الجمعة - الموافق 19 سبتمبر 2025م

السلطان قابوس بن سعيد فى مجلس عمان نتطلع إلى مواصلة المسيرة بإرادة وعزيمة أكبر

 كتب :- محمد زكي

افتتح السلطان قابوس  بن سعيد سلطان عمان  الفترة السادسة لمجلس عُمان لعام 2015م وذلك  بحضور أعضاء مجلس الوزراء وقادة قوات السلطان المسلحة

والشرطة والأجهزة الأمنية ومفتي عام سلطنة عمان  ورئيسي مجلس الدولة ورئيس مجلس الشورى و أعضاء مجلس الدولة وأعضاء مجلس الشورى والشيوخ والأعيان ورؤساء البعثات الدبلوماسية. حيث  تميزت فترة الانعقاد السادس عن غيرها من الفترات بتمتع المجلس بتجانس وتمازج، وتجاوزًا يمكننا القول بأنها خلطة سحرية من جميع المستويات التعليمية والمهنية وخليط من النخبويّ والشعبويّ والتكنوقراط، والسياسي والاقتصادي. وهذا ما تحتاجه عُمان في المستقبل لتنفيذ برامج تنويع مصادر الدخل الوطني، والإبقاء على تميّز السلطنة، وتماسك لحمتها، ومتانة نسيجها الوطني ونصاعة صورتها على خارطة المجتمع الدولي، والمحافظة على منجزات النهضة المباركة وإنجاز الخطط التنموية على الأصعدة كافة.

 تأتي افتتاحية الفترة السادسة لمجلس عمان بإضافة نوعية على صعيد الحدث حيث شكّل أعضاء مجلس الدولة الجدد للدورة الجديدة وفق المرسوم السلطاني رقم 47/2015 نسبة 72.6% من المجموع الكلي لأعضاء المجلس الذين يبلغ عددهم 84 عضوًا عدا الرئيس بينما بلغ عدد الأعضاء السابقين والموجودين في قائمة المجلس منذ الدورة الخامسة الماضية 23 عضوًا، يمثلون 27.4% من الإجمالي العام للأعضاء. وهذه النسبة على رؤية بعيدة المدى تستوجب ضخّ دماء جديدة وبنسبة أكبر من (نخبة التكنوقراط) ومن أصحاب الكفاءات العلمية، في سائر مناشط الحياة العمانية المعاصرة بهدف رفد العمل التشريعي والمؤسسي بالخبرات العُمانية في سائر المجالات. يفتح مجلس عُمان أبوابه هذه الفترة لعدد 12 امرأة من خيرة الكفاءات العمانية مؤكدًا على الحضور الفاعل للمرأة العمانية في سائر مجالات الدولة العمانية العصرية الحديثة وعلى وجه الخصوص الدور التشريعي المنوط بها للمشاركة بفاعلية أكبر في صناعة القرار الوطني والتنمية المستدامة. على صعيد “زمان الانعقاد 15/11/2015” الرؤية التنموية يأتي هذا المجلس في إطار معطيات اقتصادية ألمت بالاقتصادات العربية جمعاء وفي القلب منها الدول النفطية حيث تأثرت الموازنات العامة بضغوطات الانخفاض العالمي لأسعار النفط وهو ظرف تاريخي يضع الكثير من المسؤوليات على عاتق أعضاء الفترة السادسة لمجلس عمان والبحث والتفكير خارج الأطر التقليدية لتقديم مقترحات ومشاريع قوانين تساهم في وضع مطلب  السلطان قابوس بن سعيد  “تنويع مصادر الدخل الوطني”، وعدم الاتكاء على “النفط” كسلعة .أمَّا على صعيد مكان انعقاد الجلسة الافتتاحية والتي تقرر أن تكون في “حصن الشموخ” بولاية “منح” بمحافظة الداخلية ويبعد عن العاصمة مسقط بحوالي 250 كم وهو أحد القصور الحديثة  للسلطان قابوس بن سعيد  وقد أتاح  السلطان مكتبة القصر ليستفيد منها جميع المواطنين والمقيمين قاصدًا تحويلها إلى منبر علمي وتنويري ومركز للإشعاع الحضاري نظرا لضخامتها وحداثة تقنياتها. وقد جاء افتتاح الانعقاد السادس في هذا القصر ليؤكد على مجموعة من الدلالات أهمها: “الانفتاح الواعي على قضايا المواطنين”، “الانفتاح الواعي والمستنير وعلى الاتجاهات كافة”، “الاعتماد على الدراسات والبحوث المعمقة في معالجة تحديات الواقع”.

  اتسمت قاعة الاجتماع بالطابع المعماري للسبلة العُمانية “المجلس” وهو يحمل في موروث العمانيين دلالات عظيمة أهمها: “الالتزام بالتقاليد العمانية”، و”إقرار الشورى: (منهجًا، وتطبيقًا)، (انصهار الفرد/القبيلة في مصلحة المجموع/الوطن”.

 بدأت الجلسة بافتتاحية قرآنية من سورة الأعراف بدايةً من الآية (54) {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} وتحمل من الدلالة العميقة على منهجية التدرج في البناء لقد كان الله – عز وجل – قادرا على خلق السماوات والأرض في لمحة ولحظة ، فخلقهن في ستة أيام تعليما لخلقه التثبت والتأني في الأمور وقد جاء في الحديث : “التأني من الله والعجلة من الشيطان” .  تميزت لغة خطاب السلطان قابوس ا بمجلس عمان في افتتاح فترته السادسة بالعديد من السمات التي يمكن الانطلاق منها في تحليل المفردات والمضامين نذكر منها:خطاب قصير في عدد ألفاظه ومساحته الزمنية ولكنه حمل العديد من الدلالات والمضامين والإشارات السريعة ولكنها عميقة التأثير في النفوس وتتدارك مفاهيمها العقول ،رصانة الألفاظ وبساطة المفاهيم في لغة راعت البعد عن الجمل المركبة في مستوى لغوي وسطي يراعي جميع مستويات المتلقين،استخدام الضمير الدال على الجمع (نا) للدلالة على الوعي الجمعي للأمة العمانية (قائدًا وشعبًا وحكومة)، وتوافق المجموع على الثوابت والقيم العمانية، وتواصل المسيرة الحضارية.

فصاحة اللغة وبساطة المفردات، وتراكيب نحوية، ومكونات بلاغية سهلة الوصول إلى جميع الأفهام على اختلاف مستوياتهم التعليمية.

وضوح (الرسالة التنويرية) داخل (طبقات الخطاب) لكونها حاملة للرؤية المستقبلية للمرحلة القادمة.والبدء بالدعاء والحمد لله على نعمه وآلائه طلبًا للبركة ومصداقًا لقول رسولنا الكريم “صلى الله عليه وسلم”: «كل أمر ذي بال»، أي: ذي شأن يهتم به شرعا. «لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع»، أي: ناقص البركة.والدعاء إلى الله في نهاية الخطاب .

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك