بالمبيدات:

    في البـداية:

دوار، قيئ           صداع، دوخة           شعور بالضعف والتعب العام         ضيق التنفس

    في مرحلة لاحقة:

عرق زائد وزيادة في كمية اللعاب               قيئ وإسهال                تقلصات بالمعدة

شد عضلي مصحوب بشعور بالألم              اضطراب الرؤية          تشويش (دوار ودوخة)

نوبات أو غياب عن الوعي

    الإسعافات الأولية

هي المعالجة الأولية لشخص يعاني من التعرض للمبيد قبل السعي إلى العناية الطبية الواجبة.

وأول هذه المعالجات هي إبعاد الشخص عن مصدر التعرض بإزالة المبيد عن الجلد وخلع الملابس الملوثة بالمبيد أو نقل الشخص إلى الهواء. وأثناء القيام بذلك يجب على المسعف أن يتحاشى إصابته بالتلوث.

    في حالة وجود المبيد على الجلد:

اغمر الجلد والملابس بكمية كبيرة من المياه

اخلع الملابس الملوثة

اغسل الشعر والجلد بالماء والصابون. وإذا توفر حمام قريب فإن أفضل طريقة هي غسل الجسم كله بالماء.

جفف جسم الشخص ولفه بملاءة أو بطانية أو قطعة كبيرة من قماش نظيف. ولا تسمح بتعرض الشخص للبرودة أو الحرارة الشديدة.

إذا تعرض الجلد للاحتراق بفعل المبيد يجب تغطية الأجزاء المصابة برباط ناعم نظيف غير ضام أو ضاغط.

لا تضع على الأجزاء المصابة من الجلد أية مراهم أو مساحيق.

    في حالة وجود المبيد في العينين:

اغسل العينين بسرعة ورفق

افتح الجفن واغسل بقطرات خفيفة من المياه بحيث يتدفق الماء عبر العين بدلا من أن يكون ساقطا مباشرة عليها. وإذا لم يكن هناك صنبور يمكن استخدام إبريق أو أي وعاء شبيه به.

اغسل العين لمدة عشر دقائق أو أكثر.

لا تستخدم أية كيماويات في مياه غسل العينين.

في حالة استنشاق المبيد:

انقل الشخص إلى الهواء فورا.

حذر الآخرين بالمنطقة من الخطر.

فك الملابس الضيقة التي قد تعيق التنفس.

    في حالة ابتلاع المبيد:

اغسل الفم بشكل متكرر بكمية كبيرة من المياه.

لا تعمل على إحداث قيئ إذا كان المصاب غائبا عن الوعي أو يعاني من تقلصات.

لا تعمل على إحداث قيئ إذا كان المصاب قد ابتلع مبيد لأن خروجه من الحلق والفم سيكون مؤلما كدخوله منهما. ولربما يدخل الرئتين فيسبب ألما. ولا تعمل أيضا على إحداث قيئ لأن المبيدات القابلة للتحويل إلى مستحلب قد تؤدي للوفاة إذا تم استنشاقها أثناء القيئ. إذا توقف التنفس أو أصبح لون الجلد أزرقا فاستخدم التنفس الاصطناعي مع المصاب. إذا وجد المبيد على فم أو وجه المصاب فتحاشى التلامس المباشر أثناء التنفس الاصطناعي.

    الملابس الواقية:

تتكون الملابس الواقية من ملابس وأجهزة يتم ارتداؤها للحد من التعرض للمبيد وإبعاد المبيدات عن الجسم. ويظهر على البطاقة الاستدلالية لكل مبيد الحد الأدنى من الملابس الواقية التي يجب ارتداؤها سواء في النص أو في الصور الإيضاحية.

تؤدي الملابس الواقية وظيفتها إذا ظل المبيد خارجها ولا يلامس الجسم. أما إذا وصل المبيد إلى داخل الملابس الواقية فإنها تجعل المبيد أقرب ما يكون إلى الجسم ولهذا يجب خلع الملابس الملوثة بالمبيد. ويجب تنظيف الملابس الواقية في نهاية كل استعمال.

    وقاية الجسم:

يعتبر ارتداء ملابس العمل (الأوفرولات) هو الحد الأدنى عند تداول المبيدات في أي وقت. ويجب ربط الياقة لحماية الجزء السفلي من الرقبة.

البديل لملابس العمل قميص طويل الأكمام وبنطلون طويل الأرجل ويجب ربط الياقة لحماية الجزء السفلي من الرقبة.

أثناء الرش يجب ارتداء قبعة من القطن أو القش لحماية الرأس.

يجب غسل كل ملابس العمل بما في ذلك غطاء الرأس بعد نهاية كل يوم عمل.

    وقاية اليدين والقدمين:

يجب ارتداء قفازات مطاطية وأحذية مطاطية طويلة عند التعامل مع مركزات المبيدات. ولا يجب أن تكون مبطنة لأن مادة التبطين قد تحتجز المبيد الذي يكون التخلص منه صعبا.

يجب ارتداء البنطلون خارج الحذاء الطويل وعدم وضعه داخله.

يجب غسل القفازات بالصابون والماء قبل خلعها وقلبها للداخل وغسل الجزء الداخلي منها. ويجب غسل الأحذية الطويلة من الداخل والخارج بعد كل استخدام.

لا تستخدم قفازات مثقبة أو ممزقة لأن هذا يعني دخول المبيد وملامسته مباشرة للجلد.

البديل للقفازات المطاطية هو استخدام أكياس بلاستيكية.

أثناء عملية الرش يمكن استعمال حذاء خفيف (من القنب) عند عدم توفر حذاء طويل. ويجب غسلها بعناية بالماء والصابون بعد كل استخدام.

    وقاية العينين والوجه:

يجب ارتداء نظارات أمان للعينين حينما تكون هناك إمكانية لتطاير رذاذ أو غبار المبيد أثناء الرش أو التجهيز.

يجب ارتداء غطاء واقي للوجه حينما يكون هناك احتمال للتعرض للمبيد مثل تحضير المبيدات السائلة.

البديل لذلك هو استخدام النظارة العادية أو النظارة الشمسية ومع ذلك فإن هذه النظارات العادية لا توفر إلا حماية محدودة للعينين.

    الوقاية من الاستنشاق:

الأقنعة الواقية من رذاذ أو غبار المبيد من مرشحات تغطي الأنف والفم لفصل الرذاذ والغبار والجزيئات.

يجب تنظيف الأقنعة بعد كل استخدام.

أثناء الرش وفي حالة عدم توفر القناع يمكن ربط قطعة قماش حول الأنف والفم وهذه أيضا يجب أيضا تنظيفها بعد كل عملية رش.

أقنعة التنفس تزيل الملوثات من الهواء بترشيح / فصل رذاذ أو غبار المبيد أو الأبخرة والغازات.

تظهر الحاجة إلى أقنعة التنفس في العمليات المتخصصة أو عند خلط أو رش مبيد شديد السمية.

لأقنعة التنفس جزء وجهي وبها وحدة واحدة أو أكثر يحتوي إما على مادة مرشحة للرذاذ / الغبار أو للأبخرة والغازات. ويجب تركيب الوحدة الملائمة لكل موقف من عمليات الرش.

يجب تركيب مرشح للرذاذ Filter أو الغبار مع وحدات التخلص من الأبخرة. وهذا المرشح يجب تغييره باستمرار اكثر من تغيير الوحدة ذاتها.

يجب تغيير الوحدات حينما يصبح التنفس من خلالها متعذرا. وأقصى فترة زمنية لاستخدام وحدة التنفس هي ثمانية ساعات. وأثناء الاستخدام المستمر قد يتطلب الأمر تغيير الأقنعة ووحدات التنفس مرتين يوميا إذا كثر الرذاذ أو الغبار في الهواء.

يلزم تزويد مراكز مكافحة التسمم والأطباء الممارسين بالمعلومات عن مخاطر المبيدات وعن طرق العلاج الملائم من التسمم بالمبيدات.

مكونات علبة الإسعافات الأولية لحالات التسمم بالمبيدات الزراعية:

إذا كانت المبيدات مخزنة أو مستعملة في المزرعة، على مستهلك المبيد أن يتأكد من أن علبة الإسعافات الأولية تحتوي على العناصر التالية (على أفراد العائلة والعمال في المزرعة أيضاً أن يكونوا على علم بمكان علبة الإسعافات الأولية):

الصابون أو منظف لغسيل المبيد عن البشرة الملوثة.

مياه نظيفة، للغسيل والشرب.

قفازات غير منفذة للماء لتجنب تلويث إضافي للمسعف أو للمصاب.

قناع لحماية الوجه (العينين والأنف) عند الحاجة.

كأس نظيف للشرب.

قنينة من البلاستيك لغسيل العينين في حالة الإصابة.

مناديل ورقية أو قماشية.

فرشاة تنظيف الأظافر.

أرقام هواتف الصليب/الهلال الأحمر – الدفاع المدني – المستوصف – مستشفى الطوارئ – طبيب البلدة – مركز مكافحة التسمم.

فحم نباتي يعطي حسب إرشادات الطبيب.

مواد مختلفة (كالرمل ونشارة الخشب) لامتصاص بقع المبيد في حال حدوث تلوث.

 

جمع واعداد

د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي

مدرس علم الحيوان الزراعي

قسم وقاية النبات

كلية الزراعة – جامعة سوهاج- مصر

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك