من ارشيف الكاتب الصحفي محمد زكي
عم الحداد أرجاء المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية وانتابت الشارع حالة من الغضب بعد أن استيقظ الأهالي
في الثانية من صباح الثلاثاء الرابع والعشرين من ديسمبر علي دوي انفجار هائل نتج عن قيام انتحاري باقتحام مبني مديرية امن الدقهلية بسيارته المفخخة مما أدي إلي خسائر ماديه وبشريه ونفسيه فقد كان الانفجار أمام مقر شرطة النجدة بشارع العباسي حيث تتواجد أعداد كبيرة من السيارات مما أدي إلي شدة الانفجار الذي هز مدينة المنصورة بأكملها حيث تحطم جانب من مبني مديرية الأمن وكذلك المباني المجاورة و انهار مبني تجاري خلف المديرية وسقطت أبواب وتهشم زجاج محلات تجارية وكانت رحمة الله كبيرة حيث توجد محطة بنزين خلف مبني المديرية كان يمكن أن تمثل كارثة لو طالها الانفجار أما عن المباني المواجهة للمديرية فقد تضرر المصرف المصري المتحد علي ناصية الشارع ومن بعده المسرح القومي بالمنصورة الذي لم يتبقي منه سوي الحوائط وتهشم الزجاج الخارجي لواجهات المحلات حتى تأثرت به المحال التجارية الملاصقة لشركة بيع المصنوعات المصرية وتناثر الزجاج في كل أرجاء المديرية ووصل إلي البنك الأهلي المصري كما دمرت العديد من سيارات الأمن ومصفحات الأمن المركزي وبعض السيارات الخاصة في محيط المديرية وقد استشهد 14 شخصا منهم 9 من رجال الشرطة وأصيب 134 آخرون والمصابون يتلقون العلاج في مستشفيات المنصورة الدولي وطلخا والمنصورة العام وطوارئ الجامعة ومن بين المصابين اللواء سامي الميهي مدير الأمن حيث أصيب إصابة بالغه في العين وقد شارك الأهالي قوات الحماية المدنية في قطع الأعمدة والكتل الخرسانية لانتشال الضحايا من تحت الحطام
جريدة الفراعنة أمام مديرية امن الدقهلية
لم يأبه أهالي المنصورة بالتهديدات الارهابيه بل خرجوا بالمئات في مسيرات وصلت جميعها إلي مديرية امن الدقهلية التي تقع أمام نهر النيل يواجهها علي الجانب الأيمن كوبري طلخا همزة الوصل بين مركز طلخا ومدينة المنصورة ربما ساعد الموقع علي سهولة الاقتحام لان المبني أمامه أهم شوارع الدقهلية شارع علوي وآخر سفلي وهو عصب المنصورة والطريق الوحيد المؤدي إلي الجامعة من ناحية المحافظة وأمامه دائما كثافة مرورية عاليه والتامين الوحيد هو وضع حواجز حديديه من الأمام لكنه يطل علي شارعين جانبيين لايمكن تأمينهما خصوصا وهما ممر الوصول إلي منطقة العباسي التجارية الشهيرة ببضائع الجملة ومحلات بيع الأجهزة الكهربائية وموازي للمديرية علي الناصية البنك المصري المتحد ويلاصقه المسرح القومي وخلف المديرية قسم شرطه أول المنصورة ومبني به مكتبه للتصوير ومحلات إصلاح موبايلات فالموقع لايمكن تأمينه جيدا وفي متناول الإرهابيين ولابد من نقله إلي احد أحياء المنصورة بعيدا عن المارة بحيث يمكن إغلاق الطريق المؤدي إليه وعمل كردون وتأمينه تأمينا جيدا ..أمام المبني تجمع الأهالي يهتفون ” الشعب يريد إعدام الإخوان ” والغيظ يملأ الجميع والكثير منهم يبحث عن الثأر لذا توجه بعض الصبية إلي مسجد حبيب القريب من المديرية الذي يطل علي النيل وحاولوا إشعال النار في المئذنة لكن الأهالي منعوهم وكانت بين المتظاهرين احدي المنتقيات تصور مبني المديرية وعندما دعا المتواجدين علي الإخوان حاولت أن تمنع من بجوارها من الدعاء فامسكوا بها وكادوا أن يفتكوا بها لولا تدخل العقلاء وطردها فيما يرفع المتواجدين أعلام مصر وبعضهم يرفع صور الفريق أول عبد الفتاح السيسي وتواجد تريسيكل يشغل القران الكريم ترحما علي شهداء الحادث الأليم ..
المقدم محمد زين يروي لـ ” جريدة الفراعنة ” اللحظات الصعبة في حياته عند الانفجار
زارت ” الفراعنة ” المقدم محمد زين رئيس قسم التحريات بمديرية امن الدقهلية احد مصابي الحادث الإجرامي وبادرنا بقوله الحمد لله رب العالمين فقد كتب لي عمر جديد وحزنت كثيرا علي زملائي شهداء العمل الإرهابي ودعواتي للمصابين أن يشفيهم الله ويعودوا اسودا تدافع عن عزة مصر وعن كيفية إصابته قال المقدم محمد زين انه كان قد انهي عمله وأغلق التلفاز وجهاز الحاسب الآلي ووقف ليضع المفاتيح في جيبه وكانت الساعة حوالي الواحدة إلا الربع فإذا بما يشبه الاربي جي تنفجر في وجهه ولولا انه كان قد وقف لما كان يتحدث إلينا الآن فلو كان جالسا لكانت الاصابه – لاقدر الله – مميته ولكنه نظر إلي قدميه فوجدهما سليمتان والدم يسقط بغزاره منه وإذا بالدمار في كل مكان وشعر كأن اذنه ثقبت فتحامل علي نفسه ونزل ليجد البوابة قد طارت فخرج من المديرية زاحفا وساعده اثنان من المواطنين واركباه دراجة بخاريه – موتوسيكل – إلي مستشفي الطوارئ بالمنصورة وواصل المقدم محمد زين وهو يشعر بالألم من الجراح التي إصابته والألم النفسي لما حدث وقال إن الله سبحانه وتعالي نهي عن قتل النفس البريئة ولكن هؤلاء الإرهابيين لادين لهم إنهم يريدون إرهاب الشعب وتخويفه قبل الاستفتاء لإيقاف خارطة الطريق لكنهم لن ينجحوا ولن يزيدنا ذلك إلا إصرارا علي توفير الأمن للمواطن الذي هاله ما حدث وخرج منددا بإرهاب أعداء الدين والوطن ولن تهتز عزيمتنا وان شاء الله سننتصر علي الإرهاب ونعيد الأمن والأمان للمواطن الدقهلاوي
وكان المقدم محمد زين قد كتب علي صفحته علي الفيس بوك فور نجاته العبارات التالية:-
حبيبتى الغاليه امى
فى اللحظه التى شاهدت الموت وقد اقترب منى
شاهدتك امامى انت واولادى
وفرحت عقب نجاتى برؤيه وجهك الجميل
لو انها كانت فرصه عظيمه والله يا امى
للقائك وكنت من الممكن ان يحتسبنى الله من الشهداء
وفى هذه الحاله كنت بالتأكيد سألقاكى
لأنى اعرف مكانك
كن هى دعواتك يا امى
هى من كتبت لى النجاه
وحشتينى يا امى
اسكنك الله فسيح جناته
ابنك المقصر محمد
أنصار بيت المقدس تتبني العملية
تبنى جماعة “أنصار بيت المقدس” عملية التفجير ولفت أفراد الجيش والشرطة من استهدافهم حيث أعلنوا أنهم استهدفوا مديرية امن الدقهلية بسيارة مفخخة يستقلها احد عناصرهم وأنهم اختاروا الساعة الثانية بعد منتصف الليل حرصا علي دماء المسلمين ومراعاة لعدم وجود أي أشخاص غير ما أسموه بزبانية الشرطة واعدين بإصدار بيان صوت وصورة للعملية لاحقا
ثورة أهالي المنصورة
كان رد فعل الدكتور الببلاوي رئيس وزراء مصر باهتا وغير مرضيا لأهالي الضحايا الذين انتظروا ردا قاسيا وحاسما لكنه تردد حتى في اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعه إرهابيه مما جعل الإخوان من الجرأة أن يلوح احد عمال شركة اسلامكو المصرفية التابعة للاخواني عبد الرحمن البر من شرفته لجنازة الشهداء بعلامة رابعة غير مهتم بآلام وجراح المشيعين فصعدوا إلي شقته وحطموها وأشعلوا النيران في سيارته ومنعوا سيارات المطافئ من الوصول إليها ..فيما استهدف المئات أسواق أولاد رجب الكائنة أمام إستاد المنصورة وبعثروا المحتويات في الشارع وهناك فروع أخري بمدينة المنصورة بشارعي قناة السويس والترعة تتجه النية لاقتحامها لوجود معلومات أن مالكها ينتمي لجماعة الإخوان .. اقتحم مجموعة من المواطنين إحدى العمارات السكنية التي يمتلكها الدكتور عبد الرحمن البر عميد كلية أصول الدين فرع جامعة الأزهر بالمنصورة مفتي جماعة الإخوان المسلمين و عضو مكتب الإرشاد
وألقى المواطنون محتويات العقار بالشارع
..كما خرج ألآلاف من مدينة أجا في مسيرة حاشدة وقاموا بإشعال النيران في 20 محلا ومنزلا تابعين للإخوان منهم منزل القيادي الإخواني الهارب إبراهيم رسلان حيث أن المنزل خال من السكان وأغلق الأهالي مداخل ومخارج المدينة ليمنعوا رجال الإطفاء من الوصول الي المحلات والمنازل المحروقة
وقد طالب بعض الاهالي إعطاء مهلة للاخوان لمغادرة محافظة الدقهلية
وقام البعض بحرق سيارة تابعه للقيادي الاخواني طبيب أمراض الكبد ياسر شاهين بشارع البحر بالمنصورة غضبا منه حيث انه متهم في حادث ذبح متظاهري الإخوان لسائق سندوب الذي أراد المرور وكان يعلق صور الفريق السيسي بالسيارة فذبحوه واحرقوا سيارته وكان الدكتور ياسر المنظم والداعم دائما لمظاهرات الاخوان
فيما شيع الآلاف من أبناء الدقهلية شهداء الحادث من مسجد النصر القريب من ديوان عام المحافظة في وجود اللواء عمر الشوادفي محافظ الدقهلية والمهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان وعادل لبيب وزير التنمية المحلية في جنازة عسكريه مهيبة و قامت سيارات الإسعاف بنقل جثامين الشهداء إلي مسقط رأسهم لإتمام مراسم الدفن
وقد قرر محافظ الدقهلية صرف إعانة لمصابي وشهداء الحادث بواقع مبلغ 10 آلاف جنيه لأسرة كل شهيد و4 آلاف جنيه للمصاب.
آخر التطورات
نفي مصدر بالنيابة العامة ما تداولته المواقع عن تورط بعض قيادات مديرية امن الدقهلية في الانفجار بينما انتقلت مباحث الدقهلية الي بلقاس حيث تم العثور على كميات كبيرة من القنابل والمواد المعدة للتفجير أعلى سطح منزل احد المتهمين في التفجير والذي تم القاء القبض علية الخميس الماضي ضمن المتورطين وكان معهم 8 أسلحة نارية و9 طبنجات وعدة أجهزة للمحمول معدة للتفجير ودوائر تفجيرية وفلاشات عليها المستهدفين ورسم كروكي لمناطق حيوية و المتهم يعمل طبيبا ويدعى حسن رضا بقسم التشريح بكلية الطب جامعة المنصورة واعترف الطبيب بوجود مكان يتم تصنيع فيه بعض المواد المتفجرة بمدينة بلقاس بمنطقة الشونة خلف السينما والمتهم منتمى إلى إحدى الجماعات الإسلامية المعروفة و اشترك مع ثلاثة عناصر أجنبية فى تنفيذ الحادث وقامت أجهزة الأمن بالدقهلية بنقله واخرين بينهم عضو من حركة حماس الي الإدارة العامة لقطاع الأمن الوطني بالقاهرة لبدء التحقيق المكثف معه لكن في تطور لافت رصدت ” جريدة الفراعنة ” نفي الدكتور حسن رضا علي صفحتة علي شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك ضلوعه في العملية وكتب علي صفحته انه قد اخلي سبيله نظرا لأنه تم القبض عليه علي سبيل الخطأ لكن صفحته لاجديد بها ولم تعلق الجهات المسئولة علي هذا الامر
اعلن اللواء عمر الشوادفي محافظ الدقهلية انه يتم تجهيز عقارين بمنطقة قولنجيل لنقل الضباط والأفراد والعاملين بمديرية أمن الدقهلية والتى تم تدمير العديد من المكاتب فيها حيث أن مبنى المديرية المنهار سيستغرق عدة شهور لحين انتهاء شركة المقاولين العرب من كل التجهيزات لترميمه وإعادة هيكلته من جديد لكن ” الفراعنة “عبر مصادرها الخاصه علمت ان عملية النقل ستتم الي مصنع سماد طلخا وقد صرح مصدر بمديرية امن الدقهلية لمراسل جريدة الفراعنة انه سيتم بناء جدار امام مديرية الأمن ليكون حائط صد أمام أي هجمات إرهابية تستهدف المديرية
وقال عقيد دكتور عبد الوهاب الراعي لـ ” جريدة الفراعنة “
العمل الفائق الدناءة ما هو إلا استمرار للأداء الارهابى المسرطن عقلا وقلبا والذي يعطى جهاز الشرطة مزيدا من الإصرار والتحدي للحفاظ على الوطن وسبق أن واجهت الدولة مخاطر مماثلة بالتسعينات وبإرادة ووطنية المصريين تجاوزنا التحديات
أدانت الحملة الشعبية لمكافحة الفساد بالدقهلية ما وصفته بالعمل الإرهابي الخسيس والذي أراد من فعله النيل من وحدة و استقرار الوطن وطالبت بالتحقيق العاجل لتحديد المسئول ومحاسبته
أكد احمد خربوش أمين حزب الكرامة بالسنبلاوين أن ما حدث من هجوم علي مديرية امن الدقهلية هو اعتداء إرهابي وحشي يقف ورائه المجرمون خونة الأوطان الذين يريدون ضرب امن واستقرار البلاد من اجل مصالحهم الشخصية و دعا جموع الشعب المصري للوقوف صفا واحد للتصدي للإرهاب والإجرام الذي تمارسه جماعات التيار الظلامي داعيا الله أن ينجي وطننا الغالي مصر من هذه المحنه وأهاب من يمتلك معلومات عن هذا الحادث الإرهابي أن يتوجه للأجهزة المعنية والإدلاء بما يملك من معلومات
تعليق محامي إخواني علي الحادث الإرهابي
يقول مصطفي الحده المحامي والناشط السياسي ان تفجير مديرية امن المنصورة عمل اجرامي خسيس الغرض منه عودة الطوارئ مرة اخرى. ولكن هناك عدة تساؤلات حول هذا الحادث وهي : كيف علم اعلامنا المصري بهذه الحادثة قبل ان تحدث بأيام بل وساعات قليلة ؟ كيف حدث مثل هذا التفجير وسط الانتشار المكثف لرجال الشرطة والجيش امام جميع المؤسسات الحيوية للدولة ؟ كيف حدث مثل هذا التفجير بهذه الطريقة التي اعتدنا عليها بصورة واضحة تذكرنا بتفجيرات كنيسة القديسين وما قبل ثورة 25 يناير ؟ لماذا حدث هذا التفجير بعد قرارات تعسفية بمصادرة اموال عشرات الجمعيات الخيرية وكأنها محاولة للتغطية علي هذه القرارات التعسفية المأساوية مثلما حدث في موقعة ابو زعبل وغيرها ؟ لماذا حدث مثل هذا التفجير بعد ساعات قليلة من تصريحات ساويرس الارهابية المحرضة علي العنف والحرب الاهلية؟ المتوقع ان يتم التجهيز لعملية ابادة جماعية – لما اسماهم – بأنصار الشرعية مثلما حدث في رابعة والنهضة بزعم أنهم المتسببون في هذا التفجير , واحكام القبضة الامنية أكثر من ذلك وربما عودة الطوارئ من جديد . وأخيرا سيتم تبرأة الاخوان من هذه الجريمة قريبا ثم تلفيقها الي مجهول او الي جماعة انصار بيت المقدس كما تعودنا في مواطن عديدة منها محاولة اغتيال وزير الداخلية الانقلابي – علي حد وصفه – ومقتل ضابط الامن الوطني !!!!
بيان منظمه اخوانيه بالدقهلية عن الحادث
بينما اصدر مايسمي نفسه التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب بالدقهلية بيانا بشأن حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية رفض فيه بشدة ماوصفه بالحادث الاجرامى الذي استهدف الأبرياء من أبناء مصر ونال من أمنها واستهجن ما يصدر عن ما أسموه بإعلام الانقلاب من استباق التحقيقات وتحميل الحادث للإخوان المسلمين بالرغم من أن المعتقلين من الإخوان داخل مبني مديرية أمن الدقهلية يزيد عن 60 معتقل بالإضافة إلي الثلاث طالبات حرائر المنصورة – علي حد وصفهم – المعتقلات منذ أكثر من شهرين وتقدم التحالف بتعازيه الحارة لأهالي الشهداء ودعائه بالشفاء العاجل للمصابين
التعليقات