كتب :- محمد زكي
تعـد القلاع والحصون في سلطنة عُمان امتدادا لتاريخها الحضاري والثقافي والعسكري والذي يعود إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، وقد أتاح الموقع الجغرافي للسلطنة ونشاط سكانها البحري والتجاري، الانفتاح على كثير من الحضارات في تلك الحقبة الزمنية، كما تعد تلك القلاع والحصون من أبرز المعالم التاريخية والحضارية التي تقف شاهدا على عظمة الإنسان العماني، والفن المعماري.
ويعتبر “حصن رأس الحد” من المعالم السياحية والتاريخية في ولاية صور بشكل خاص ومحافظة جنوب الشرقية بشكل عام، ويقع في نيابة رأس الحد التي تتميز بأنها اول منطقة تشرق عليها الشمس في شبه الجزيرة العربية وهي الفاصل بين بحر عُمان وبحر العرب حيث يقع الحصن على هضبة مرتفعة تشرف على الأماكن السكنية لهذه النيابة وكذلك المواقع البحرية والرئيسية للسفن ومدخل خور الحجر الذي يمتد من خليج عُمان.
وقد بني الحصن في الفترة ما بين 1560م إلى 1590م من قبل كافة قبائل النيابة واستغرق بناؤه حوالي 30 سنة.
ويتكون الحصن من قلعة وبرجين وقد بُني من الجص والحجر وعلى جانبيه مقاعد متسعة كانت تستخدم لضيافة القبائل من داخل النيابة وخارجها حيث يتم الحوار والنقاش بين هذه القبائل والمشايخ وأصحاب الرأي السديد في حل المشكلات التي كانت تحدث بينهم في ذلك الوقت.
وفي جهة الشرق من حصن رأس الحد توجد غرفة مفتوحة بها مقعد متسع، كانت تستخدم كصالة انتظار، إضافة إلى غرفة (السبلة) والتي كانت تستخدم للحكم بين المتخاصمين.
وقد أولت الحكومة العُمانية جل الاهتمام والرعاية لحصن رأس الحد باعتباره من المزارات السياحية المهمة، حيث يفتح أبوابه للسائح المحلي والعالمي على حد سواء بكل رحابة صدر وكرم، ليكون شاهدا حيا على تاريخ عمان المجيد وحاضرها المشرق.
التعليقات