الغدة الصنوبرية ” Pineal gland ” تعد أهم الغدد الصماء في جسم الإنسان على الإطلاق، لسيطرتها على معظم النشاطات الحيوية في الجسم، وهي غدة صغيرة تقع في تجويف الدماغ، تأخذ شكل حبة الصنوبر الصغيرة، هي المسئولة عن الحالة النفسية واطلق عليها أيضا العين الثالثة لأنها تقع في وسط الدماغ في المنطقة الخلفية بين العينين، ومن أهم وظائفها إفراز هرمون الميلاتونين، المعروف أيضا بهرمون السعادة نظرا لأن قلة إفرازه تسبب الإصابة بالاكتئاب، ويعمل على تنظيم الساعة البيولوجية الخاصة بدورة النوم واليقظة، ويقل إفرازه في الضوء ويزيد في فترة الظلام وخاصة من بعد وقت العشاء إلي قبل الفجر بساعتين وقلة إفراز هذا الهرمون تؤدى إلي الأرق و ضعف الإدراك و الصداع. وأثبتت الدراسات العلمية أن إفراز هرمون الميلاتونين يعزز من كفاءة جهاز المناعة، وتمنع تأكسد الخلايا، و تقضى على الجذور الحرة المسببه للإصابة بالسرطان.
ويقول” روسيل فوستر” خبير في علم الأعصاب والنوم بجامعة أكسفورد: ” أن التعرض للإضاءة الصناعية والتحديق في شاشات الأجهزة الإلكترونية أثناء الليل يثبط نشاط الخلايا العصبية المسؤولة عن النوم مع تنشيط الخلايا المسؤولة عن اليقظة مما يؤدى إلي اضطراب الساعة البيولوجية للجسم. ولقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بإطفاء المصابييح بالليل منذ أكثر من 1400 سنة ليؤكد علي أهمية النوم في الظلام التام ” ” أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ بِاللَّيْلِ إِذَا رَقَدْتُمْ وَغَلِّقُوا الْأَبْوَابَ ” ( رواه البخاري)، وتتجلى الحكمة الإلهية من أهمية النوم بالليل لكي تستفيد أجسامنا من إفراز هرمون الميلاتونين لوقاية أجسامنا من الأمراض فسبحانه القائل ” وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا *وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ” ( النبأ: 9-11).
وتعد مادة الفلورايد من أخطر المواد التي تخمد نشاط الغدة الصنوبرية، وهذه المادة يتم إضافتها إلي معجون الأسنان لمنع التسوس، ومياه الشرب فأكثر دولة تقوم بإضافة هذه المادة لمياه الشرب هي الولايات المتحدة الأمريكية . وفي دراسة نشرت بمجلة أبحاث طب الأسنان ” Journal of Dental Research ” أثبتت أن الفلوايد تسبب فقر الدم، ونقص في كرات الدم البيضاء، ولها أضرار أيضا على الدماغ حيث تقلل من الذكاء، وتسبب فقدان الذاكرة، وتؤدي إلي إنخفاض نشاط الغدة الدرقية، وهناك دراسة لجامعة هارفارد اثبتت وجود علاقة بين مادة الفلورايد وسرطان العظام. وينصح الأطباء بتجنب الأغذية المعدلة وراثيا، والمنبهات مثل القهوة والشاي والكولا ومسكنات الألم، حيث وجد أنها تقلل من إفراز الميلاتونين و تؤثر سلبا على كيمياء الدماغ.
وهناك بعض الأغذية التي تعزز نشاط الغدة الصنوبرية مثل: الأطعمة الغنية باليود تقلل من تأثير الفلورايد على الجسم كالسبانح والقرنبيط والثوم والتوت البري والموز والأعشاب البحرية والأسماك والفاصوليا الخضراء والخضروات الورقية كالبقدونس والجرير، وخل التفاح والبنجر وزيت جوز الهند الذي يعزز من وظيفة الخلايا العصبية في الدماغ، والتمر الهندي وحبة البركة، والشكولاته الداكنة لاحتوائها على مضادات الأكسدة، وينصح الأطباء بعدم ارتداء النظارات الشمسية باستمرار، حيث أثبتت الدراسات أن ضوء الشمس الذي ينعكس على شبكية العين يحفز نشاط الغدة الصنوبرية.
التعليقات