السبت - الموافق 07 سبتمبر 2024م

سماحة الدين الإسلامي

في الرحمة ،
ومعرفة ظروف الآخرين ،
والرحمة بالآخرين جميلة .
نعم مااجمل الرحمة !
وخصوصا مع الفقراء ،
وخصوصا مع المحتاجين ،
وخصوصا مع الذين يتعففون عن بما يدي الآخرين ،
هل تعلم أن الرحمة أعمق من الحب نفسه ؟!
*-دخل رجل شديد الفقر إلي أحد فروع الهابير
الماركت البريطاني الشهير Tesco المنتشرة
بكثرة في دولة ماليزيا ، وتناول بعض علب
العصائر الرخيصة وشيئا من الفواكه بما يعادل
فقط سبعة دولارات أمريكية لأغير ، وحاول
هذا الرجل الخروج بها خلسة من دون أن يدفع
الثمن المطلوب منه .
*- ولكن ظهر له واقترب منه الشاب المسلم
« محمد رضوان» مدير الفرع ،حيث كان
يتابعه على شاشات المراقبة من داخل مكتبه ،
وسأله
لماذا تفعل ذلك ؟!
أعترف الرجل علي الفور بأن نيته كانت السرقة
ليس إلا وعدم الدفع لأنه ليس لديه أي نقود نهائيا ،
هنا هدأ محمد رضوان من روعة الرجل ، وطلب منه
معرفة السبب الذي دفعه لفعل ذلك ؟!
قال : علي الفور أنه ترك عمله منذ فترة ،
وله ثلاثة أطفال محتاجين للرعاية والطعام ،
وزوجته التي أنجبت حديثا ، وأصيبت
بغيبوبة بعد الولادة مباشرة حتي الآن …!!!
*- ولكن هنا عظمة الإسلام وقوة الإيمان وجمال
الأخلاق الإسلامية العظيمة الموجودة في
المدير محمد رضوان الذي استبقي الرجل
في مكتبه ويهدا من روعه ،وفي ذلك الوقت
قد أرسل أحد أفراد الأمن إلي منزل الرجل ،
بحسب العنوان الذي قدمه الرجل ،للتأكد من
صدق روايته ، وبالفعل تأكدت رواية الرجل
الفقير المسكين ، فبادر محمد رضوان المدير
الحكيم إلي منحه السلع التي أراد الحصول
عليها مضافا إليها أطعمة ومواد غذائية وسلع
أخري ،ومنحه مبلغا من المال كمساعدة للظروفه ،
وعرض عليه وظيفة للعمل في الهايبر ماركت الذي
تكفلت الشركة المالكة له بدفع نفقات التحاق أطفاله
بالمدارس ومعالجة زوجته المريضة والمصابة بالغيبوبة !!!
*- ولكن هذه القصة هزت ماليزيا كلها وخلال
أيام قليلة ، وتم عرضها عدة مرات علي
شاشات التليفزيون الماليزي ،وفي الصحف ،
حتي وصل صداها إلي المقر الرئيسي لشركة
الأم في بريطانيا .
*- وقامت الشركة بالتبرع بكوبونات شراء تكفي
الرجل وعائلته سنة كاملة وتم عرض القصة
في بعض القنوات والصحف البريطانية مع
الكثير من عبارات الثناء والمدح والاطراء علي
محمد رضوان هذا المدير الحكيم صاحب القلب
المملوء بالطاقات الإيجابية المفعمة بالخير
للآخرين …حقا إنها رحمة الله تعالى التي
وضعت داخل قلب هذا المدير الرحيم وأصبح
فجأة مشهورا في جميع أنحاء ماليزيا وبريطانيا…!
إنها محبة الله لمحمد رضوان هذا المديرالمسلم
المؤمن التقي النقي الخلوق الورع .
*- لو كان مدير الفرع رجل عادي وسلم
هذا الفقير للشرطة لكان حدثا عاديا
يحدث كثيرا وكل يوم فلا يكاد يشعر
به أحد … فكثير من المحلات تحبط
محاولات سرقة يوما ،وتلزم أصحابها
بالدفع أو مقاضاهم أو حبسهم .
*- أما محمد رضوان فقد سلك مسلكا رائعا
وإيجابيا واسلاميا ونبيلا ورحيما وطيبا
وكريما وغير معتاد لكثير من الناس
فكانت النتيجة شلالا لا يكاد يتوقف
من الإيجابية التي حركت عوامل
النبل والرحمة والبركة لدي شركات
تجارية وأشخاص ومؤسسات … قد
فتح طريقا للتوبة لذلك الرجل .
*- بهذا العمل الرائع الجميل الإسلامي بلغ
محمد رضوان من الشهرة الآفاق ،
وكذلك السوق الذي يعمل فيه ،
حيث تتابعت أفواج المشترين
بزيادة كبيرة جدا ، للشراء من
هذا السوق الذي يمتلكه حسا
إنسانيا عاليا ورائع .
*- فالرحمة والمودة قبل العدل ، والعطاء
يفتح أبواب الرجاء والأمل والخير ،ويبعث
علي صالح العمل ، وثمار الرحمة والنبل
والتسامح أكثر وفرة من ثمار العدالة نفسها .
*- وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم القائل :
« من لا يرحم الناس ، لا يرحمه الله » .
*- وكما يقول الدكتور مصطفى محمود : الرحمة
والعطاء أعمق من الحب وأصفي وأطهر ،ففيهما
الحب وفيهما التضحية وفيهما إنكار الذات
والتسامح والعطف والعفو وفيهما الكرم والرأفة
والمروءة وكل الصفات الإنسانية الأفضل والأجمل ..
*-فكلنا قادرون على الحب بحكم الفطرة البشرية
ولكن قليلين هم القادرون علي الرحمة والعطاء
والتسامح في مواقف العقاب والقوة .
*- وهذا ما يقوله الشافعي في أبياته
المذهبة التي قال عنها المعتمد بن عباد :
سمعتها فوددت أنها لي …
ووعيتها فوددت أنني ذلك الرجل …!
يقصد الرجل الذي ورد ذكر صفاته في
البيت الثاني …!
الناس للناس مادام الوفاء بهم …
والعسر واليسر أوقات وساعات
وأفضل الناس ما بين الوري رجل
تقضي علي يده للناس حاجات
لاتقطعن يد المعروف عن أحد
ما دمت تقدر والأيام تارات
واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وماماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات .

 

مع تحياتي دكتور فريد مسلم .

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك