بمزيد من الفخر والإعتزاز يزف حزب «تيار الكرامة» إلي الأمة العربية ، قائدا من فرسانها الأوفياء ، الإبن البار للجمهورية العربية المتحدة ، المناضل الصلب اللواء «جاسم علوان» ، الذي ارتحل تاركا لنا أثراً ناصرياً عروبيا أصيلاً ، بعدما حمل علي مدي تاريخه الطموحات القومية الصادقة بالوحدة ، تلك الوحدة المصرية السورية التي انتمى إليها ، ودافع عنها ، ورفض الإعتراف بالإنفصال ، واعتبره جريمة ، وقرر البقاء في مصر التي احتضنته علي مدي تاريخه المقاوم ، واعتزت بمواقفه الصلبة ، واعتصرت ألما لفراقه ، بينما يبقي الدافع الحقيقي للتماسك أن العظماء خالدون لا يرحلون.
إننا في حزب «تيار الكرامة» إذ نتألم لفراق هذه القيمة والقامة الوطنية العربية ، فإننا نفخر ونعتز بتاريخ حافل سطره البطل «جاسم علوان» عندما ركب دبابته وتصدي بشهامة لمحاولة الإنفصال السورية عن الجمهورية العربية المتحدة ، وقيادته حراك 18 يوليو 1963 ، إضافة إلي دوره الرئيسي الرائد في معركة قلعة حلب 1962 ، والتي استطاعت السيطرة علي الإذاعة السورية ورفع علم الوحدة فوق القلعة ، قبل أن تتمكن عناصر الجيش السوري من التحكم بالأمور .
إن مصر التي اختارها «علوان» وطنا له ليعيش بداخلها علي مدي 41 عاما متصلة ، بعد أن تدخل الزعيم جمال عبد الناصر للإفراج عنه بعد صدور حكمين بالإعدام ضده ، علي إثر إتهامه بمحاولة السعي لإنقلاب عسكري ، سوف تظل شاهدة علي الدور الوطني الذي لعبه البطل الراحل تلبية لمساعي الشعبين السوري والمصري في إستكمال الوحدة ، والعمل علي علاج الأخطاء والمشكلات التي واجهتها .
رحل المناضل «جاسم علوان» الذي أجاب حينما سُأل بعد إقصائه عن بلاده في سوريا “إن حياتي في القاهرة لم تقل بشيء عن الحياة مع أهلي في سورية ، لأن الشعب المصري مضياف وكريم وطيب، ولم أشعر بالغربة طوال الوقت” ، وحينما سُمح له بالعودة عام 2005 رفض البقاء في سوريا ، واستمر في السفر بين القطرين مستشعرا أحلام الوحدة التي ظل يتألم لعدم الحفاظ عليها ، ومؤكدا ” سأظل بين البلدين .. ففي سوريا أهلي ، وفي مصر أهلي ” .

التعليقات