الوصايا التسع بقلم :- سميرة عبد المنعم

يرشدنا ربنا سبحانه و تعالى الى كيفيه التعامل مع الناس ليدوم السلام و المحبه و ذلك فى تسع وصايا فى سوره الحجرات.
يقول تعالى(إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهاله)يأمرنا سبحانه و تعالى بالتثبت فى الخبر ليحتاط له لئلا يحكم بقوله فيكون قد اقتفى ورائه لعله يكون كاذبا او مخطئا.
ثم يقول تعالى فى الوصيه الثانيه(و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما)يأمرنا تعالى بالإصلاح بين الفئتين الباغين بعضهم على بعض،و سماهم بالمؤمنين رغم اقتتالهم،و بهذا يستدل على عدم الخروج من الإيمان بالمعصيه.
ثم يوصينا تعالى(و أقسطوا إن الله يحب المقسطين)عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال(إن المقسطين فى الدنيا على منابر من لؤلؤ بين أيدى الرحمن عز و جل بما أقسطوا فى الدنيا).
و يعلمنا تعالى فى الوصيه الرابعه(لا يسخر قوم من قوم )ينهانا تعالى عن إحتقار الناس و الإستهزاء بهم و إستصغارهم، و هذا حرام فقد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله و أحب إليه من الساخر.
ثم يؤدبنا تعالى فى قوله(و لا تلمزوا أنفسكم) أى لا يطعن بعضكم على بعض و نجد الدقه فى التعبير القرآنى فالهمز يكون بالفعل و اللمز يكون بالقول، و الهماز اللماز مذموم ملعون كما قال تعالى(ويل لكل همزه لمزه)أى يحتقر الناس طاغيا عليهم و يمشى بالنميمه.
و أما الوصيه السادسه ففى قوله تعالى(و لا تنابزوا بالألقاب) أى لا تدعوا بالألقاب التى يسوء الشخص سماعها،بئس هذه الصفه كما كان يفعل أهل الجاهليه فكانوا يتناعتون.
ثم يقول تعالى فى الوصيه التاليه(اجتنبوا كثيرا من الظن )و هو التهمه و التخون للناس فى غير محله لان بعضه يكون إثما فليتجنب كثير منه احتياطا،فعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال(و لا تظنن بكلمه خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرا).
و الوصيه الثامنه هى قوله تعالى(و لا تجسسوا) أى على بعضكم و هنا نجد أنفسنا أمام دقه اللفظ القرآنى مره أخرى فالتجسس غالبا يطلق فى الشر و منه الجاسوس،أما التحسس فيكون غالبا فى الخير كما أخبرنا تعالى عن سيدنا يعقوب(يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف و أخيه).
و أختتم تعالى تلك الوصايا فى قوله(لا يغتب بعضكم بعضا)و هى كما جاء فى الحديث (ذكرك أخاك بما يكره)و يقول صلى الله عليه و سلم فى هذا الحديث موضحا(إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته و إن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته).