الخميس - الموافق 26 ديسمبر 2024م

فى طريق الهدايه ومع نبى الله يوشع بن نون ” الجزء الرابع ” إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع نبى الله يوشع بن نون عليه السلام، وقد توقفنا مع وقوف الشمس لنبى الله يوشع بن نون، وأما ما ذكره يونس ابن بكير في زياداته على السيرة من تأخر طلوع الشمس عن أبان طلوعها، فلم يرى لغيره من العلماء على أن هذا ليس من الأمور المشاهدة، وأكثر ما في الباب أن الراوي روى تأخير طلوعها ولم نشاهد حبسها عن وقته، وأغرب من هذا ما ذكره ابن المطهر في كتابه المنهاج أنها ردت للإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه مرتين، فذكر الحديث المتقدم كما ذكر، ثم قال وأما الثانية فلما أراد أن يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من أصحابه بسبب دوابهم وصلى لنفسه في طائفة من أصحابه العصر، وفاتت كثيرا منهم فتكلموا في ذلك، فسأل الله رد الشمس فردت، وإن نبى الله يوشع في اليهودية هو الذي خرج ببني إسرائيل من التيه ودخل بهم بيت المقدس وهى أورشليم بعد حصار وقتال وعندما صار النصر قاب قوسين أو أدنى كان وقت العصر قد أزف واليوم كان يوم الجمعة واليوم التالي هو يوم السبت وهو اليوم الذي حرم فيه الله على اليهود العمل، وإن دخل عليهم المغيب لدخل بغياب الشمس يوم السبت، فلا يتمكنون معه من القتال فنظر إلى الشمس ودعا ربه بان لاتغيب حتى يتم استثمار الهجوم والنصر، وبقدرة الله كان له ذلك، ويقع قبر وضريح النبي يوشع بن نون في مقبرة الشيخ معروف في جانب الكرخ من بغداد، ويوجد مقام له في ضواحي مدينة السلط بغرب الأردن يعرف باسم النبي يوشع، وقيل عن يوشع بن نون بأنه ابن أخت نبى الله موسى عليه السلام.
وكان نبى الله موسى عليه السلام، قد اتخذ يوشع بن نون خادما وتلميذا له، كما كان قد عهد إليه موسى عليه السلام بأن يقسم الأرض بين أسباط بني إسرائيل بعد وفاته، وقد أمر الله تعالى موسى بأن يعطي العهد ليوشع بن نون ليقوم بتدبير أمور بني إسرائيل من بعده وكان كتاب يوشع أول كتب الأنبياء بعد كتاب موسى عليه السلام، ولما توفي موسى عليه السلام كان يوشع بن نون نبيا من بعده في بني إسرائيل، وبعدما ابتعث الله يوشع بن نون في بني إسرائيل أمره بأن يذهب إلى مدينة الجبارين فاتحا لها وهي أريحا، وقد وقع خلاف بين المفسرين حول الشخص الذي قام بفتح مدينة الجبارين فقال ابن عباس وقتادة والسدي وعكرمة بأن موسى وهارون عليهما السلام توفاهما الله تعالى في التيه كما توفي فيه كل شخصِ دخله ممن بلغوا عشرين عاما باستثناء يوشع بن نون وكالب بن يوفنا، ولما بلع يوشع الأربعين عاما أمره الله تعالى بأن يذهب إليها ليفتحها وقد فعل، وقال ابن إسحاق بأن موسى عليه السلام خرج من التيه وذهب إلى مدينة الجبارين بصحبة يوشع بن نون وفتحها وأورد قصة بلعم بن باعور الذي كان يعرف اسم الله الأعظم، وجاء إليه قومه من مدينة الجبارين وطلبوا منه بأن يدعو على موسى عليه السلام فبعدما امتنع عن ذلك أصروا عليه بقولهم أن موسى يريد قتلهم وإخراجهم من ديارهم، فلا زالوا يعيدون عليه الأمر حتى اقتنع بذلك وحاول الدعاء إلا أن الله تعالى منعه فلم يستطع الدعاء.
ثم بدأ يدبر الحيل والمكر للإيقاع ببني إسرائيل، وقد أخبر عنه الله تعالى في آياته حيث قال تعالى ” واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين” وكان سبب مكره بهم أمورا عديدة لبني إسرائيل حتى طلب موسى إلى يوشع بن نون بأن يدخل مدينة الجبارين ويقتلهم فدخلها وقتل بعضهم وبقي بعضهم وكان النهار قد أوشك على الانتهاء بغياب شمسه، فخشي عندها يوشع بأن يحول الليل بينه وبين القضاء عليهم فدعا الله تعالى أن يحبس عليهم الشمس فاستجاب له الله تعالى، حتى قضى عليهم ودخلها نبي الله موسى عليه السلام وأقام بها حتى مات ولا عِلم لأحد من الخلق بمكان قبره، وقيل بأنه اجتمع بعض ملوك الشام لقتال يوشع بن نون لكنه قاتلهم حتى هزمهم وقيل بأن الملوك فروا إلى غار ليختبئوا به فلحق بهم وقام بقتتلهم وصلبِهم وأصبح ملكا على الشام كلها، وقد حكم يوشع بن نون بني إسرائيل بأحكام التوراة، وهو من قسم بلاد الشام بين بني إسرائيل، كما جعل الله تعالى له كرامات كإخراج نهر الأردن له، وحبس الشمس، وكان فتح بيت المقدس بقيادته، وكان قد ولد يوشع بن نون سنة ألف وربعمائه وثلاثة وستون، وكان ذلك قبل ميلاد السيد المسيح وتوفي وهو يبلغ من العمر مائة وعشرن سنه، وبعد وفاة نبى الله موسى عليه السلام قد تسلم النبى يوشع زمام قيادة الأمة، وأصبح قائدا لبني إسرائيل طوال الحقبة التي تم فيها الاستيلاء على معظم أرض كنعان، ولقد استطاع يوشع وهو ما زال في سهل مؤاب.
أَن يجند قواته ويجهزها وينظمها لخوض المعارك التي اشتدت بعد أن اجتاز نهر الأُردن، ولقد نشبت ثلاث معارك، واحدة في المنطقة الشمالية، وأخرى في المنطقة الوسطى، وثالثة في المنطقة الجنوبية، وقد أسفرت كلها عن انتصار العبرانيين، وقد ورد وصف هذه المعارك بصورة إجمالية وما لبث يوشع بعد هذه المعارك الأولية أن قسم الأرض بين مختلف اَسباط إِسرائيل، ثم ألقى كلمة فيهم حثهم فيها على المثابرة على طاعة الله، وحذرهم من الغواية والضلال، ثم مات بعد أن طعن في السن، ودفن في أرض كنعان، وفي الكتاب المقدس أظهر يوشع، بوحي من الروح القدس، أن الله يفي بكل وعد يقطعه على نفسه، وفيه أيضا نرى العبرانيين يدخلون الأرض ليمتلكوها بعد أن فسد أهلها وارتكبوا كل الموبقات والرجاسات، من عبادة أصنام وتقديم ذبائح بشرية لها، غير أن دخولهم إِليها لم يكن تلقائيّا إِذ طلب إليهم الرب أن يخوضوا حروبا ضارية قبل أن يدخلوها، لأن الرب أراد أن يدين خطيئة الشعوب، ممالك أرض كنعان، فسخر شعب بني إسرائيل لتنفيذ قضائه، وفى مطلع سفر يوشع فى الكتاب المقدس يقول، كان بعد موت موسى عبد الرب أن الرب كلم يوشع بن نون خادم موسى قائلا، موسى عبدي قد مات، فالآن قم اعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي انا معطيها لهم أي لبني إسرائيل، كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات جميع أرض الحثيين وإلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس.
يكون تخمكم لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك، كما كنت مع موسى أكون معك، لا أهملك ولا أتركك، تشدد وتشجع، لأنك أنت تقسم لهذا الشعب الأرض التي حلفت لآبائهم أن أعطيهم، انما كن متشددا وتشجع جدا لكي تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التي أمرك بها موسى عبدي، لا تمل عنها يمينا ولا شمالا لكي تفلح حيثما تذهب، لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارا وليلا لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه، لانك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح، أما أمرتك تشدد وتشجّع، لا ترهب ولا ترتعب لان الرب الهك معك حيثما تذهب” فأمر يوشع عرفاء الشعب قائلا جوزوا في وسط المحلة وأمروا الشعب قائلين، هيّئوا لانفسكم زادا لأنكم بعد ثلاثة أيام تعبرون الأردن هذا لكي تدخلوا فتمتلكوا الأرض التي يعطيكم الرب إلهكم لتمتلكوها، ثم كلم يوشع الرأوبينيين والجاديين ونصف سبط منسّى قائلا اذكروا الكلام الذي أمركم به موسى عبد الرب قائلا، الرب الهكم قد اراحكم واعطاكم هذه الأرض، نساؤكم واطفالكم ومواشيكم تلبث في الأرض التي اعطاكم موسى في عبر الأردن وانتم تعبرون متجهزين امام اخوتكم كل الأبطال ذوي البأس وتعينونهم حتى يريح الرب اخوتكم مثلكم ويمتلكوا هم أيضا الأرض التي يعطيهم الرب الهكم ثم ترجعون إلى أرض ميراثكم وتمتلكونها التي اعطاكم موسى عبد الرب في عبر الأردن نحو شروق الشمس، فاجابوا يوشع قائلين، كل ما أمرتنا به نعمله وحيثما ترسلنا نذهب،
حسب كل ما سمعنا لموسى نسمع لك، إنما الرب إلهك يكون معك كما كان مع موسى، كل إنسان يعصى قولك ولا يسمع كلامك في كل ما تأمره به يقتل، انما كن متشددا وتشجّع” وأما عن المواضع التي ذكر فيها نبى الله يشوع في الكتاب المقدس “ففعل يشوع كما قال له موسى ليحارب عماليق، واما موسى وهارون وحور فصعدوا على رأس التلة” وأيضا ” فهزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف” وأيضا ” فقال الرب لموسى اكتب هذا تذكارا في الكتاب وضعه في مسامع يشوع، فاني سوف امحو ذكر عماليق من تحت السماء” وأيضا ” وسمع يشوع صوت الشعب في هتافه، فقال لموسى صوت قتال في المحلة” وأيضا ” ويكلم الرب موسى وجها لوجه كما يكلم الرجل صاحبه، واذا رجع موسى إلى المحلة كان خادمه يشوع بن نون الغلام لا يبرح من داخل الخيمة” وأيضا ” فاجاب يشوع بن نون خادم موسى من حداثته وقال يا سيدي موسى اردعهما” وأيضا ” هذه أسماء الرجال الذين ارسلهم موسى ليتجسّسوا الأرض، ودعا موسى هوشع بن نون يشوع” وأيضا ” واما يشوع بن نون وكالب بن يفنة من أولئك الرجال الذين ذهبوا ليتجسّسوا الأرض فعاشا” وأيضا “فقال الرب لموسى خذ يشوع بن نون رجلا فيه روح وضع يدك عليه” وأيضا ” ففعل موسى كما امره الرب، اخذ يشوع واوقفه قدام العازار الكاهن وقدام كل الجماعة” وأيضا ” يشوع بن نون الواقف امامك هو يدخل إلى هناك، شدّده لانه هو يقسمها لإسرائيل”
وأيضا ” وأمرت يشوع في ذلك الوقت قائلا، عيناك قد ابصرتا كل ما فعل الرب الهكم بهذين الملكين، هكذا يفعل الرب بجميع الممالك التي أنت عابر إليها” وأيضا ” واما يشوع فاوصه وشدده وشجعه لانه هو يعبر امام هذا الشعب وهو يقسم لهم الأرض التي تراها” وأيضا ” الرب الهك هو عابر قدامك، هو يبيد هؤلاء الأمم من قدامك فترثهم. يشوع عابر قدامك كما قال الرب” وأيضا ” فدعا موسى يشوع وقال له امام اعين جميع إسرائيل، تشدد وتشجع لانك أنت تدخل مع هذا الشعب الأرض التي اقسم الرب لآبائهم ان يعطيهم اياها وانت تقسمها لهم” وأيضا ” وقال الرب لموسى هوذا أيامك قد قربت لكي تموت، ادع يشوع وقفا في خيمة الاجتماع لكي اوصيه، فانطلق موسى ويشوع ووقفا في خيمة الاجتماع” وأيضا ” واوصى يشوع بن نون وقال تشدد وتشجع لانك أنت تدخل ببني إسرائيل الأرض التي اقسمت لهم عنها وانا اكون معك” وأيضا ” وكان بعد موت يشوع ان بني إسرائيل سألوا الرب قائلين من منا يصعد إلى الكنعانيين أولا لمحاربتهم” وأيضا ” وصرف يشوع الشعب فذهب بنو إسرائيل كل واحد إلى ملكه لاجل امتلاك الأرض” وقيل أيضا ” وعبد الشعب الرب كل أيام يشوع وكل أيام الشيوخ الذين طالت أيامهم بعد يشوع الذين رؤوا كل عمل الرب العظيم الذي عمل لإسرائيل” وقيل أيضا ” ومات يشوع بن نون عبد الرب ابن مئة وعشر سنين” وأيضا ” فانا أيضا لا اعود اطرد إنسانا من امامهم من الأمم الذين تركهم يشوع عند موته” وأيضا ” فترك الرب أولئك الأمم ولم يطردهم سريعا ولم يدفعهم بيد يشوع” .

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك