الأحد - الموافق 08 سبتمبر 2024م

متحف معهد الرمد التذكاري بقلم : نسمة سيف

كانت أمراض العيون مثل الرمد بأنواعه و الالتهابات المختلفة من أكثر الأمراض المتوطنة خطورة في مصر ، و أهم الأمراض الرمدية التي انتشرت في مصر في النصف الأول من القرن العشرين (الرمد الحبيبي – الرمد الصديدي ) ، نتيجة لعدة عوامل منها حرارة الجو و هبوب الرياح المحملة بالأتربة من الصحراء و عدم الاهتمام بنظافة الشوارع في الأحياء الفقيرة و إن تم كان يحدث بصورة خاطئة حيث تكنس الأتربة في الشوارع دون رش المياه مما يثير الأتربة بصورة مضرة أكثر من السابق وعلي مدار النصف الأول من القرن العشرين لعبت المشاركة المجتمعية الدور الأكبر في مكافحة أمراض العيون ، فينسب إنشاء أول هيئة لمكافحة أمراض العيون و هي (معهد الرمد التذكاري للعيون بالجيزة ) إلي التبرع المالي(6600 جنية ) الذي قدمته لجنة قبور الحرب البريطانية بلندن في سنة 1921 م تخليدًا لذكري من توفي من المصريين في الحرب العالمية الأولي و فرقتي العمال و الجمالة، و قامت اللجنة بعرض أحسن الاختيارات لإنفاق هذا التبرع علي رئيس الوزراء في هذا الوقت عبد الخالق باشا ثروت فقرر هو و الوزراء أن أفضل مشروع هو معمل لأعمال الفحص و الأبحاث الباثولوجية المتعلقة بأمراض العيون ، وقررت الحكومة أن يتم إنشاء المعمل علي إحدى قطع الأرض التي خصصتها الحكومة المصرية لبناء مستشفي رمدي بالجيزة، فضلاً عن التبرع بمبلغ ( 2،000 جنيه ) ، و تم تكليف المهندس الإنجليزي تصميم المبنى و قد أقيم البناء من الحجر الأسود المقطوع من جبل المقطم، وقد تم تجهيز المعمل بأحدث الوسائل الموجودة من الآلات و المعدات ، و افتتح للعمل رسميًا في 9 سبتمبر 1925 م و تم تكليف الدكتور محمد صبحي بك بإدارة شئون المعمل لحين تعيين مدير و باثولوجي إنجليزيين ، و كان المعمل يقوم بعمل الأبحاث الإكلينيكية و العينات الباثولوجية و البكتريولوجية لأمراض العيون سواء كانت هذه العينات مرسلة من مستشفيات الرمد أو من الأطباء الرمديين. وكان المعهد ولايزال بدور كبير لسبب جغرافي أنه يخدم محافظتي القاهرة والجيزة ومحافظات الصعيد ، نظرًا لأن خدمات العيون ليست منتشرة لديهم ، كما أن المعهد له هدف تعليمي للأطباء والتدريب المستمر لرفع كفاءة الأطباء ، ويضم جميع أنواع العلاج سواء المجاني أو الاقتصادي أي العلاج بأجر منخفضأو إصدار قرارات العلاج علي نفقة الدولة ، وقسم الطوارئ به مفتوح علي مدي 24 ساعة . ويعد حاليًا معهد الرمد التذكاري التابع لهيئة المعاهد والمستشفيات التعليمية بوزارة الصحة من أكبر المعاهد المتخصصة في علاج أمراض العيون في مصر وتزداد أهميته بعد قرار رئيس الوزراءالمهندس شريف إسماعيل بضم مستشفي الرمد التابع لمديرية الشئون الصحية بالجيزة إلي هيئة المعاهد التعليمية للتوسع في معهد الرمد ليساهم ذلك في استغلال الإمكانيات وتحسين الأداء لصالح المرضي . ولا يمكن حصر إصابات مرضي العيون في مصر ولكن أكثر الأمراض المنتشرة هي الماه البيضاء والتراكوما بمضاعفاتها وهما سبب رئيسي في فقدان البصر في مصر وشكلات المياة الزرقاء ويساهم معهد الرمد في خفض نسبة الإصابات بفقدان البصر لآلاف المرضي ، يتردد 600 مريض يوميًا في العبادات الخارجية والتي تنقسم إلي أقسام مجاني واقتصادي والعلاج لدي الاستشاري وجميعهم لا تتعارض أوقاتهم لأن شباك التذاكر يفتح للعلاج المجاني من الثامنة صباحًا حتي العاشرة صباحًا ثم يتم فتح الشباك الخاص بالعلاج الاقتصادي وتبدأ عيادات الكشف لدي الاستشاري في وقت متأخر من اليوم بعد الانتهاء من العلاج المجاني والاقتصادي والمريض مخير للكشف لديهم لأنهم يكشفون علي المرضي بمبالغ مخفضة تختلف عن أسعار الكشف لديهم في المستشفيات الأخري والعيادات الخاصة بالأطباء . يوجد قوائم انتظار في بعض أنواع العمليات منها عملية ترقيع القرنية لأن المعهد يعد الجهة التي تجري عمليات الترقيع علي نفقة الدولة علي مستوي الجمهورية حيث يوجد تعاقد من خلال وزارة الصحة مع الشركات التي تستورد القرنيات الصناعية و التكلفة الخاصة بتلك العمليات المرتفعة في المستشفيات الخاصة إلا إنه في معهد الرمد تُوفر مجانًا للمرضي والمعهد يضم كل التخصصات والفحوصات بما فيها جراحات تصحيح الإبصار ولكنها ليست مجانية وغير مدرجة بنفقة الدولة ويتم إجرائها بأجور منخفضة عن المستشفيات الخاصة . ويوجد بالمعهد مكتبة تقدم خدماتها للطلاب حيث تضم مجموعة كبيرة من المراجع والوثائق الخاصة بمختلف الموضوعات الطبية الخاصة بأمراض العيون ولا يقتصر دخولها علي طلاب كلية الطب وإنما يسمح لطلاب جميع الكليات بدخولها .مما يساهم في رفع مستوى البحث العلمي

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك