الإثنين - الموافق 23 ديسمبر 2024م

فى طريق الهدايه ومع داهية العرب ” الجزء الثلاثون ” إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثلاثون عشر مع داهية العرب، وقد توقفنا عندما لما حضرت الوفاة عمرو بن العاص دخل عليه ابن عباس فقال ” دخلت على عمرو بن العاص وقد احتضر، فدخل عليه عبد الله بن عمرو فقال له “يا عبد الله، خذ ذلك الصندوق ” فقال لا حاجة لي فيه، قال “إنه مملوء مالا” قال لا حاجة لي به، فقال عمرو بن العاص ” ليته مملوء بعرا” قال، فقلت يا أبا عبد الله، إنك كنت تقول أشتهي أن أرى عاقلا يموت حتى أسأله كيف يجد فكيف تجدك؟ قال “أجد السماء كأنها مطبقة على الأرض وأنا بينهما، وأراني كأنما أتنفس من خرم إبرة” ثم قال “اللهم خذ مني حتى ترضى” ثم رفع يديه فقال “اللهم أمرت فعصينا، ونهيت فركبنا فلا بريء فأعتذر، ولا قوي فأنتصر، ولكن لا إله إلا الله” ثلاثا، ثم فاظ” وصليت عليه صلاة الجنازة بعد صلاة عيد الفطر.
فعن أبي عمير الأنصارى رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات، وكتبت له عشر حسنات” رواه أحمد، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة” رواه البخاري، وعن أنس بن مالك قال، قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم ” من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطل الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة”
قال، قال رسول الله صلى عليه وسلم ” تامة تامة تامة” رواه الترمذي، وهكذا فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم أبر الناس قلوبا، وأعمقهم علما، وأحسنهم خلقا، ولقد بعث الله تعالى النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بالهدى والنور، واصطفاه الله عز وجل، على البشر، ثم اصطفى الله عز وجل، له أصحابا خُيّرا كانوا حريصين على الخير، وداعين إليه، فقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، من كان منكم مُستنا فليستن بمن مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، وكان يوجه التابعين رضي الله عنهم، ويقول إذا أردتم قدوة في الخير فاستنوا بأصحاب رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أولئك أصحاب النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فكانوا أبرّ هذه الأمة قلوبا، وأصدقها ألسُنا، وأثبتها عند اللقاء.
فكان يأمر الناس أن يقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلينا أن نتذكر أنه فى يوم من الأيام نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج لبيت الله الحرام وكان فى هذا العام، قد اجتمع حوله مائة وأربعة وأربعون ألفا من الناس في مشهد عظيم، وكان ذلك المشهد فيه معاني العزة والتمكين، وقد ألقى الله عز وجل بهذا المشهد العظيم الرعب والفزع في قلوب أعداء الدعوة ومحاربيها، وكان غصة في حلوق الكفرة والملحدين ولقد كان قبل هذا المشهد بثلاث وعشرين سنة من ذلكم الوقت، كان هناك فرد وحيد، يعرض الإسلام على الناس فيردونه، ويدعوهم فيكذبونه، في ذلكم الحين كان المؤمن لا يأمن على نفسه أن يصلي في بيت الله وحرم الله، وها هم اليوم مائة وأربعة وأربعون ألفا يلتفون حول الصادق الأمين النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مشهد يوحي بأكمل معاني النصر والظفر.
ويجسد صورة رائعة، تحكي بأن الزمن وإن طال، فإن الغلبة لأولياء الله وجنده، ومهما حوربت الدعوة وضيق عليها، وسامها الأعداء ألوان العداء والاضطهاد، فإن العاقبة للحق ولأهل الحق العاملين المصلحين، ولقد سار ذلكم الركب المبارك يدوس الأرض، التي عذب من عذب فيها، وسحب على رمضائها مَن سُحب، وساروا يمرّون على مواضع لم تزل ولن تزال عالقة في ذكراهم، قد ذاقوا فيها ألوان العذاب والقهر والعنت، وسار النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، ليدخل المسجد الحرام الذي لطالما استقسم فيه بالأزلام، وعبدت فيه الأصنام، وقد دخله طاهرا نقيا، تردد أركانه وجنباته لا إله إلا الله، ورجع الصدى من جبال مكة المكرمة ينادي لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، فانظر إلى فرد واحد يدعو إلى كلمة الله عز وجل، ويمر الزمان وتنقضى السنوات وتصبح أمه من ألاف البشر المسلمين المؤمنين الموحدين بالله تعالى.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك