الخميس - الموافق 06 فبراير 2025م

اللامركزية السبيل للنجاة بقلم :- محمد زكي

 

من ارشيف الكاتب الصحفي محمد زكي

يبلغ تعداد سكان مصر الآن حوالي 90 مليون نسمه وتبلغ نسبة سكان الريف في مصر 55% تقريبا اي حوالي 50 مليون مواطن مصري يقطنون القرى وتوابعها. وإذا كنا نقرأ ونعيش ونتابع كل لحظة المشاكل التي يعاني منها سكان الحضر، فما بالنا بما يعانيه سكان الريف. هؤلاء البشر يعيشون حياة اعتبرها غير إنسانية من عدم

اهتمام ولا مبالاة غريبة من كل قطاعات الدولة حيث الكثير من الخدمات غير متوفر وان توفرت نجد القائمين عليها يتعاملون باستهتار ويهملون في أداء عملهم. ظل الفلاح المصري يعاني ويعاني في سبيل أن تكون لديه وسيلة للصرف الصحي وعندما أنعمت عليه الحكومات المتعاقبة بمشاريع للصرف الصحي طلبت منه حينها المحليات أن يعملها بالمجهود الذاتي أي يدفع مقابل إنشائها له  وتم تحصيل مبالغ طائلة لقاء ذلك . كذلك الكهرباء – وما أدراكم ما الكهرباء في مجتمع يدار كهربائيا – دائما ضعيفة مما جعل البعض يقوم بتركيب رافع للتيار في منازلهم. فلو قمت بزيارة يوما ما لإحدى القرى في المساء تجد لمبات كهرباء حمراء جدا والاضائه ضعيفة ومع ذلك الفاتورة لا تكون ضعيفة بل الشركة فواتيرها أقوى بكثير من تيارهم الكهربي. عندما تهب الرياح يتم فصل التيار عن القرى، عندما تمطر يتم فصل التيار، عندما تشتد حرارة الصيف يتم فصل التيار. كذلك الطرق الدولة تترك الريف بلا ادني مسئولية. السائقون يتحكمون في كل شيء. يرفعون الأجرة ويمتنعون عن العمل في المساء ويتصرفون دون رادع. لذلك فمن يسكن بالريف لا يستطيع أن يذهب أو يجد وسيلة مواصلات لقريته إن تأخر بعض الوقت خارج القرية. حتى شبكات المحمول ما إن تبتعد عن المدينة وتدخل في نطاق الريف إلا وتجد الشبكة قد اختفت وإجراء مكالمة هاتفية يصبح أمرا متروكا للحظ والصدفة والبعض عندما يجري مكالمة إما أن يذهب إلى الشارع أو يصعد الأسطح رغم أن شركات المحمول تدار بفكر متقدم وبأسلوب اقتصادي في عصر المنافسة. كذلك نظرة المجتمع لأبناء الريف كأنهم طبقة أدنى. المشاكل لا تحصى ولكن ما الحل؟ سنظل ننادي وننادي بان ينتبه المسئولون إلي أن هناك بشرا يعيشون في قرى تحتاج خدمات حقيقية ولكن المسئول أيضا بشر والأمر لا يعنيه ويمكن أن يقول في قراره نفسه هل أنا من سيصلح الكون. عندما يمرض إنسان في وقت متأخر من الليل ويتحمل المعاناة بل قد يلقى حتفه لأنه لا يجد مستشفى حقيقي تنقذه لان مستشفيات الأرياف إن وجدت لا تعمل في الليل وان عملت تجد العبارة المسجلة “اذهب بسرعة الآن إلى مستشفى المدينة”. ولن تجد وسيلة مواصلات أو أي طريقة للوصول إلى اقرب طبيب. لو عاش المسئول مأساة من هذا النوع أو أن أبنائه لديهم امتحانات ولا تتوفر الكهرباء ليلة الامتحان لمراجعة الدروس أو..أو.. بالطبع كنا سنجد الحل الأكيد لمشاكل الريف. لقد نظمت الدول الكبرى المتقدمة أسلوب الحكم لديها وقوانينها لإتاحة الفرصة لحياة كريمة لمواطنيها. فأوروبا بلد الجليد لا يمكن أن تنقطع لديهم الكهرباء ودرجة البرودة تحت الصفر. وأميركا على سبيل المثال وضعت نظامها الإداري على أن تعتبر الولاية هي الوحدة الأساسية للحكم أو الإدارة المحلية. فلكل ولاية استقلالها التام والمنظومة كلها تحت إدارة حكم فيدرالي. إن مشاكلنا كثيرة وتعداد السكان في تصاعد مستمر ومن الغريب أن نجد أن كل الأمور في يد سلطة مركزية قابعة هناك بعيدا عن الأماكن التي تحتاج اهتمام فعلي كالصعيد والدلتا. كيف يستطيع مسئول أن يدير مكانا لم يره ولم يعش فيه؟

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك