كتب :- محمد زكي
مهارات ودقة متناهية وخيوط رفيعة وأجهزة مجهرية دقيقة تعيد الأمل لمصاب ببتر “تسعة” من أصابع يده بعد أن أحاطه البؤس بأنه سيقضي بقية حياته بدونها.مرة أخرى وفي إنجاز طبي جديد لسلطنه عمان ، نجح مؤخراً مجموعة من الأطباء في مستشفى خولة بمطرح وتحديدا قسم جراحة اليد في تحقيق انجاز مهم تمثل في إجراء عملية معقدة لزراعة تسع أصابع مبتورة بقطع كامل لعامل من الجنسية الآسيوية في العقد الرابع من عمره بعد تعرضه لإصابة عمل قبل عدة ايام في عملية معقدة استغرقت أكثر من 16 ساعة.
تم تثبيت العظام وفرز الأوعية الدموية الدقيقة المصابة، واستئصال الأجزاء المتهتكة، وتوصيل وخياطة جميع الأربطة والشرايين بدقة متناهية من اجل تدفق الدم وتوصيله للأطراف المقطوعة والتأكد من قدرة الأصابع على استعادة حركتها. وكل ذلك تم بمساعدة اجهزة مجهرية دقيقة للغاية وطاقم متخصص في هذا المجال. كون ان العمل على ربط اوعية دموية يصغر حجمها عن حجم شعرة الانسان يحتاج لدرجة كبيرة من التركيز ودقة متناهية في العمل. حيث استغرقت عملية زراعة الاصابع المبتورة حوالي 16 ساعة متواصلة. ولله الحمد تكللت ساعات العمل الطويلة والمتواصلة بإعادة زراعة الأصابع بكل نجاح.
وفي وقت لاحق أيضا أجريت عملية زراعة يد مقطوعة بشكل تام لمواطن عُماني يعمل بشركة لطحن الحبوب ،وأجريت عملية أخرى لإعادة زراعة يد مقطوعة بشكل تام لعامل آسيوي ،انفصلت أداة القطع المعدنية لتلامس يد العامل مباشرة وبترتها بشكل تام.
كلتا العمليتين السابقتين استغرقتا اكثر من 12 ساعة عمل متواصلة بوجود فريق جراحة اليد بكامل طاقمه وإمكانياته أثمرت العمليتان عن إعادة زراعة اليدين المبتورتين للمصابين بكل نجاح وإعادة الفرحة لهما من جديد.
جدير بالذكر بأن مستشفى خولة قد أجرى في وقت سابق عملية لإعادة زراعة أربع أصابع مبتورة ليد عامل أسيوي؛ لكن هذه المرة الأولى التي يجريها لإعادة زراعة تسع أصابع مبتورة دفعة واحدة.
وعلى صعيد متصل بالإنجازات؛ أجرى مستشفى خولة مؤخراً عملية معقدة تمثلت في غلق تمدد شريان المخ لدى الأطفال وذلك عن طريق الحاجب لأطباء جراحين من قسم المخ والأعصاب، وهي الأولى على مستوى العالم وتناولتها العديد من المراجع والمؤتمرات والملتقيات العلمية في الفترة الأخيرة، ونشرت عنه المجلة الطبية الأمريكيةAmerican Jornal of Medical Case Report.
هذا ويعد مستشفى خولة بمحافظة مسقط مركزاً معروفاً ومجيداً لرعاية الإصابات على مستوى سلطنة عمان والخليج العربي.
التعليقات