الجمعة - الموافق 18 أكتوبر 2024م

عمرو عبدالرحمن – يكتب :- موسي والخضر بين النبوة والوحي ؛ رؤية أخري في زمان غثاء السيل

 

 

 

= ماذا لو فعل موسي مثل الخضر فقتل هذا وأغرق هذا وهدم بيت هذا، وقال للناس أنه فعل هذا بأمر الله ؟

.. لو كان فعلها ما كان نبيا ولأصبح داعيا للقتل وارتكاب الجرائم !!

.. والله ورسله لا يدعون إلا للحق والخير والسلام.

–          إذن ما الفرق بين موسي والخضر ؟

= الفرق أن الخضر تعلم من الله نوعا من العلم لا يجوز له أن يدعو الناس لتطبيقه أو اتباعه كنبي أو شيخ طريقة أو صاحب مذهب .. بدليل أنه لم يقبل طلب موسي لمرافقته والتعلم منه إلا بعد إلحاح وعلي يقين أن موسي لن يصبر عليه لأن منهج موسي لا يلتقي مع الخضر ومنهجه.. رغم أن المصدر واحد وهو الله عز وجل.

= الخضر (الولي) لم يتبع موسي (النبي) رغم تصديقه بأنه نبي مرسل من الله، ليس لأن (الولي أفضل من النبي)، ولكن لأن الخضر لم يكن ملزما باتباعه، لماذا؟

–          لأن موسي كان نبيا مرسلا لبني إسرائيل فقط – وليس لأحد أو أمة غيرهم – طبقا للنص القرآني :

{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا …}

{وإن من أمة إلا خلا فيها نذير}

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ …}

= إذن؛ أمة بني إسرائيل وحدها هي المحاسبة أمام الله علي مدي اتباعها لرسوله موسي وليس أي أمة أخري.. ومن لم يتبعه منهم كان عاصياً لله – (المعروف أن الأنبياء من يعقوب إلي عيسي عليهم السلام، جميعهم مرسلون لبني إسرائيل فقط).

= بالتالي لم يكن الخضر ملزما باتباع موسي رغم تصديقه أنه نبي.

= الأهم ؛ أن الخضر اتبع علما لدنيا من ربه، لا يصلح لغيره من البشر، يعني لا يجرؤ علي الدعوة لهذا العلم أو ترويجه بين الناس – بدليل أنه كان ضنينا به علي موسي ولم يطلعه عليه إلا استجابه لإصراره وفقط ليثبت له أن هذا العلم لا يصلح لغير شخص الخضر ..

ولو تحول العلم اللدني للخضر إلي طريقة وأتباع، لأصبح الخضر شيخ طريقة من القراصنة و المخربين و السفاحين – معاذ الله.

–          إذن العلم اللدني إن كان صادقا فهو خاص بين رب وعبد.

= محمد رسول الله – صلي الله عليه وسلم – هو الرسول الوحيد الذي ألزم الله جميع الأمم (إنس وجن) سواء في حياته أو من بعده باتباعه وإلي يوم القيامة، يعني لو كان موسي أو الخضر أحياء في زمانه لاتبعاه فورا ، قولا واحداً – بدليل أن النبي كان إمام الأنبياء جميعا في صلاتهم بالمسجد الأقصي في رحلة الإسراء والمعراج.

–          الأدلة من الكتاب والسنة:

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً}

{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}

{تَبَارَكَ الَّذِي نـزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً}

{وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ}

= وقال صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أُعطِيتُ خَمْساً لم يُعْطَهُنَّ أحدٌ مِنَ الأنبياءِ قَبْلي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لي الأرضُ مَسْجِداً وطَهُوراً، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتي أَدْركَتْهُ الصلاةُ فَلْيُصلِّ، وأُحِلَّتْ ليَ الغَنَائِمُ وَلَمْ تُحِلَّ لأحَدٍ قَبْلي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وكانَ النبيُّ يُبعث إِلَى قَوْمِهِ خاصَة وَبُعثتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّة} أخرجاه في الصحيحين البخاري ومسلم.

–          سؤال؛ ما معني رسول ؟

= يعني إنسان بإبلاغ رسالة لإنسان.

–          سؤال؛ ما معني رسول الله ؟

= يعني إنسان من البشر أو ملاك ( مكلف شرعاً ) بإبلاغ رسالة من الله لهذا الرسول ولأمة من الناس .. ولو كتمها صار عاصياً لأمر الله.

.. لا يحل لبشر أن يزعم أنه حامل رسالة إلهية للناس دون ” تكليف شرعي ” من الله له بالرسالة وللناس بالاتباع.

.. وهو لا يقرر من نفسه أن يصبح رسولا .. بل الله عز وجل هو من يختار من عباده ليبلغوا رسالاته.

{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ …}.

{ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }.

{ قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ }.

{  قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًاْ }.

{ اللّه أعلم حيث يجعل رسالته }.

–          ما اسم الرسالة التي يبلغها العبد عن الرب ؟

= اسمها ” الوحي “.

والوحي انقطع بنهاية زمن النبوة ، وزمن النبوة انتهي بموت محمد رسول الله – صلي الله عليه وسلم.

–          ما الفرق بين النبي والرسول ؟

= النبي ينقل رسائل الرب شفويا، أما الرسول فهو نبي يحمل رسالة مكتوبة في كتاب أنزله الله عليه وحياً من السماء.. ليبلغ الناس شفويا وكتابيا، مثل (صحف إبراهيم – زبور داوود – توراة موسي – إنجيل عيسي – قرآن محمد) عليهم الصلاة والسلام.

ملحوظة؛ كل رسول نبي وليس كل نبي رسول.

–          ما معني ” تكليف شرعي ” ؟

= يعني إلزام إلهي لرسول من البشر بتبليغ رسالته لمن شاء الله من الناس .. يتبعه إلزام للناس بتصديق رسول الله … فمن آمن به دخل الجنة ومن كذَّبه دخل النار.

.. التكليف الشرعي ليس فيه حرية اختيار بالتصديق أو التكذيب بل هو إلزام ومساءلة وحساب ، ثم إما ثواب أو عقاب.

.. التكليف إما أمر وإما نهي وإما فضيلة ، وهو في كل الأحوال ملزم بالتصديق ثم الاتباع دون اختيار أو انتقاء.

= التكليف الشرعي يماثل ” علامة الأيزو 9000 ISO ” يعني وحده تنطبق عليه معايير الرسالة الشرعية التي ينقلها رسول شرعي للناس.

= طيب ماذا لو زعم أحد أنه حامل رسالة إلهية دون ” تكليف شرعي ” ؟

.. يكون قد انتزع صلاحية التكليف الشرعي بنقل الرسالة من الله إلي الناس – دون وجه حق ولا دليل – إلا كلامه هو أو أتباعه عنه.

.. ولا إلزام لأحد بتصديقه ولا عقاب لأحد علي تكذيبه أو حتي سخر منه أو منعه من توصيل (رسائله المزعومة)، وتصديقه لا يعني دخول الجنة، وتكذيبه لا يعني دخول النار.

.. ومن زعم – بعد نهاية زمن النبوة – أنه حامل رسالة إلهية للناس – ولو بحرف واحد – دخل النار.

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ }.

= من صحيح البخاري أن ” عمر بن الخطاب ” رضي الله عنه قال: إن أناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه، وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال إن سريرته حسنة.

–           طيب ماذا لو أن إنسان أنه جاءه ما يحسبه رؤيا صادقة أو علم من لدن ربه بشكل خاص؟

= أولا- عليه ألا يعتبره رسالة إلهية، يعني لا يبلغها للناس ولا يدعوهم لاتباع ما جاءه من “علم” حتي لا يخدش مقام الرسل والرسالات المقدسة.

= ثانيا- أن يعرضه علي أهل العلم بالكتاب والسنة الصحيحة، فإن وافقهما ظن بنفسه وبما علمه خيرا، وإن تعارض معهما وضعه وراء ظهره كأن لم يكن.

 

  • الوحي الحق للانبياء فقط وإلا كان فرعون نبيا !

= يزعم الباطنية مثل طريقة القاديانية وغيرها، أن الوحي – ممكن تلقيه بعد نهاية عصر النبوة !! لاجئين لسلاح التأويل الباطني لتبرير أوهامهم، باختراع 3 صور لمعني الوحي الإلهي هي؛

  1. (الوحي الإلهي عبر الملائكة مثل جبريل عليه السلام إلي النبي عليه الصلاة والسلام)
  2. (إلقاء في الروع)  
  3. (التحديث من وراء حجاب) – يعني يرى الموحى له مشهداً يسمي الكشف لما وراء الحجاب فيري الله أو الرسول أو يسمع منهما حديثا.

= الحق أن الوحي الإلهي الذي تنطبق عليه معايير المصداقية (الأيزو نموذجا) والذي تنطبق عليه شروط الإلزام بالتصديق والاتباع والمحاسبة عليه، (بأي صورة كانت) لا يتلقاه إلا نبي أو رسول.

–          الدليل من القرآن الكريم: { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}.

= الوحي الشرعي شيئ، والوحي بمعني الحديث من وراء حجاب بين عبد ورب، أو الرؤيا الصادقة يقظة أو مناما بمعني الكشف، شيئ آخر تماما، ببساطة لأنه ليس قاصرا علي الأنبياء بل هو أيضا متاح للعبد المؤمن وأيضا الكافر بدليل رؤيا فرعون لعنه الله التي رأي فيها أنه يموت علي يد رجل من بني إسرائيل فأمر بقتل كل المواليد الذكور – وقد نجا سيدنا موسي ليكون مقتل فرعون علي يديه تصديقا لرؤيا الفرعون !!

.. متاح للأم مؤمنة كانت أم غير مؤمنة عندما تري ابنها المسافر يتعرض لحادث وتذكره للناس بالتفصيل فلا يصدقونها حتي يجدوه قد حدث بالفعل كما رأت وروت لهم !

.. متاح لمن يقال عنهم أصحاب البصيرة والقدرات الخاصة والشفافية وكثير منهم وثنيين وليسوا من أهل الكتاب !

.. متاح للنحل – {وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}.

–          فهل النحل وفرعون والوثنيين من أولياء الله الصالحين المكشوف عنهم الحجاب ؟؟

= الوحي الصادق بكل صوره، اختص الله به الصالحين من عباده في زمن النبوة مثل الأنبياء آدم وإبراهيم وموسي ومحمد – عليهم الصلاة والسلام – ومثل السيدة مريم وأم موسي رضي الله عنهما والحواريين – صحابة المسيح – والرجل الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها…

{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ}.

{ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ…}.

{ وأوحي في كل سماء أمرها…}.

= لم يبقي من بعد وحي النبوة إلا الإلهام الإلهي وعنه روى البخاري في صحيحه: (3689) ومسلم: (2398) عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:« قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ»

.. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: تَفْسِيرُ مُحَدَّثُونَ: مُلْهَمُونَ.

= هذا الإلهام درجة من الوحي الإلهي لكنه لا علاقة له برسائل السماء ولا يجوز اعتباره نصا من الدين أو تفسيرا له أو تحديثا بأمر أو نهي أو فضيلة، يلتزم الناس تصديقه واتباعه، لأنه فاقد لشروط الوحي الشرعي.

.. ولو كان صادقا فهو خاص بصاحبه وحده، ولا يجوز تحويله لمذهب أو فرقة أو طريقة.

= (الإلهام) أو الإلقاء في روع النبي صلي الله عليه وسلم، وحي من الله تعالي أما إلهام أحد بعده لا يسمي وحيا ، وكذلك الرؤيا لأن نزول الوحي مختص بالأنبياء, فما يلقي في روعهم وما يرونه حق, أما لغيرهم فهو ظن, حتى لو ظنوه حقاً لان شرط الوحي الشرعي في الدين هو أن يكون من الله للناس من خلال رسول بشر أو ملك من الملائكة، ويكون ملزما للناس .. (الدين ليس محل ملابس ترتدي منه ما تشاء منه وتترك مالا تشاء – حاشا لدين الله – بل كله ملزم وكلنا محاسبون عنه).

وهو المقصود بالحديث الشريف: ” .. لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تري له”.

.. وحديث: ” إن الرؤية جزء من النبوة “.

.. وحديث: “ذهبت النبوة وبقيت المبشرات”.

= قاعدة ؛ لا نص شرعي بعد انتهاء الوحي، ولكن اجتهاد لتفسير (غير المحكم) من النصوص دون تعارض مع النص، والتزام بتطبيق (المحكم منها) نصا وبالحرف دون اجتهاد وفقا لقاعدة أجمع عليها علماء الأمة : {{ لا اجتهاد مع نص }}, ما بالك بتأويله علي طريقة الباطنية ؟

 

  • الباطنية القاديانية الهندأوروبية / الترك آرية

= أشهر من روج لأوهام صور الوحي التي يقفزون بها علي صحيح الدين لاختلاق موطئ قدم لأكاذيبهم، فرقة القاديانية .. ومؤسسها “ميرزا غلام أحمد القادياني” الذي يزعم أنه يتلقي الوحي رغم اعترافه أن الوحي النبوي قد انتهي ..

.. مؤسس فرقة القاديانية الأحمدية، ولد في بلدة قاديان، بإقليم البنجاب في الهند، أسس فرقته عام 1889 وسماها الجماعة الإسلامية الأحمدية، برعاية الاستعمار البريطاني.

–          المعروف أن الهند هي مهد العرق الهند أوروبي – ذو الأصول الترك آرية التي هبطت أرضها قبل 3500 سنة، وعادت لموطنها الأصلي حاملة معها بذور الفكر الباطني مختلطة بالوثنية القديمة.

 

–          اعرف أكثر؛ أنت سني أم شيعي ؟؟!!!

= يردد الغوغاء مقولة (القاهرة رأس العالم السني) كما يردد غوغاء بالمقابل ؛ (طهران قلب العالم الشيعي) .. والسؤال :

–          هل كان رسول الله سنيا .. أم شيعيا ؟

= قبل الإجابة تذكر عزيزي القارئ، انك بمجرد ظنك أنك “سني” – مثلا – فأنت تقدم المبرر لآخر ليظن أنه ” قرآني ” أو “شيعي” .. أو باطني .. أو إخواني .. أو سلفي .. وهكذا !!

.. بذلك تعترف أنك من فرقة والآخر من فرقة أخري.. وأن الإسلام مفرق إلي فرق وطرق ومذاهب.

.. أنت بذلك شريك في تفريق المسلمين شيعاً ؛ مخالفا أمر الله ورسوله رغم أنك تظن في نفسك اتباع الكتاب والسنة !

= الواقع أن كلهم يظنون في أنفسهم اتباع الكتاب والسنة وما يملكون إلا الظن وما يغني الظن عن الحق شيئا.

= الحقيقة المريرة أن الغالبية العظمي من الأمة متفرقة إلي فرق وطرق ومذاهب، ولهذا أعدادهم بالمليارات مجرد غثاء سيل ولقمة سائغة لأعدائهم…

{وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ}

{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا..}

{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}.

= ومن الحديث الصحيح: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل.. ».

= اليوم كل فرقة أو طريقة أو مذهب يضم آلاف مؤلفة وهو ما يجعل كل منهم يتوهم أنهم علي الحق .. ولكن غاب عنهم أن هناك فرق بين الغالبية و الإجماع – بمعني؛

.. الكثرة ليست دليلا علي المصداقية في شئون الدين بل هي في آخر الزمان صفة الفتنة والفرقة في دين الله.

.. وهي لا تقارن بعنصر “الإجماع” – ثالث مصادر الدين الحنيف بعد الكتاب والسنة.

= أما القلة القليلة – في آخر الزمان – فهي الباقية علي الحق وقت أن يتكاثر المسلمون كغثاء سيل لا مهابة لهم ولا صوت لدعاءهم ولا قيمة لحضراتهم !!

.. وغوثهم المزعوم مهزوم مدحور أمام الوثني الترك آري ” روتشيلد ” المهيمن عمليا علي الأرض والمناخ – بقدر الله إلي أن يأتي قضاؤه.. وهو عز وجل يمهل ولا يهمل.

.. في عهدهم يهان دينهم واسم نبيهم فلا يقدرون علي حمايته.

.. تتكالب الأمم علي أرضهم وأعراضهم ومقدساتهم لكنهم لا قوة لهم ولا شرف ولا عزة ولا نصر – وهو حال أمة محمد منذ ألف عام !

 

  • مذهب واحد ؛ وأربع قطع من البيتزا !!!

= يبرر البعض لأنفسهم الاختلاف إلي مذاهب، بأن هناك أربعة أئمة (مالك – ابن حنبل – الشافعي – أبو حنيفة) !!

.. الحقيقة أن هؤلاء الأئمة أبدا لم يفكروا في الاختلاف والتمذهب، بل تكامل وتناغم بين اجتهاد كلٌ منهم في هارموني واحد.

.. بناء علي ما توصل إليه كل واحد منهم من أحاديث، بعضهم انفرد بها وبعضها اشترك بها مع زملائه، فهذا جمع عددا معينا من الأحاديث وبني عليها فكره .. والآخر جمع عددا آخر، وهكذا.

.. فقط اختلف تفسير كل إمام حسب ما لديه من أحاديث واجتهاده الشخصي في النظر لكل قضية حسب ما يخصها من نصوص.

= الأجدر بنا بعد انتهاء عصر الأئمة الكبار والمائة عام الذهبية الأولي التي املكت فيها الأمة ناصية الأرض شرقا وغربا، قبل ان نتنهار لاحقا، أن نجتهد في الجمع بين آرائهم.

.. وبدلا من التحزب والتمذهب .. هذا حنفي وهذا حنبلي ومالكي وشافعي، ليكن التوفيق بين اجتهاداتهم وجمع تفسيراتهم في كل قضية من الدين … ((كأربعة قطع من البيتزا في قرص / مذهب واحد .. وليس أربعة مذاهب / أقراص مختلفة من البيتزا !!)).

= قد يزعم زاعم بمقولة باطلة: أن ” اختلافهم رحمة ” !!

= الرد الحاسم أن الاختلاف لم يأتي في النصوص إلا في موضع نقد وتحذير من خطر ..

.. وقد أمر الله الناس بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه – ونقرأ؛

{وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ۝ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}

{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}

{‏‏وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ}

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}

{ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}.

 

  • اختلافهم ليس رحمة بل نقمة

= مقولة “اختلافهم رحمة” فهي ليست أصلا من حديث النبي .

.. لكن بعض التابعين قالوا: ما أرى أصحاب النبي اختلفوا إلا رحمة من الله، فالاختلاف بين العلماء فيه تيسير للأمة، لكن الاجتماع أفضل، وفيه الرحمة والخير كما قال الله جل وعلا:

{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}

= كره النبي الاختلاف، بقوله:

((.. إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين))

((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله وسنتي))

= الاختلاف من طبيعة البشر ولكن إذا حصل يتم الرجوع لأدلة كل فريق من كتاب الله وسنته وينتهي الاختلاف, هذا هو الحق.

= الاختلاف لا يجوز أصلا في حكم واضح البيان في الكتاب أو السنة.

.. قال الإمام الشافعي في كتاب “الأم ” -:

“طالمَا كَانَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ مَوْجُودَيْنِ فَالْعُذْرُ عَلَى مَنْ سَمِعَهُمَا مَقْطُوعٌ إلَّا بِاتِّبَاعِهِمَا ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ صِرْنَا إلَى أقْوًال أَصْحَابِ الرَّسُولِ أَوْ أًحَدُهِمْ، وَإذَا لَمْ نَجِدْ دَلَالَةً فِي الِاخْتِلَافِ تَدُلُّ عَلَى أَقْرَبِ الِاخْتِلَافِ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَنَتَّبِعُ الْقَوْلَ الَّذِي مَعَهُ الدَّلَالَةُ ، لِأَنَّ قَوْلَ الْإِمَامِ مَشْهُورٌ فَإِنَّهُ يَلْزَمُ النَّاسَ وَمِنْ لَزِمَ قَوْلُهُ النَّاسَ كَانَ أَظْهَرُ مِمَّنْ يُفْتِي الرَّجُلَ وَالنَّفَرَ ، وَقَدْ يَأْخُذُ بِفُتْيَاهُ وَقَدْ يَدَعُهَا ، وَأَكْثَرُ الْمُفْتِينَ يُفْتُونَ الْخَاصَّةَ فِي بُيُوتِهِمْ وَمَجَالِسِهِمْ ، وَلَا يَعْنِي الْخَاصَّةَ بِمَا قَالُوا : عِنَايَتُهُمْ بِمَا قَالَ الْإِمَامُ . ثُمَّ قَالَ : فَإِذَا لَمْ يُوجَدْ عَنْ الْأَئِمَّةِ فَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدِّينِ فِي مَوْضِعِ الْأَمَانَةِ أَخَذْنَا بِقَوْلِهِمْ ، وَكَانَ اتِّبَاعُهُمْ أَوْلَى بِنَا مِنْ اتِّبَاعِ مَنْ بَعْدِهِمْ.

وقَالَ النَّوَوِيُّ :«الْأَمْرُ بِالْقِيَامِ عِنْدَ الِاخْتِلَافِ فِي الْقُرْآنِ مَحْمُولٌ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ عَلَى اِخْتِلَافٍ لَا يَجُوزُ ، أَوِ اخْتِلَافٍ يُوقِعُ فِيمَا لَا يَجُوزُ كَاخْتِلَافٍ فِي نَفْسِ الْقُرْآنِ ، أَوْ فِي مَعْنًى مِنْهُ لَا يُسَوَّغُ فِيهِ الِاجْتِهَادُ ، أَوِ اخْتِلَافٍ يُوقِعُ فِي شَكٍّ أَوْ شُبْهَةٍ ، أَوْ فِتْنَةٍ وَخُصُومَةٍ

أَمَّا الِاخْتِلَافُ فِي اِسْتِنْبَاطِ فُرُوعِ الدِّينِ مِنْهُ ، وَمُنَاظَرَةُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ عَلَى سَبِيل ِالْفَائِدَةِ وَإِظْهَارِ الْحَقِّ وَاخْتِلَافِهِمْ فِيذَلِكَ ، فَلَيْسَ مَنْهِيًّا عَنْهُ ، بَلْ هُوَ مَأْمُورٌ بِهِ ، وَفَضِيلَةٌ ظَاهِرَةٌ ، وَقَدْ أَجْمَعَ الْـمُسْلِمُونَ عَلَى هَذَا مِنْ عَهْدِ الصَّحَابَةِ إِلَى الْآنَ ـوَاَللهُ أَعْلَمُ.

 

–               وتبقي القولة الفاصلة؛

= ما كان رسول الله ولا آله ولا صحابته، سنة ولا شيعة ولا قرآنيين ولا إخوان ولا سلفية ولا وهابية ولا أشعرية ولا ماتريدية ولا كلامية ولا جهمية ولا باطنية ولا من أي فرقة أو طريقة أو جماعة.

.. ولكن حنفاء مسلمين موحدين علي ملة أبيهم سيدنا إبراهيم – صلي الله عليه وسلم وعلي رسله وأنبيائه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .

  • أدعو ربي أن أكون منهم ، اللهم آمين .
  • اللهم بلغت . اللهم فاشهد .        

 

    

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك