الجمعة - الموافق 27 ديسمبر 2024م

فى طريق الهدايه ومع قارئ الكف والفنجان ” الجزء الثانى ” إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع قارئ الكف والفنجان، وإن علم الغيب هو مما اختص الله عز وجل به نفسه، ولا يطلع عليه أحدا إلا من رضيه من رسله الكرام، وقال ابن الجوزي رحمه الله، ذلك لأن علم الغيب لله وحده فلا يُطلع على غيبه الذي يعلمه أحدا من الناس إلا من ارتضى من رسول، لأن من الدليل على صدق الرسل إخبارهم بالغيب، والمعنى هو أن من ارتضاه للرسالة أطلعه الله تعالى على ما شاء من غيبه، وفي هذا دليل على أن من زعم أن النجوم تدله على الغيب فهو كافر، ومن صدّق كاهنا أو عرافا لا تقبل له صلاة أربعين ليلة، وإن قراءة الأبراج ضرب من التنجيم الذي أجمعت الأمة على تحريمه، لأنه رجم بالغيب، وتخرص بلا علم، وتقحم لما استأثر الله بعلمه، فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبةً من السحر” أخرجه ابو دود بسند صحيح، وحتى لا يستغبينا أحد، أو يرمى علماء الأمة بالجهل ومعاداة العلم والمعرفة، فإن التنجيم المحرم المذموم ليس هو بمعرفة مواقع النجوم ومواقيتها، كيف وذلك مما يستعان به على طاعة الله من معرفة جهة القبلة ومواقيت الصلاة، والله سبحانه يقول فى كتابه الكريم فى سورة الأنعام.
” وهو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها فى ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون ” وقال تعالى فى سورة النحل ” وعلامات وبالنجم هم يهتدون ” وليس من التنجيم المحرّم تعلم علم الفلك، والنظر في أسرار الكون وعجائبه، فإن ذلك من النظر في ملكوت السماوات، ومن التفكر في خلقها، الداعي إلى تعظيم الله سبحانه وتعالى، وزيادة الإيمان به وبأسمائه وصفاته، وليس التنجيم المحرم بربط الأحوال الجوية والمواسم المناخية بظهور نجم، أو خفائه، فهذا من ربط الشيء بعلاماته التي عرفت بالاستقراء والتتبع لحركة النجوم وظهورها، كما تعرف الفصول الأربعة بحركات الشمس، وكذلك ارتباط المدّ والجزر بحركة القمر وليس في هذا محظور ما لم يُعتقد أن النجم هو الفاعل لذلك الحدث، المغير للحال، ولا يقول بذلك مسلم صحيح الاعتقاد، ولكن التنجيم المحرم هو أن يتنبأ بالنجوم على وقوع الحوادث من خير أو شر، أو يُتنبأَ بالأبراج على السعد أو النحس، وعلى مدد الأعمار، وعلى قسمة الأرزاق، والغنى والفقر، والتوفيق والخذلان، وما شابه ذلك مما هو من محض الرجم بالغيب، والتخرص بما استأثر الله تعالى بعلمه، ولم يُطلعه عليه لأحد من خلقه، لا ملك مقرّب، ولا نبي مرسل، وهذا التنجيم هو ضرب من الكهانة، فحكمه حكمها.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أتى كاهنا فسأله عن شيء فصدّقه فقد كفر بما أنزل على محمد” وإنما يكفر مصدّق الكهان والمنجمين لأنه تصديقه إياهم يستلزم اعتقاده بعلمهم للغيب الذي استأثر الله به سبحانه وتعالى، ولا يجوز أن يتساهل في هذا مسلم، حتى ولو كان يسأل المنجمين من باب الفضول، لأن السؤال ذريعة التصديق، والإنسان لا يأمن أن يقع في قلبه تصديق للمنجم فيما يدعيه، ولذا نهى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، عن مجرد سؤال العرّاف سدّا للذريعة، فقال صلى الله عليه وسلم “من أتى عرّافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوماً” رواه مسلم، والعرّاف اسم عام للكاهن، والمنجّم، والرمّال، وقارئ الكف والفنجان، فمن أتى منجما أو اتصل به ليسأله عن حظوظ برجه لم تقبل له صلاة أربعين يوما، حتى ولو كان سؤاله من باب الفضول، دون اعتقاد صدق المنجم لأن النبي صلى الله عليه وسلم ربط تلك العقوبة بمجرد السؤال، ومن تأمل أحوال المنجمين وقرّاء الأبراج، وكيف يستدلون على السعد والنحس، وعلى التوفيق والحرمان، زاد يقينا بضلالهم، وتكذيبا لتخرصاتهم، ولم يساوره شك أن ما هم فيه من ضلالة يسمونها علما إنما هو تعلق بالخرافات والدجل، وأن ظنونهم وتخرصاتهم لا يقبلها منطق العقل.
فضلا عن قلب متحلّ بحلية الإيمان، والتصديق لله سبحانه وتعالى، ومن هنا يقول الفارابي وهو من مشاهير الفلاسفة، واعلم أنك لو قلبت أوضاع المنجمين، فجعلت السعد نحسا، والنحس سعدا، والحار باردا، والبارد حارا، لكانت أحكامك من جنس أحكامهم، تصيب وتخطئ ومعنى قوله أن ما يقولونه ويتنبؤون به مجرد تخرص ورجم بالغيب، إن أصاب فبالصدفة والاتفاق غير المبني على دليل صحيح، وإن أخطأ فهذا هو الحقيق به وبكل متخرص متتبع للخرافات، ومن عجيب أمر المغترّين بالمنجمين أن تنجيمهم إذا وافق القدر فوقع اغتروا به ونسوا ما سبقه من كذبات وتخرصات، وإذا خالف الواقع اعتذروا للمنجم، وقالوا هو منجم، ما هو نبي، حتى يصدق في كل ما يقول، واعتذروا له بأن العلم أوسع من أن يحيط به، ولو أحاط به لصدق في كل شيء، وقد أراد الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه الخروج لحرب الخوارج فاعترضه منجم فقال يا أمير المؤمنين، لا تخرج، فقال الإمام على لأى شىء؟ فقال إن القمر في العقرب، فإن خرجت أصبت، وهُزم عسكرك، فقال الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه، ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا لأبي بكر ولا لعمر منجم، بل أخرج ثقة بالله، وتوكلا عليه، وتكذيبا لقولك.
فما سافر الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سفرة أبرك منها، فقد قتل الخوارج، وكفى المسلمين شرهم، ورجع مؤيّدا منصورا فائزا ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم، لمن قتلهم في قوله طوبى لمن قتلهم، فكان هذا الظفر ببركة مخالفة ذلك المنجم وتكذيبِه، والثقة بالله رب النجوم، وأما عن حكم الإسلام في تعلم ما يسمى بالتخاطر والشاكرات والريكي والعلاج الروحاني الإسلامي ونحو ذلك؟ فقد سبق أن تكلمنا عن علوم العلاج بالطاقة، كالريجي والشاكرا وغيرها من أنواع الطب الشرقي، الوثني الأصل والمنشأ والفكر، وبينا حرمة هذه الأنواع من العلاجات، وإن علم التخاطر ونحوه من العلوم التي تتعلق بما وراء النفس أو ما وراء الطبيعة، التي تدور في غالبها حول معان محظورة شرعا، كالتنبؤ بالمستقبل، والتطلع لمعرفة الغيب، والكهانة والسحر، والتأثير عن بعد في الأشياء المادية، فهذه العلوم تحوي غالبا أمورا باطلة ومنكرة شرعا، فالأصل أن تعلمها محرم، إلا لمن كان عنده تمييز ومعرفة بما فيها من محاذير شرعية، بقصد تخليص الجوانب الصحيحة التي لا تخالف الشرع من تلك العلوم إن وجدت وذلك للإفادة منها، وأما عن العلاج الروحاني الإسلامي فإن مصطلح الروحانيات يطلق غالبا.
على أمور تتعلق بالشعوذة والتعامل مع الجن، ونحو ذلك، من الأمور التي لا يشك في تحريمها شرعا، ولكن هل الروحانيات شرك وحرام ام علم حلال، وهو أنه يمكن ان نقول ان هدا العلم كان قبل مجيئ الاسلام بل مند بداية الخليقة فمثلا نبي الله ادريس كان اول من خط بالرمل ومنه انتشر علم الرمل، وأن نبى الله سليمان كان يحكم الجن حيث قال الله تعالى ” قال عفريت من الجن أنا آتيك به فبل أن تقوم من مقامك وإنى عليه لقوى أمين ” وكان له وزير كما هو معروف باسم آصف ابن برخيا وله علم روحاني فقال الله تعالى ” قال الذى عنده علم من الكتاب انا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غنى كريم ” ولقد كان للإمام على كرم الله وجهه رسالة فى الجفر أيضا، وكما يجب ذكر قصة سيدنا عمر ابن الخطاب الذي رأى جيش المسلمين فى المعركة وأنه أثناء، خطبته للجمعة قال ياسارية الجبل فسمعه قائد الجيش ياسارية وذهب للجبل، وذلك حسب هاتف عمر ابن الخطاب رضى الله عنه، وكذلك دون ان نغفل قصة السامري الدي صنع لبني اسرائيل عجلا له خوار فلما جاءه نبى الله موسى عليه السلام قال له.
” قال فما خطبك ياسامري قال بصرت بما لم يبصروا به، فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي” أي انه رأى ما لم يرى غيره من بني اسرائيل ويقصد ملائكة الرحمن فقبض قبضة من قبضة الرسول، والذي يعني به جبريل عليه السلام ومن تلك القبضة صنع العجل وهنا تظهر عظمة هدا العلم وفى نفس الوقت تبين المساريين التارخيين للعلوم الروحانية، فالمرحلة الاولى هى مرحلة قد اسميها بمرحلة الباطن، وهي مرحلة يمكن ان نحددها مند ظهور العلوم على يد الانبياء والصالحين، وتواترها خفية عن باقى العلوم الظاهرة كالطب والرياضيات والفيزياء وهنا يطرح السؤال لمادا بقي العلم الروحاني سرا يتواتر عبر الصدور من شيخ لطالب وهكذا ولم يكون بين يدي العموم كما هو الحال بالعلوم الاخرى، وهنا تكون الاجابة بسيطة، وذلك بالطبع نظرا لعظمة هدا العلم وتأثيره على جميع العوالم والمخلوقات لذي توجب عدم الافصاح به لظالم او جاهل او جاحد او طماع بل استوجب على الشيخ ان يمتحن الطالب جيدا قبل الافصاح عن ما تكنه الصدور من علوم وخبايا بالخدمة الطويلة لسنين عديدة وحفظ القران وعلوم الحديث اولا والتقوى والزهد وغيرها من الامور التى رواها لنا ارباب العلوم الروحانية من قبيل الخدمة عشرة سنوات من اجل باب من الابواب الروحانية.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك