الأحد - الموافق 12 يناير 2025م

رصيدك من عمل الخيرات سبب في تفريج الكربات – بقلم: هند درويش

 

استجاب الله لدعاء سيدنا أيوب بكشف الضر عنه ” وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ ” (الأنبياء: 83: 84).

واستجاب الله لدعاء سيدنا يونس في بطن الحوت ” فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ” (الأنبياء: 87)

واستجاب الله لدعاء سيدنا زكريا برغم كبر سنه وعقم زوجته بان رزقه والدا صالحا ” وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ” (الأنبياء:88-89).

وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ: جعلها تلد بعد أن كانت عقيم.

فبين لنا الله سبحانه وتعالى في نهاية الآيات في سورة الأنبياء سبب استجابته لدعاء انبيائه ” كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ”
فإن كل عمل طيب يقدمه المؤمن يأخذ أجره ويعود عليه نفعه في الدنيا والآخرة، على عكس الكافر يأخذ أجر عمله في الدنيا فقط ” إن الله لا يظلم مؤمناً حسنةً ، يُعطي بها في الدنيا ، ويُجزى بها في الآخرة ، وأما الكافر : فيُطعم بحسناته ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزي بها ” (رواه مسلم في صحيحه).

مصدقا لقوله تعالى: ” وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ” ( المزمل:20).

أي عمل خير بتقدمه و لو كلمة طيبة أو معلومة مفيدة ففي الحقيقة أنت تقدمها لنفسك قبل أن تقدمها لغيرك، لآن الدنيا جبلت على الابتلاءات (الاختبارات)، فعلى قدر رصيدنا من الحسنات يكون عون الله لنا في تفريج الكربات.

والمسارعة في الخيرات تنعكس أيضاً على الصحة النفسية والبدنية حيث أثبتت دراسة علمية اجراها باحثون في جامعة University of British Columbia و Harvard Business School أن إنفاق المال على الآخرين يحفز الشعور بالسعادة. واقترح مجموعة من الباحثين في دراسة منشورة على موقع علم النفس اليوم طريقة جديدة لتخفيف الإجهادات من خلال فرز هرمون الإجهاد cortisol وكسب صحة أفضل من خلال إنفاق القليل من المال على الآخرين. فهذا العمل يؤدي لتحسين نظام عمل الجسم ويكسب الإنسان ثقة وسعادة أكبر. فسبحان الذي جعل سعادتنا ومصلحتنا في نفعنا لبعضنا.

وهذا ما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم ” وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ” (رواه مسلم).

بقلم: هند درويش
ماجستير في التفكر في القرآن الكريم وعلاقته بالتفكير الإبداعي.

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك