الجمعة - الموافق 18 أبريل 2025م

القوارض .. طبائع وسلوكيات

مقدمه: كلمة القوارض مشتقة من الكلمة اللاتينية Roder بمعني القرض أو النحر لأن ذلك ما تفعله القوارض تماما فهي دائمة القرض لأي شئ ,الحشائش أوراق الشجر وقلف وخشب الأشجار وأكياس القمح المخزون وهي لا تقرض لكي تتغذي فقط ولكن عليها أن تفعل ذلك لكي تحافظ علي تآكل قواطعها الأمامية.حيث تتميز أفراد هذه الرتبة بأن أسنانها تتكون من قاطعين علويين وآخرين سفليين وعدم وجود أنياب كما يوجد من 3- 6 أضراس cheek molars ويغلف الأسنان مينا قوية خاصة الحواف القاطعة ويستمر نمو الأسنان طوال حياة الحيوان بصفة خاصة القواطع إلا أن عادة أفراد الرتبة في القوارض تحفظ لهذه الأسنان طولها الطبيعى الذي يمكنها من التغذية ويحفظها من الهلاك بالجوع في حالة تركها تنمو بدرجة تعوق الحيوان من تناول الطعام وتضم هذه الرتبة ما يزيد علي ثلث الثدييات في العالم ومعظمها ثدييات صغيرة الحجم وهي واسعة الانتشار في البيئات المختلفة حيث تضم الجرذان Rats والفئران Mice والسنجاب Squirrels والأرانب Rabbits
معني كلمة فار
يقصد بالفار كائنات صغيرة قارضه تسرع الفرار عند الشعور بالخطر و يطلق علي الأنواع الصغيرة بالفئران و الأنواع الكبيرة منها الجرذان ذكر كان أو أنثي و قد شاع استعمال لفظ الفار لهذه الطائفة من الحيوانات. وطبقا للموسوعة الفقهية الجزء الثاني والثلاثون ، فكنية الفار أمّ خراب ، ويقال لها الفويسقة ، وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه : « قيل له : لم قيل للفأرة الفويسقة ؟ فقال : لأنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم استيقظ لها وقد أخذت الفتيلة لتحرق البيت »

طبائع وسلوكيات وغرائز الفئران

1- لماذا سميت الفئران بالقوارض
تتميز بزوج من القواطع لكل فك تنمو بصفة مستمرة قد تصل الي اكثر من 12 سم في العام والنمط العام لأسنانها (3001/3001 ) لكل فك أي لا توجد أنياب أو ضروس أمامية و يوجد بين القواطع والضروس الخلفية فراغ يسمى ” فراغ الديستيما ” وفي هذا الفراغ تنثني القوارض شفتيها فيه فتمنع دخول الشظايا الحادة إلي الفم عند التغذية علي أخشاب أو مواد تحتوي علي شظايا حاده ولذلك تلجا الي قرض الأخشاب و الأسلاك لتقليم أسنانها فتضطر إلي عملية قرض لقواطعها بحيث تقف نموها
2- اللون والحجم والوزن :
يختلف اللون باختلاف انواع الفئران وكذلك باختلاف البيئات التي تعيش فيها الفئران وتتراوح الوان الفئران ما بين البني الي الرمادي على الناحية الظهرية اما على الناحية البطنية فيتراوح اللون بين الابيض الي الرمادي الخفيف وعموما فانه لا يمكن الاعتماد على الالوان في تمييز الانواع حيث ان اللون كباقي الصفات المورفلوجية الخارجية التي تتغير بتغير المناطق الجغرافية ويتحكم في صفة اللون 6 ازواج من الجينات وعلي حسب عدد الجينات السائدة الموجودة في الفرد يظهر اللون اي انها وراثة كمية اما بالنسبة للوزن فيتراوح وزن الفأر ما بين 100 : 500 جرام وقد يصل الوزن 25 جم في فؤيدة المنازل .
3- الحواس :
أ‌. حاسة الابصار : هي أضعف الحواس في الفئران حيث تقوم الفئران فقط بتحديد الشكل الخارجي للاشياء ولا تستطيع الفئران ان تميز من الالوان المختلفة اي انها لديها عمي الوان colorblind ولذلك فان تغير الوان الطعم لا تؤثر على مدي اقبال الفئران عليها .
ب‌. حاسة اللمس : من أقوي الحواس لدي الفأر وذلك عن طريق الشوارب الطويلة الموجودة في الوجة قرب الانف وكذلك عن طريق هذه الاجزاء تستطيع الفئران ان تتحسس طريقها وتصل الي جحورها وكذلك ان تتعرف على الاشياء المحيطة بها .
ت‌. حاسة التذوق : تماثل حاسة التذوق في الانسان حيث انها تستطيع ان تميز الكيماويات ضعيفة التركيز وعن طريق هذه الحاسية تستطيع ان تتحري بدقة عن المواد الغير مألوفة في غذائها دون ان تتناولها وإذا ابتلعت شيء منها فانه لا يمكن اعادتها والتخلص منها من معدتها حيث لا تستطيع أن تتقيأ . أما إذا اكتشفت هذه المواد الغير مألوفة وما زال الطعام في الفم قبل دخولة المعدة فتستطيع ان تلفظة عن طريق الفجوة الموجودة بين القواطع والضروس .
ث‌. حاسة السمع : قوية جدا وتتفوق حاسة السمع في الفئران عنها في الإنسان وتستطيع الفئران ان تكشف اي ضوضاء عن طريق حاسة السمع القوية فتفر هاربة من اي خطر يقترب منها . وهناك العديد من الأجهزة التي تحدث أصوات ذات تذبذب عالي ( موجات فوق صوتية ) تستخدم في طرد الفئران نتيجة لفزعها ولقد أجريت العديد من الدراسات لدراسة مدي تأثير الفئران بالصوات الناتجة من هذه الأجهزة و أثبتت هذه الدراسات عدم جدوي مقاومة الفئران بهذه الوسيلة حيث قد اعتادت الفئران على هذه الأصوات بعد مدة وأقبلت على المواد الغذائية القريبة من هذه الأجهزة دون ان تؤثر عليها بشيء .
ج‌. حاسة الشم : قوية جدا وتلعب دورا هاما في حياة هذه الحيوانات وهناك بعض الشواهد التي تدل على أن تستطيع أن تميز وتتجنب رائحة الإنسان ولكن استجابتها لرائحة الإنسان لا تستمر طويلا حيث إنها لا تستطيع ان تميز رائحة الإنسان عن طريق اليد في الطعوم والمصايد بعد مدة ولذلك لا يجب الاهتمام بعمليات غسيل المصايد للتخلص من رائحة الإنسان بها ولقد أثبتت المشاهدات الحقلية إثناء استخدام المصايد في عمليات المقاومة والتجارب العملية ان الفئران تقبل على المصايد المغسولة والغير مغسولة بدرجة واحدة .
4- القدرة على التسلق :
جميع أنواع الفئران والفؤيرات لها القدرة على تسلق الحوائط رأسيا اذا كان سطحها خشنا ويعتبر الفار المتسلق Rattus rattus من أقدر الأنواع على التسلق فهو نشط الحركة ولا يجد صعوبة في التنقل عن طريق المواسير حيث يتسلق الأسلاك والمواسير سواء من داخلها او خارجها .
5- القدرة على القفز :
يعتبر الفار المتسلق Rattus rattus من أقدر الأنواع على القفز حيث يمكنه القفز لمسافة 1 متر رأسيا ويقفز أفقيا لمسافة 1.2 متر على السطوح المستوية أمام الفار النرويجي فيستطيع ان يقفز رأسيا لمسافة 60 سم وتقفز الفؤيدات رأسيا لمسافة 30 سم .
6- عادات التغذية :
اغلب أنواع الفئران تعتبر كانسان omniuo حيث تأكل اي نوع من أنواع الغذاء الذي يصادفها ولو ان كل نوع من الفئران له ما يفضله من بعض أنواع الأغذية فمثلا :
اكثر ما يميز الفئران ان لها قدرة فائقه عي توطيد نفسها علي كل بيئة و نسلها الفائق العدد و طباعها التي تمتاز بالدهاء والخبث تجعلها اكثر الحيوانات نجاحا في حياتها

6- النشاط العدواني للفئران :
تتصف الفئران بنها عدوانية وشرسة حتي مع الأفراد من نفس نوعها وخاصة عندما يتزايد أعدادها وتصبح في حالة تنافس على الغذاء والمأوي فقد تقتل بعضها البعض وتصبح عصبية ويقوم الذكور المتسلطة بطرد الذكور الاخري المفضلة لهم وقت ما يشأون بينما يتناول الفئران الأقل قوة طعامهم في غيبة الفئران الأكثر قوة .
-7 التكاثر:
هل تعرف ان الزوج الواحد من الفئران له القدره علي التكاثر بمعدل 2000 فار وهذا العدد الذي يكون خياليا ينتج عن الحقائق التاليه :
يعمر الفار حوالي سنه و نصف
يتكاثر الزوج الواحد من الفئران حوالي 5- 8 مرات في السنه
بعد ثلاثة اسابيع ينتج عن هذا التكاثر عشرة فئران صغيرة و تشكل الاناث عادة نصف هذا العدد
بعد سعة سبعة اسابيع من ولادة الفار تصبح له القدرة علي التكاثر
وعلي هذا النحو من التصاعد الهندسي يمكن للزوج الواحد من الفئران ان ينتج اكثر من الفين فرد خلال عام واحد و تعتبر الفئران من الد اعداء الانسان و التي يمكن ان تقضي عليه لولا وجود اعدائها في الطبيعية كالققط و الكلاب و العصافير و الافاعي و كذلك ارتفع نسبة الوفيات الناتجة من الانقراد و الامراض
يقدر تعداد الفئران بالدول المتقدمه بفار لكل شخص وقد يصل هذا التعداد الي الضعف او اكثر في بعض الدول الاخري اذ يصل في الهند الي اكثر من 5 فئران لكل شخص هذا في نهاية القرن الماضي و في القرن الحالي تقدر أعداد القوارض بأنها أكثر من عدد نفوس البشر اذ يعتقد انه في الهند يوجد أكثر من 5 مليار قارض وفي البرازيل أكثر من 3مليار قارض ويوجد في شبكات الأنفاق تحت الأرض في المدن الألمانية 120مليون قارض وفي مدينة نيويورك لوحدها 8 مليون قارض كما يقدر عدد الجرذان والفئران ب 17 مليار قارض أي بمعل 4 قوارض لكل إنسان
-8 ظاهرة التجنب:
شديدة الحذر حي لا تقبل علي الاكل الجديد في جماعة و لكن يقبل اكبرها في الغالب ( لانه اكثر جوعا بسبب كبر حجمه) او اشدها جوعا و ذلك بعد مناورات كثيرة ، وينتظر الباقون قليلا حتي تتاكد من الامان اما اذا مات الفار المقدام فانها تقرر عدم الاقتراب من هذا الطعم و تبقي رائحته في ذاكرة الفار لمدة 6 اشهر (قوة ذاكرة الفار 6 اشهر) لذلك نضع الطعم اولا بدون مبيد ثم نضع نفس الطعم بالمبيد في الليله التاليه ولذلك لا يفضل استخدام المبيدات سريعة المفعول الا في حالة الكثافة العاليه.

دكتور عبد العليم سعد

د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي
كلية الزراعة – جامعة سوهاج- مصر
abdelalem2011@yahoo.com

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك