الإثنين - الموافق 23 ديسمبر 2024م

فى طريق الهدايه ومع الخلافة الراشدة ” الجزء الواحد والثلاثون ” إعداد/ محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الواحد والثلاثون مع الخلافة الراشدة، وبعد وفاة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عاود معاوية بن أبى سفيان الكتابة إلى الخليفة عثمان بن عفان يستأذنه في فتح جزيرة قبرص، ولكن الخليفة كرر الأمر بالالتزام بالسياسة الدفاعية المقررة، ولكن بعد أن زاد تهديد الروم لسواحل الشام وافق الخليفة على بناء أسطول إسلامي على أن لا يجبر الوالي المسلمين على ركوب البحر إلا باختيارهم، فشيِد أسطول قوى تم بوساطته فتح جزيرتى قبرص ورودس، ولما اشتبك ذلك الأسطول مع أسطول الروم في مياه الإسكندرية تمكن من إنزال الهزيمة الفادحة به وأضحى سيد البحر المتوسط دون منازع، وقد لمعت أسماء عدة قادة عسكريين في الجيش الإسلامي الراشدى.
وحفظ ذكرهم في التاريخ إلى جانب الفاتحين الكبار قديما، القائد خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص وسعد بن أبي وقاص، وهم الذين أظهروا من النبوغ والمهارة في قيادة الجيوش وفنون الحرب ما دفع المؤرخين إلى وضع أسمائهم إلى جانب أسماء الفاتحين الكبار، وأما عن الآراء حول الخلافة الراشدة، فهي ذاتها الآراء التي تتناول الخلفاء الراشدين إلى حد كبير، ويمكن تقسيمها إلى قسمين رأي المسلمين ورأي غير المسلمين، وأما عن رأى المسلمين بدوره يمكن تقسيمه إلى رأي السُنة ورأي الشيعة، وأما عن رأي أهل السُنة والجماعة، هو أنه يعد علماء المذاهب الأربعة لأهل السُنة والجماعة وهم الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة.
بأن دولة الخلافة الراشدة أعدل دول الخلافة الإسلامية على الإطلاق وأصحها تطبيقا لنهج الإسلام وأكثرها تسامحا وقسطا، وأن الخلفاء الراشدون جميعهم سواسية، لا فضل لأحد منهم على الآخر، وأن ما حصل في عهد الإمام على بن أبي طالب رضى الله عنه إنما هو خلاف سياسي دنيوي يقع في أي عهد وأي دولة وعند أي حاكم، وبناء عليه فإنهم يقولون بترك الحكم لله في خلاف معاوية وعلي، دون المغالاة في حب أو كره أحدهما، وفي حديث عن الإمام أحمد بن حنبل نقلا عن سفينة أبو عبد الرحمن أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الخلافة فى أمتى ثلاثون سنه، ثم ملك بعد ذلك” ثم قال سفينة ” إمسك عليك خلافة أبى بكر” ثم قال ” وخلافة عمر، وخلافة عثمان”
ثم قال لى ” امسك خلافة على، قال فوجدناها ثلاثين سنة” وأما عن رأي الشيعة الجعفرية، فإنه يرى جمهور علماء الشيعة الجعفرية أن الخلافة كانت من حق علي بن أبي طالب ونسله من بعده، لأنهم يؤمنون بأن النبي صلى الله عليه وسلم، أوصى له بها بعد وفاته، وبهذا فإن الاعتقاد بها أصل من أصول المذهب الجعفرى، ويعد العلماء الجعفريون أن خلافة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان خلافة غير صحيحة ويتخذون منهم موقفا سلبيا يصل عند البعض إلى حد اللعن والسب، ويقولون باغتصابهم الخلافة من الإمام علي، الذي هو أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد خالف بعض علماء الجعفرية هذا المعتقد، فقالوا بشيء قريب.
لما يقوله أهل السُنة، وهو عدم جواز التبرؤ من الراشدين الثلاثة الأوائل، وعدم جواز سبهم، مع حفاظهم على أصل العقيدة الجعفرية وهي إمامة علي بن أبي طالب، وأما عن رأي الشيعة الزيدية، فإنه يؤمن الزيدية بإمامة المفضول مع وجود الأفضل، فهم يقرّون بصحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ولا يسبّونهم ولا يتبرؤون منهم، وفي هذا يتفقون مع موقف السُنة، لكنهم يعتقدون بأن الإمام علي أحق منهم في الخلافة، وبهذا يتفقون مع الجعفرية، وأما عن رأى المسيحيين، فقد تنعم المسيحيون في العقود الستة الأولى لفتح الشام والعراق ومصر بالسلام والطمأنينة، ولم تتبدل أوضاعهم كثيرا، سوى أن الضرائب المترتبة عليهم أصبحت تدفع إلى العرب بدلا من البيزنطيين.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك