** قد يغلب الإنسان ضعفه، وقد تغلبه نفسه الأمارة بالسوء ، وقد تسيطر عليه شهوته البهيمية ، فلايستطيع مقاومتها ، فيقع في المعصية ، وقد تكون معصيته من كبائر الذنوب ..
** لكنه بعد أن يقع ، قد يرجع إليه رشده ، فيشعر بفظاعة مااقترفت يداه ،، فيخاف من العقاب في الآخرة ،، ويتوب إلى الله ،، ولكنه قد لايطمئن إلى أن الله قد قبل توبته، فيجود بنفسهلعل اللهيتوب عليه..
^^ في قصة هذه المرأة خير شاهد على ذلك ..
^^ أخرج مسلم في صحيحه ،، عن بريدة الأسلمي قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءته امرأة من غامد فقالت: يا نبي الله، إني قد زنيت، وأنا أريد أن تطهرني. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: “ارجعي”. فلما أن كان من الغد أتته أيضا فاعترفت عنده بالزنا فقالت: يا رسول الله، إني قد زنيت، وأنا أريد أن تطهرني. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: “ارجعي”. فلما أن كان من الغد أتته أيضا فاعترفت عنده بالزنا فقالت: يا نبي الله، طهرني فلعلك أن تردني كما رددت ماعز بن مالك فوالله إني لحبلى. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: “ارجعي حتى تلدي”. فلما ولدت جاءت بالصبي تحمله فقالت: يا نبي الله، هذا قد ولدت. قال: “فاذهبي فأرضعيه حتى تفطميه”. فلما فطمته جاءت بالصبي في يده كسرة خبز قالت: يا نبي الله، هذا قد فطمته، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي فدفعه إلى رجل من المسلمين، وأمر بها فحفر لها حفرة فجعلت فيها إلى صدرها، ثم أمر الناس أن يرجموها، فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها، فنضح الدم على وجنة خالد فسبها، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال: “مهلا يا خالد بن الوليد لا تسبها فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له” فأمر بها فصلى عليها ودفنت”..
** وفي رواية أخرى عند الإمام مسلم ،، لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة ( من أهل النفاق ) ،، لوسعتهم ، وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى ؟؟..
** بأبي أنت وأمي ياسيدي يارسول الله ماأرحمك ..
^^ نظرت إلى توبة هذه المرأة ، ولم تنظر إلى معصيتها ،، فرحمتها ، ورحمت الجنين في بطن أمه ، فلم تأمر برجمها وهي حامل ، حتى تضع حملها ، ورحمت الوليد فلم ترضَ أن ترجم أمه وهي تفطمه ، ويقوى على أسباب المعاش بنفسه .. ثم نفذت أمر الله ووقفت على حدوده ،، التي لاتملك إلا أن تقف عندها وتنفذها ..
^^ فماأعظمك ، وماأكرمك وماأرحمك ،، وصدق الله العظيم إذ يقول لك:” وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين ” ..
التعليقات