الخميس - الموافق 21 نوفمبر 2024م

كيف تستقبل عاما جديدا بقلم الداعيه الإسلامى :- خالد أبوعيد الهاشمي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. .وبعد مما لاشك فيه أن رحيل عاما من عمر دنيانا ومجيء آخر لأمر يستدعي منا الوقوف مع أنفسنا وقفة

للمحاسبة والمعاتبه الصادقة لأن من غفل عن نفسه خسر دنياه واخراه واشتدت عليه حسراته وأي حسرة على العبد أعظم من أن يكون عمره عليه حجة وتقوده أيامه إلى مزيد من الخسران إن من نظر إلى الدنيا بعين البصيرة لا بعين البصر المبهر أيقن أن نعيمها ابتلاء وحياتها عناء عيشها نكد وصفوها كدر ملكها يفنى وخيرها ينتزع والمتعلقون بها على وجل فالدنيا إما نعمة زائلة أو بلية نازلة أو منية قاضية وصدق الله إذ يقول فى كتابة الكريم “يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار” [غافر: 39] فتفكر يامن تستقبل عام الجديد في الموت وسكرته وصعوبة كأسه ومرارته فقف مع نفسك وقفة صادقة للمحاسبة تخيل نفسك وأنت في قبرك وقد جُردت من الثياب وتوسدت التراب وفارقت الأهل والأحباب وتركت الأصحاب ولم يكن معك جليس ولا أنيس إلا عملك الذي قدمته في الدنيا حتى تجده في انتظارك يوم انتقالك إلى قبرك “يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِباد. العمر قصير والسفر طويل والزاد قليل والعقبة كؤود والعبد بين حالين. حال مضى لا يدري ما الله صانع فيه. وحال آت لا يدري ما الله قاضٍ فيه.فالعاقل من يتزود من نفسه لنفسه ومن حياته لموته ومن شبابه لهرمه ومن صحته لمرضه ومن فراغه لشغله ومن غناه لفقره ومن قوته لضعفه فما بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار “فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ” [القارعة:6-11]. فمن أصلح ما بينه وبين ربه كفاه الله ما بينه وما بين الناس، ومن صدق في سريرته حسنت علانيته ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه فلا بد من وقفة جادة للمحاسبة مع مطلع هذا العام الجديد فالمحاسبة الصادقة هي ما أورثت عملاً صادقاً ينجيك من هول المطلع في ساحة العرض على أحكم الحاكمين. عن عبد الله بن عمر . رضي الله عنهما- قال: أخذ رسول الله . صلى الله عليه وسلم- بمنكبي فقال: “كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل” وبما أننا نستقبل عاما جديدا فنقول لعلماء الأزهر والأوقاف المستنيرين أن الأوان أن تظهروا وتقدموا للناس الإسلام الوسطي بعيدا عن كل تلك التطرفات الفكرية التى ملأت الساحة وتصدرت المشهد سنين عدة حتى خلفت ورائها فكرا ضالا يشكك ويهدم فى ثوابت هذا الدين اما ان الآوان ايها العلماء ان نأخذ الامر مأخذ الجد ونشمر عن سواعدنا ونتصدر المشاهد بفقه ووعى وعلم مستنير يقطع على كل أولئك هدفهم وغايتهم فى النيل من اسلامنا الحنيف

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك