كتب :- محمد زكي
قام الكاتب فادي الحسيني باحث في الشؤون السياسية الكندي من أصول فلسطينية بنشر مقال تحدث فيه حول السياسة العمانية ودورها في المنطقة وكيف استطاعت سلطنة عمان أن تكسب احترام الجميع وتصبح أحد أهم الأوراق السياسية في منطقة الشرق الأوسط.
تحدث الكاتب في بداية مقاله حول موقف عمان السلمي في منطقة تلتهب بالصراعات، وأوضح أن الموقف السلمي للسلطنة ليس مجرد ادعاء بل تمثل في نأي السلطنة عن حالة الاستقطاب التي تشهده دول المنطقة، وكذلك من خلال الأنشطة التي تمارسها من أجل التوصل لحل سلمي لعدد من الصراعات وهذا ما لا يدركه الكثير من المتابعين للمشهد السياسي ،ويرى الكاتب أن السلطنة تسعى إلى أن تكون واحة سلمية في خضم هذه التطورات والصراعات في المنطقة من خلال لعب دور الوسيط وهو نوع من الذكاء السياسي. ولتمكين رايتها السلمية سعت السلطنة إلى الوساطة وتبني المفاوضات الأمريكية الإيرانية في مسقط وتحرير السياح الأمريكيين، كما أشار الكاتب إلى أن جهود السلطنة ليس بالأمر الجديد فلقد قامت بوساطة في الثمانينات خلال الحرب العراقية الإيرانية، وكذلك فإن عدم مشاركتها في عاصفة الحزم أتاح لها القيام بدور محوري في جعل قنوات الاتصال في الأزمة اليمينة مفتوحة، وهو ما مكنها من إعادة رفات الطيار المغربي الذي تحطمت طائرته في المنطقة التي يسيطر عليها الحوثيون أضف إلى ذلك فإن عمان هي الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تغلق سفارتها في صنعاء، لذلك تُعد الخيار الأكثر منطقية لأي حوار بين الأطراف المتنازعة.
وقال الكاتب إنه يمكننا قياس الأمر أيضا على جهود عُمان في الوساطة في سوريا خصوصا وأنها الوسيط الأكثر ثقة عند جميع الأطراف السورية وتمثل ذلك من خلال مقابلة المسؤولين في دمشق ومسقط، وأما في الجزائر فلقد تدخلت السلطنة لاحتواء الأزمة الطائفية دون أن يشعر أحد بالاحتقان.
وأكد الكاتب أن سياسة السلطنة مبنية على تقديم المصلحة الوطنية فهي شريك استراتيجي لدول الخليج في المنطقة كما أنها تسعى إلى أن تحافظ على علاقتها مع الدولة التي تملك مخزونا ضخما من الغاز الطبيعي لذلك نجد مسقط وطهران بصدد إنشاء مشروع خط أنابيب للغاز الطبيعي تحت السطح البحر وإجراء مناورات عسكرية معا وهي وسيط سلمي ونقطة اتصال بين الأطراف إقليميا وعالميا.
التعليقات