بعد فضيحة رواية كلينتون في كتابها الأخير عن صناعة أميركا لداعش، نشر فيديو لرئيس وكالة المخابرات الأميركية CIA السابق جايمس وولسي
James Woolsey”” يرجع لعام 2006 يقول فيه: سنصنع لهم إسلاماً يناسبنا ثم نجعلهم يقومون بالثورات فيتم إنقسامهم على بعضهم لنعرات تعصبية ومن بعدها قادمون للزحف وسوف ننتصر، وأضاف وولسي : “أننا سننجح في النهاية كما نجحنا في الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي وسوف أختم بهذا (سوف نجعلهم متوترين).
أنهم يشنون علينا حرب صليبية جديدة !!!
وإذا قمنا بتحليل وضع الدول العربية بعد القيام بالثورات على حكامهم عام 2011، سنرى أنها لم تعود علينا إلا بالمزيد من الخسائر في الأرواح البشرية وانتشار الفوضى التي خططت لها كونداليزا رايس في المنطقة العربية ،وانهيار اقتصاد هذه الدول، فاليوم تعاني اليمن من مجاعات وحروب وتفشي مرض الكوليرا، وليبيا التي تعاني من انقسامات داخلية، وسوريا أيضا تعاني من حروب في ظاهرها طائفية في بطنها صهيونية راح ضحياتها أكثر من 400 ألف قتيل من الرجال والنساء والأطفال، نهيك عن حال الأحياء منهم مابين التشريد والاعتقال، ومنهم من ينتظر الموت بين كل دقيقة وأخرى.
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يترك أمر فيه خيرا لنا إلا وآمرنا به، ونهانا عن ما فيه شرا لنا، والخير والهدى في اتباع كتاب الله وسنة نبيه قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ ( رواه مالك). لقد توعد الله من يخالف أمرنبيه بالعقاب ” فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ” وقال تعالى: ” وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ”
وآمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من سبعين حديث عن تحريم الخروج على الحاكم ولو كان ظالم وهذا دليل على أهمية هذا الأمر، وأكثر ما ذكر منها ذكر في باب الفتن. ” خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف فقال لا ما أقاموا فيكم الصلاة وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة (صحيح مسلم).
” يكون بعدي ائمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس، قلت كيف اصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع (رواه مسلم). ” إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ” (متفق عليه). وفي تفسير ابن مسعود الأثرة هي : الانفراد بالشيء دون أصحاب الحق، والاستئثار بالحقوق والأموال، فينفرد بها قوم دون قوم.
والله سبحانه وتعالى أمرنا بتباع منهج من لدن حكيم خبير، ولم يترك لاعدائنا ثغرة لينفذون منها ليخدعونا ” وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ” والمخرج من هذا المكر في الصبر وتقوى الله كما أخبرنا في قوله تعالى ” وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ” .
صدق الله العظيم في قوله تعالى ” وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ”
اليوم هم لهم علينا ألف سبيل …. فأين نحن من منهح الله ؟!!
التعليقات