السبت - الموافق 10 مايو 2025م

قصة الجريمة غموض بقلم عبير صفوت محمود سلطان

عن قوام ضخم وهيئة منظمة ، نظر رجل البوليس نظرة متفحصة ، ثم جال ببصرة متذكرا ، اشعة الشمس الحارقة فى شهر يوليو ، وتمتم بعبارات مؤكدة للجلس امامه :
ثلاثة أيام اتتبعة فى صمت ، من شرق المدينة الى اقصاها ، لم يقابل أحد او يحاول الطرف الآخر ان يدفعة الى الإجرام ، تفكر المحقق بضع لحظات ، ثم أعاد بضع كلمات من فاه الذى كان مطبقا لفترة طويلة:
جلال عبد الرحمن ، رجل مسالم ، يعمل بالبنك الشرقى ، لم يرى السوء فى سلوكة ، طيب الخلق و…
قاطعة الطبيب الشرعي قائلا :
اعتقد ان جاء منه بعض الشكوى
المحقق يتفرس مجلد ازرق على سطح المكتب مؤكدا : كيدية ، شكوى كيدية.
الطبيب الشرعى يسال بإنفعال : ما سر اختفاء صديقاتة فى العمل ؟!
يصمت المحقق لحظة ، كأنة لا يعرف ماذا يقول : فى النهاية ، تؤيد القضية ضدد مجهول .
..
هرج ومرج فى المخفر من الصباح ، يستوقف المحقق العساكر بثبات :
توقفا جميعاً ، ماذا حدث ؟!
يقراء الطبيب الشرعى بعض وريقات تتفرد نظيرتها بين كفوف يدية قائلا : اربع نساء يعملن فى مصلحة عامة بجانب البنك الشرقى .
المحقق يتسال فى توتر :
اختفين ؟!
الطبيب الشرعي:
لا ، ماتت النساء فجأة فى بيت الاغتسال ، تقول التحريات : أنهن خرجا لساعة فى موعد الغداء ، ثم عادوا ، لم يجيدوهن الا فى بيت الاغتسال مفارقين للحياة ارواحهن .
ـ ما سبب الموت ؟!
الطبيب: لا شيء يذكر
يستكمل الطبيب الشرعى ، واقعة اخرى فى شارع المرور الطولى :
وجدوا امرأة ، تقول التحريات عنها ماتت فى نفس توقيت الراحيلات الثلاثة.
المحقق يتساءل ويجيب : والسبب ؟! ضد مجهول.
..وقف برهان النجاتى على اعتاب مسكن جلال عبد الرحمن ، فى عتمة لا تظهر هيئة من يراقب بالليل وأطرافة ، لمح شخص يتلفت ويجول خارجا من المسكن ، فى ليل الظلمة ببطء تارة وحركة مريبة تستعير منها خيالات الأضواء .
فجأة ، ظهر الشخص المجهول ، يقف مع شخص معلوم الرؤية لبعض اللحظات ، عاد الشخص المجهول الى مسكنه .. ثم اتت الرياح بالصخب والجدل فى الصباح الباكر .
متاكد كل التأكيد هو تماما ،شخص الأمس المعلوم ، الذى كان بجوار الشخص المجهول
المحقق : ترى من هو الشخص المجهول ؟!
الطبيب الشرعى : ستسمع الان باُذنيك
جلس مدحت الراوى ، رجل الأمس المعلوم متسائلا :
لا ادرى السر وراء حضورى
الطبيب الشرعى يوجه سوال:
من كان معك بالأمس … فى عتمة الليل ؟!
حمدى الراوي :
صديق لا اعلم عن هويتة كثيرا ، ما العلاقة بيننا الا هواتف تخفى الوجوة .
المحقق: تقصد صديق من لعبة الهاتف .
حمدى : نعم هو كذلك .
الطبيب: ما الدافع ان تتقابلا ؟! ماذا حدث بينكم فى عتمة الليل ؟!
حمدى : الخاسر ينفذ احكام ، هذا هو الأمر ببساطة .
وماهو حكم اللعبة: ان اقابل صديق مجهول بضع دقائق ، وحدث ان تعانقنا وضحكنا ثم ذهبت الى دياره .
بعد ان تفحص المحقق الملفات الخاصة بموت الغموض ، تبين ان شاب غامض كان يقترب من الضحايا قبل موتهن بوقت قصير
أفصح المحقق عن هذا الامر الملحوظ ، انما رد المحقق رد يخالف الظن قائلا :
انما حمدى الراوى على قيد الحياة
فى تلك الليلة ، خرج جلال عبد الرحمن من مسكنة
وقامت القوات الخاصة بالبحث والاستطلاع بشقتة ترصد وتتفحص بعد زرع الكاميرات ، و محيت كل الاثار والبصمات الخاصة بهم بعد التفحص جيدا عن هوية الرجل .
اذدرد المحقق ريقة وارتشف من كوب الشاى متمتما : الان نستطيع ان نتاكد ونرى .
بعد عدة ايام ، جائهم الخبر المهول ، موت حمدى الراوى ، لكن ، كيف تم الامر ؟!
المحقق بانهيار : قم بمراجعة الكاميرات ايها الطبيب .
الطبيب الشرعي : ليس هناك بالأمر ريب ، حركات طبيعية تماماً ، يتحدث بالهاتف ، ويجلس امام اللاب ، لا غير ذلك
المحقق يقبض على ذقنة باصابعة مستعلما:
متى جلس غلى اللاب خاصته ؟!
الطبيب الشرعى :
اساعة واحده ظهرا بالامس
المحقق يبتسم بخبث قائلا :
ومات حمدى الراوى ، اساعة الثانية ظهرا
يستكمل الطبيب: هبوط فى الدورة الدموية .
المحقق يأمر بشريح الجثث التى ماتت فى ظروف غامضة ضدد مجهول .
يؤكد المحقق بيقين تام الى الجالس امامة :
الحداثة والتكنولوجيا سوف يخلقون العجب .
جلال عبد الرحمن يتصنع اللامبالاة متسائلا:
ما السبب وراء تلك العبارات ؟!
المحقق يرصد اشارة بإحدى يدية ، يجلس رجل حاذق وامامة جهاز اللاب ، يكشف عن بعض الأمور المريبة :
هاهى الاوامر تلقى الى البوتات ، لتنفذ سعيها .
ينهار جلال عبد الرحمن معترفا بعد ضغوط عالية ، يقول بما تبقى لدية :
انها أوامر مرتبة ببوتات ، اقوم بادخالها باجساد الضحاية بعد التلاعب بهم ، اخدرهم برزاز خفيف اعانقهم او اقبض بكتفعم ادخل ابرة صغيره لا تراها العين المجردة ، وبعد بضعة ايام اقوم باطلاق الأوامر ، تتحررك البوتات نحو الهدف المطلوب
المحقق: الهدف هو القتل .
الطبيب الشرعى :
كشفت التحريات عن بعض المفاجآت
اولا جلال عبد الرحمن طبيب بشرى سابق
ان دوافع القتل كانت لحساب جهات خارجية ، من اجل المال الباهظ .
المحقق : والنهاية
الطبيب: لن تتوقف النهايات ولن تقف البدايات ، طالما نحن لها بالمرصاد ، نرصد المتأمرين .

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك